إنجازات مؤسسة نهر الأردن في 2019
قالت مدير عام مؤسسة نهر الأردن إنعام البريشي إن عام 2019 شهد العديد من الإنجازات للمؤسسة من خلال البرامج التابعة لها.
وأضافت البريشي في حوار أنالمؤسسة التي تحتفل في عام 2020 بيوبيلها الفضي، تتطلع إلى تقديم المزيد من الخدمات والتدخلات لتمكين المجتمعات وحماية الأسرة والطفل مع شركاء المؤسسة، حيث تطمح للوصول إلى شريحة أكبر من المستفيدين في مختلف أنحاء المملكة مع الحرص على مواكبة التطورات بما يخدم رؤية المؤسسة على المدى البعيد.
ومؤسسة نهر الأردن التي ترأسها الملكة رانيا العبدالله تأسست عام 1995، وهي مؤسسة أردنية غير حكومية وغير ربحية، تساهم في الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، انطلاقاً من إيمانها بأهمية التغيير الإيجابي عبر تطوير نماذج تنموية مستدامة تقوم بالتصدي للتحديات التي تؤثر على حياة المجتمعات المحلية، من خلال برامج ومبادرات تتمحور حول حماية الطفل وتمكين المجتمعات والريادة الاجتماعية.
وحسب البريشي، تعمل المؤسسة على الشراكات المجتمعية فيما يتعلق بحماية الطفل والأسرة من خلال مجموعة من المؤسسات الحكومية والوزارات والعديد من منظمات التنمية والمجتمع المدني محلية ودولية لتنفيذ برامج تسعى إلى نشر التوعية بضمان حقوق الطفل (الصحة، التعليم، الوقاية من الإساءة) مثل مشروع مكاني المنفذ بالشراكة مع اليونيسف، ومركز الملكة رانيا للأسرة والطفل في عمان والعقبة الذي نعمل من خلالهما على تأمين مساحات تفاعلية لتمكين الأطفال والمراهقين والشباب في مهارات الحياة الأساسية والوقاية من الإساءة.
تمكين المجتمعات
وتناولت البريشي برنامج تمكين المجتمعات، وهو أحد برامج المؤسسة الرئيسية والذي يجسد التزامها بالتنمية البشرية المستدامة.
ويهدف البرنامج إلى تمكين الأفراد، والمجتمعات المحلية، وهيئات المجتمع المحلي، لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي طويل الأمد، حيث يتم تطوير القدرات الريادية لأفراد وهيئات المجتمعات المحلية من خلال نماذج مبتكرة ومستدامة تهدف إلى تحقيق الاستقلال المالي للمستفيدين ودعم مشاريعهم وتطوير مهاراتهم الريادية والاجتماعية.
ويوفر البرنامج مجموعة متنوعة من الموارد التدريبية ودراسات الجدوى الاقتصادية والدعم المالي لإشراك أفراد المجتمع بشكل فاعل، وتمكينهم من مواجهة التحديات الاقتصادية من خلال تأسيس مشاريع فردية مدرة للدخل أو ربطهم بسوق العمل في القطاع الخاص، عوضاً عن الاعتماد على الحكومات والمؤسسات غير الحكومية.
وحول إنجازات البرنامج، قالت البريشي إنه تم خدمة 2115 مستفيدا ضمن مشروع سبل العيش، حيث تم خدمة 920مستفيدا منهم من خلال دعم المشاريع الصغيرة و1318 مستفيدا من خلال توفير فرص توظيف ذاتي أو في القطاع الخاص.
وتابعت، من بين الـ 1318 مستفيدا، تم إيجاد 885 وظيفة ذاتية من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمايكروية الممولة من المؤسسة، وتم توظيف 283 عن طريق مؤسسات نهر الأردن الاجتماعية، و150 مستفيدا في القطاع الخاص.
وفي مشروع المحافظة على البيئة، قالت البريشي إنه جرى تحسين ممارسات استهلاك المياه في القطاع المنزلي ومؤسسات المجتمع المدني، من خلال رفع الوعي لدى 6916 مستفيدا فيما يتعلق بآليات المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها، وصيانة شبكات المياه وتركيب قطع توفير المياه في 117 منزلا، وتركيب أجهزة معالجة المياه لإعادة استخدامها وقطع توفير استخدام المياه في 7 مراكز مجتمعية منها مدارس ومساجد ومراكز وبلديات.
ومن خلال التدخل من خلال خدمات إعادة التأهيل، بينت البريشي أنه تم خدمة 7687 شخصا من هذه الخدمات، حيث تم حماية 2347 من الأطفال و النساء المعرضين للعنف بما فيها العنف القائم على النوع الاجتماعي، والدعم النفسي والاجتماعي لـ240 من الناجين من الإساءة ومعالجة الصدمات النفسية و الاجتماعية الناتجة عنها، فيما تلقى البرنامج 5000 مكالمة للإبلاغ عن إساءات أو الحصول على استشارة أو إحالة من خلال خط دعم الأسرة والطفل 110، فيما جرى دعم استقبال 85 من الحالات و معالجتها في مؤسسة الحسين الاجتماعية بناءا على إجراءات دار الأمان.
حماية الطفل
وفي مسار حماية، قالت البريشي إن مؤسسة نهر الأردن من المؤسسات الرائدة في مجال حماية الطفل من الإساءة، عبر برنامج نهر الأردن لحماية الطفل، والذي يوفر الحماية والوقاية والتدريب كخدمات أساسية لمعالجة هذه الظاهرة بمختلف أنواعها، والتي تشمل الإهمال والإساءة الجنسية، والجسدية، والنفسية.
واعتبرت أن هذا البرنامج هو الأول من نوعه في الأردن والعالم العربي، حيث يهدف منذ إطلاقه عام ١٩٩٧، إلى بناء أردن أكثر أماناً للأسرة والطفل، ويضع قضية رعاية وأمن الطفل في طليعة السياسات الوطنية.
وأشارت إلى أن خدمات التدخل والوقاية والتوعية في البرنامج ساهمت في تغيير حياة أكثر من ٢٠٠ ألف طفل وأسرة حتى الآن، عبر اعتماد نموذج متكامل يشرك كافة الأطراف المعنية بحماية الطفل.
كما يعمل البرنامج، والحديث للبريشي على تمكين الأسر والمجتمعات المحلية من خلال كسب التأييد والتوعية، فضلاً عن إنشاء شبكة من الخبراء والعاملين لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات المعتمدة. كما يعمل البرنامج حالياً على التوسع في كافة محافظات المملكة لنشر الوعي بالتشارك مع المنظمات المجتمعية وبرامج التدريب التي تضع الشباب والأمهات في طليعة التغيير الاجتماعي وما يتضمنه من تدخلات إيجابية مستدامة للأسرة والطفل.
وأوضحت البريشي أن إنجازات برامج حماية الطفل لعام 2019، تنوعت ما بين الخدمات الوقائية وخدمات إعادة التأهيل.
وفي الخدمات الوقائية، بينت مدير عام مؤسسة نهر الأردن أنه تم خدمة 47843 مستفيدا من برامج حماية الطفل، حيث استفادت 11473 إمرأة من برنامج تمكين المرأة، إلى جانب استفادة 25436 طفلا من برامج تمكين الأطفال، واستفادة 6289 شابا وشابة من برامج تمكين الشباب، فضلا عن تزويد 4645 من أولياء الأمور والآباء بأنشطة تنمية الطفولة.
وفي مجال خدمات إعادة التأهيل، بينت البريشي أنه تم خدمة 7587 من هذه الخدمات، حيث تمت حماية 2347 من الأطفال والنساء المعرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي، إلى جانب حل الصدمات النفسية والاجتماعية لنحو 240 من الناجين، وتلقي 5000 مكالمة للإبلاغ عن إساءات أو الحصول على استشارة أو إحالة، إلى جانب تلقي 85 من الحالات ومعالجتها في دار الحسين بناء على أجراءات دار الأمان التي تم نشرها.
وتطرقت البريشي إلى برنامج الطفل في المؤسسة من خلال المراكز المجتمعية، وقالت إن المؤسسة تضع الأطفال على سلم أولوياتها من خلال تنفيذ عشرات البرامج والمشاريع التي تُعنى بتطوير المنظومة النفسية والمجتمعية فيما يتعلق بالأطفال، وهي لا تستهدف الأطفال فحسب بل الأهالي كشركاء رئيسيين يساهمون في نشر الوعي حول الممارسات الفضلى في الرعاية الوالدية للوقاية من الإساءة.
وبينت أن مؤسسة نهر الأردن تستند في عملها على أنشطة غير منهجية، أدخلت خلالها مفاهيم فنية ورياضية وتكنولوجية طورت من مدارك ووعي الأطفال في عدة جوانب توعوية، منها مسرح الدمى "سلحوف"التفاعلي الذي يعتمد على تعزيز مفاهيم حماية الطفل.
خط 110
وحول طبيعة الخدمات المقدمة من خلال خط ١١٠ للأسرة والطفل، أوضحت البريشي أنه تم إنشاء هذا الخط الهاتفي المجاني لوجود حاجة ملحة لحماية الأطفال المعرضين للإساءة وتوجيه الأسر نحو تطبيق ممارسات تربوية سليمة.
وزادت أنه يتم تقديم هذه الخدمة بسرية تامة وتشمل ثلاثة محاور رئيسية هي الاستشارة المتخصصة، والدعم والإرشاد النفسي، والتبليغ عن الإساءة وإحالتها إلى مؤسسات تقدم خدمات مختصة.
ويتواصل المرشدون مع المتصل بالاستماع الفاعل والقبول غير المشروط، وفقا للبريشي، سواء كان طفلاً أو بالغاً، لتقديم المساعدة النفسية والاجتماعية والإرشاد والمعلومات حسب الحاجة، كما يتم تشجيع المتصل من الاستفادة من كل الموارد المختلفة والفرص المتاحة لحل مشكلته ومواجهة ظروفه، بالإضافة للمتابعة مع المتصل ومزودي الخدمة لضمان جودة الخدمات المقدمة.
يقدم هذا الخط خدمة فنية متخصصة لما يزيد عن 5000 شخص سنوياً، حسب بيانات مؤسسة نهر الأردن.
دار الأمان
وفيما يتعلق بدار الأمان، الذي أنشئ عام ٢٠٠٠ كمركز إيوائي علاجي مؤقت للأطفال ضحايا العنف، قالت البريشي إنه تم مأسسة منهجية دار الأمان رسمياً في مراكز وزارة التنمية الاجتماعية واستقبال الفئة المستهدفة من دار الأمان في مراكز الوزارة.
وتابعت أن ذلك يأتي إيماناً من المؤسسة بتطبيق أفضل الممارسات الناتجة عن برامج دار الأمان في جميع أنحاء المملكة عبر كوادر الوزارة، وتقديم الدعم الفني ونقل الخبرات للوزارة في مجال تنفيذ هذه المنهجية وإدارة الحالات المعرضة للإساءة والتعامل معها بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
الريادة الاجتماعية
وحول مشاريع الريادة الاجتماعية التي أطلقتها المؤسسة، بينت البريشي أن مؤسسة نهر الأردن تسعى لتوفير فرص اقتصادية مستدامة لنساء المجتمع المحلي عبر تطوير قدراتهن كمُعيلات مستقلات داخل أسرهن، من خلال توفير فرص عمل ضمن مشاريع المؤسسة الإنتاجية، والتي تشمل الحرف اليدوية وفنون الطهي، إضافة إلى تطوير مهارات سوق العمل والريادة وإدارة الأعمال لديهن. وضمن دورها الإنساني، توفر المؤسسة فرص عمل خاصة بالسيدات السوريات اللاجئات.
ومن هذه المشاريع، حسب مدير عام مؤسسة نهر الأردن، مركز الكرمة للتطريز، الذي تأسس عام 1996 في جبل النظيف شرقي العاصمة عمان، لدعم سيدات المنطقة وتحسين دخل أسرهن، عبر توفير فرص عمل لهن ضمن مشاريع حرفية تشمل التطريز وصناعات يدوية مستوحاة من التراث المحلي، إضافة إلى موروثات فنية تقليدية من مختلف أنحاء المملكة.
كما تناولت مشروع نساء بني حميدة للنسيج، الذي تأسس عام ١٩٨٥، منطلقاً من مؤسسة إنقاذ الطفل، ليندمج لاحقاً مع مؤسسة نهر الأردن عام ١٩٩٨.
وبينت أن المشروع يهدف إلى إحياء حرفة النسيج وصناعة البسط البدوي التقليدي، مما ساهم في عملية التنمية المستدامة لمنطقة مكاور، وساهم المشروع في الحفاظ على الهوية الاجتماعية والديموغرافية لمنطقة بني حميدة، عبر تمكين نساء ١٣ قرية لإحياء ثقافة وتقاليد صناعة البسط البدوي وتحسين مستوى معيشة أسرهن.
وشاركت أكثر من ١٦٠٠ سيدة من جبل بني حميدة في المشروع منذ تأسيسه، كما قالت البريشي.
واستعرضت البريشي مشروع وادي الريان، الذي تأسس عام 1997 في منطقة الأغوار الشمالية، لإنتاج الأثاث المنزلي ومستلزمات الحدائق والسلال باستخدام المواد الأولية المتوفرة في المنطقة من أوراق الموز والحلفا، بعد أن كانت تُحرق سابقاً، مما شكل خطراً بيئياً على أهالي المنطقة آنذاك.
وبينت أنه يتم توظيف هذه الأوراق اليوم في صناعة منتجات صديقة للبيئة، من سلال وحصر وأثاث منزلي.
ومن المشاريع الأخرى لمؤسسة نهر الأردن، تطرقت البريشي إلى مشروع أيكيا ونهر اﻷردن، الذي أطلق كمبادرة لدمج سيدات المجتمع المحلي مع اللاجئات السوريات في مشاريع تصاميم نهر الأردن، بهدف الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المحلية المضيفة، عبر تعيين وتدريب مجموعة من الأردنيات واللاجئات لإنتاج البسط والحرف اليدوية، ليتم بيعها حصرياً عبر معارض أيكيا، محلياً وإقليمياً.
وأشارت إلى أنه تم إطلاق أول مجموعة، بعنوان TILLTALANDE، ومن إنتاج 100سيدة حرفية، العام الماضي في أيكيا الأردن، كما تم إطلاق المجموعة في بعض دول الخليج العربي، وشمال إفريقيا، إضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة.ومن المقرر أن يتضاعف عدد السيدات العاملات في هذا المشروع وصولاً إلى 250 سيدة في نهاية عام ٢٠٢٠، كما كما تم إنتاج 60 ألف قطعة في عام 2019 على أن يصل حجم الإنتاج إلى 200 ألف قطعة العام القادم.