الأردن والمصالحة الخليجية 2/2

  د.حازم قشوع - واذا كان حراك الاردن و ارادة الكويت ورغبة المنظومة الاقليمية ودعم الاطر الدولية قد نجحت في ترتيب اجواء المصالحة الخليجية التى حملتها القمة الخليجية في الرياض فان هذه القمة يعول عليها لاحداث منطلقات سياسية عميقة لا تندرج في دائرة التاثير الخليجي فحسب ولا تقف عند مآلات درجة الانفراج الضمني فقط من منظار الباب الضيق لقواعد الاشتباك، بل تتعدى ذلك الى تقديرات اوسع تحملها طبيعة حالة التمثيل الاقليمي لاعضاء المجلس الخليجي وتقودها طبيعة الترتيبات القادمة للمشهد السياسي الذي سيبدأ في نسج خيوط عناوينه الرابطة واطره الناظمة ومنطلقاته الاستراتيجية اذانا في انطلاقته في قمة العشرين G20 التى تستضيفها الرياص حيث تتوازى المسارات بنسق تتابع الاتجاهات.
هذه القمة التي تم دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني إليها ستكون برئاسة خادم الحرمين وبمشاركة اكبر دول نافذة عالميا هي امريكا وكندا والمكسيك والارجنتين والبرازيل بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وروسيا واليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية واندونيسيا وجنوب افريقيا واستراليا وتركيا والاتحاد الاوروبي اضافة للدولة المستضيفة السعودية وبمشاركة دول مؤثرة اقليمية.
حيث ينتظر ان تشكل هذه القمة حالة جديدة يميزها طبيعة الحضور وعناوين المشاركة وكما يتوقع ان تحمل نتائج هامة على صعيد الترتيبات القادمة تجاه الواقع الاقليمي وعلى المستوى الدولى لانها تعتبر مفصل حركة فاما ان يشكل منعطفا او يشكل منطلقا كما نرجو، وتستجيب لحلحلة العقده المركزية بانصاف وليس باجتراء وتشكيل حالة مصالحة اقليمية.


بقية مقال د. حازم قشوع
المنشور على الصفحة الأخيرة الجزء الثاني

قادرة على بناء حالة طبيعية بين المنطقة وشعوبها من واقع تقديرات واقعية وليس طيباوية تقوم على المجاملة الانية، فان عامل المقام هنا هو عامل حقيقي ثابت وليس بسيطا يمكن استثناء قوامه.
اذن المنطقة تعيش اجواء تصالح تمهيدا لمصالحة وان كانت في الشكل مرغوبة شعبية ومؤيدة دوليا لكنها في المضمون تحمل تحذيرات تفرضها المحذورات من مغبة الاستفادة الاحادية لطرف على حساب جوهر الحاله، فلا يذهب ببصر البصيرة بريق ذهب المنصب، فاذا كان البصر يشكل الرؤية والاستكشاف فان البصيرة تحمل الافاق والاعماق لذا شكلت بيت الحكمة وعنوان القرار، فان طبيعة المشهد فيه من الضغوط كما يحمل من المغريات لكن الهدف معلوم بالعنوان والمضمون وهذا بحاجة الى حسن تقدير في اتخاذ القرارات لاسيما التاريخية منها، فان المرحلة ستنتهي لكن التاريخ سيكتب.
ولقد اثبت الاردن عبر مواقفه السياسية دقة تمييزه بين منافعه الانية ومواقفه التاريخية قدرة في تعاطيه مع المشاهد السياسية حتى التاريخية منها حيث مزج بين صلابة المبادىء ومرونة في السياسات، وبين بنموذجه ان الاشتباك السياسي بحاجة الى رابط يقوم مركزه على عميق منطلق وتقود درجه اشتباكه مرونة معترك الامر الذى يميز الدبلوماسية الاردنية وجعلها مدرسة في التعامل مع الاحداث والتعاطي مع المشاهد، لذا شكل الاردن ذلك القريب خفيف الظل القادر على التأثير دون تأثر على واقع الاحداث.