التفكير الباطني للمسؤول.. والطرح المخالف!
م. هاشم نايل المجالي - لقد شاهدنا الكثير من المقابلات التلفزيونية والتصريحات الصحفية والخطابات للعديد من المسؤولين وذلك عبر الحكومات المتعاقبة منذ سنوات ولقد وجدنا ان غالبية هذه التصريحات كانت تناقض الواقع والامر المتخذ بحق المواطن أو التاجر وغيره مما خلق كثيراً من عدم ثقة المواطن بما يقال بل اصبح يؤمن بما ينفذ على ارض الواقع فأصبح هناك عدم ثقة متبادلة واصبح لا يسمع ولا ينصت لتصريحات هؤلاء المسؤولين وهذا التناقض أثر كثيراً على كثير من مناحي العمل والتعامل وعدم المصداقية فللمخاطبة فن واصول وتمرس لايصال الهدف والغاية المبتغاة دون لف او دوران كما يقال لان المخاطبة لها صلة وثيقة بالتفكير والمخاطبة هو الحديث مع الاخرين لغاية ايصال فكرة او رسالة ما اما التفكير فهو محادثة المرء مع نفسه فاذا كان التفكير غير سليم وغير سوي وغير واضح ويحمل اشارات وايحاءات لتبرير غاية او هدف ما فان المخاطبة ستكون غير مقنعة وغير سليمة وسيلجأ المسؤول لاستخدام الالعاب اللغوية خاصة في الامور المتنازع عليها او التي من الممكن ان تلحق ضرراً بالمواطن او التاجر ومهما كان الخطاب او الحوار والمناقشة فيها الا انه من الصعب الوصول الى نتائج ترضي الطرفين لكن احدهما يستخدم صلاحياته بالقوة اي قوة لفرض للقرار فاما ان يقبل بذلك الطرف الآخر او يستخدم رد فعل قويا للرفض كونه متضررا وهذا ما يحصل احياناً في كثير من الاجتماعات مع النقابات او في مجلس النواب او مع التجار والصناعيين وغيرهم ويأخذ هذا الجدال طابعيه الانفعالية ففي حالة الحوار والنقاش المحتدم يكون تفكير الشخص المقابل تحت سيطرة السلوكيات الانفعالية ويخضع الى اللغة الانفعالية ايضاً لمواجهة ذلك الطرح والتعبير بالرفض عنه اي كلمات مشحونة بالانفعال وتغير في نبرة الصوت كونه يعتبر ان هذا الاسلوب من الممكن ان يعطي نتيجة او يرضي من يمثلهم من المتضررين بهذا القرار.
ان الامانة الفكرية لأي مسؤول تقتضي بعض المتطلبات اهمها انه يجب ان لا يقول او ان يصرح امام الاخرين اي شيء لا يكون هو متمسكاً ومقتنعاً به في حواره ومناقشاته لأن التصريح والطرح في أي امر دون ان يكون مقتنعاً به وبانعكاساته سيضعه في كثير من المواقف التي يجب عليه ان يعذر اصحاب الردود الفعلية المعاكسة خاصة اذا كان الامر او الطرح لفرض قوانين او ضرائب او رفع اسعار وغيرها هناك صعوبة في تطبيقها او هناك احتماليات التراجع عنها لسبب او لآخر خاصة اذا لجأ المسؤول الى استخدام الدهاء السياسي والفن اللغوي في الايحاءات لغايات تمرير ذلك وحتى لا يقال من الاطراف المعارضة لذلك الطرح ان هذا تفكير معوج وعلى المسؤول ان تكون عنده رؤية الى المدى الذي تكون فيه طروحاته وتصريحاته منطقية وواقعية وتخدم كافة المصالح الوطنية ومصلحة الشعب وحتى لا يصبح هذا المسؤول لاحقاً منبوذاً اجتماعياً وغير مقبول وتصبح عقولنا مهيأة لان لا نتعامل او نحترم ذلك الشخص فهناك من المسؤولين من يغلق عقله امام الحقائق لتنفيذ هدف يخدمه وهذا تفكير منحرف لتحقيق مصلحة فهو غير ملتزم بالقسم الذي أقسمه ولا بالخط المستقيم وهذه من نقاط الضعف التي يقع فيها كثير من المسؤولين ومن الوسائل والطرق الغير مشروعة فكل طرح يجب ان يدرس من كافة الاطراف المقابلة له وتدرس انعكاساته وتأثيره على كافة شرائح المجتمع قبل ان يصرح به وان يكون واضحاً وشفافاً بدون ايحاءات وتلاعبات باللغة وحتى يتقبل الامر من كافة الاطراف بالحجة والقناعة ومع ما يناسب الواقع والمتطلبات الوطنية فأمن واستقرار الوطن والمصلحة العامة والمتطلبات الامنية والاقتصادية فوق كل اعتبار والوضوح والشفافية بالطرح تريح كافة الاطراف من كافة الجوانب.