مملكة يهودا ونفتالي بينت

محمد سلامة - الوزير الإسرائيلي نفتالي بينت قام مع مجموعة من غلاة المستوطنين بوضع مخطط لربط كريات اربع مع غوش تسيون والطابق الثاني لسوق الجملة وسط الخليل  وأطلق على هذا الثلث اسم مملكة يهودا. 
سوق الجملة وسط الخليل هو بالأصل ملك لتجار خلايلة منذ الاف السنين، وقد فشل في إقناع أي تاجر ببيع محله مقابل مبالغ مالية طائلة، وجرى إغلاقه بعد المجزرة التي اقترفها باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي عام 1994م،وعندما حصل أصحاب المحلات التجارية على قرار بعودته للعمل، قدم نفتالي بينت مخططه لحكومة نتنياهو لهدمه وإعادة بنائه من جديد بحجة أنه قديم ويريد تطويره وضمن تصوره بناء طابق ثاني لليهود مقابل الهدم والتطوير  والبناء ، وبصفته كان وزيرا للأمن حصل على الموافقة المسبقة، ويتسع الطابق الثاني لنحو (90) محلا تجاريا مخصصة لليهود كايجار مقابل مبالغ مالية لخزينة الدولة، وهؤلاء يحتاحون لحراسة من المستوطنين والجيش الإسرائيلي ويجب تأمينها. 
نفتالي بينت يريد أن يسوق لليهود المتطرفين من كريات اربع وغوش عتسيون إلى هذا السوق اليهودي وسط الخليل وممن يرغب من العرب وبهدف التطبيع والشراء والبيع والتعارف وبناء علاقات تجارية بين المستوطنين كخطوة أولى وبين أصحاب المحلات التجارية في سوق الجملة وسط الخليل وفي مراحل لاحقة بين اليهود والعرب في هذا المثلث الذي اطلق عليه اسم مملكة يهودا. 
أعضاء في حكومة بنيامين نتنياهو عارضوا المشروع ووصفوه بالانتحار كون الخليل بها ربع مليون فلسطيني وإسكان (500) مستوطن بداخلها مع عائلاتهم يشكل خطرا على حياتهم إضافة الى أن كلفة حمايتهم باهظة الثمن، وإسكان (90) مستوطنا يهوديا في سوق الجملة يشكل احتكاك يومي مع العرب وهو أمر يصب تطبيقه لجهة حمايتهم، وهناك أكثر من(90) الف فلسطيني في محيط مستوطنات كريات اربع وغوش عتسيون، وهو ما يدفع الأطراف العربية واليهودية لإستخدام نفس الطرق والاماكن التي تتداخل بما يعرض باقي المستوطنين إلى الخطر. 
نفتالي أصر على مشروعه وهو قيد الإنشاء ويتابع بنفسه جلب التبرعات من جمعيات يهودية أمريكية واوروبية، ولا يبالي بكل التحذيرات التي وصلته لا بل يذهب بنفسه بصورة شبه يومية إلى سوق الجملة ويكرر لمرافقيه باستمرار، أننا بدأنا بانشاء مملكة يهودا، ويجب أن نستمر مهما بلغت التضحيات، ويؤشر على ضرورة استقطاب العرب واغراءهم بالمال مقابل بيع املاكهم ،ولا يتوانى عن الافتخار بمشروعه التجاري الجديد حتى أن بعض مرافقيه يقولون له هذه مملكة نفتالي. 
تجار سوق الجملة بالخليل رفضوا جميع خطواته وحذروه من المضي قدما في مشروعه، وذكروه بأن حكومته وقعت اتفاقية انسحاب عام 1997م من الخليل ونفذت هذا وأن أي بناء في الطابق الثاني لسوق الجملة سيكون لنا، وأنهم سيقاضونه بالمحاكم وإذا تطلب فلن يسمحوا لأحد من المستوطنين بدخول سوقهم واماكنهم الخاصة، والمعركة تتجه للاحتدام بسبب إصراره على اقامة مملكة يهودا كما يحلو له ذلك،  والأيام وحدها ستكشف لهذا الوزير المتطرف بأنه سوف يهدم مملكة يهودا ومن بعدها مملكة اسرائيل كلها.