8 ملايين دينار لصيانة المدارس
يشكل موضوع صيانة المدارس واستدامتها تحديا كبيرا أمام وزارة التربية والتعليم التي توليه اهتماما كبيرا سعيا منها لتوفير بيئة مدرسية آمنة.
ولما جاء تطوير مخرجات التعليم العام، ضمن اولويات عمل الحكومة للعامين 2019-2020، فإن إيجاد بيئة مدرسية مناسبة، يشكل مكونا أساسيا للمنظومة التربوية المتكاملة التي تشكل المدرسة والبيئة الدراسية ركنا أساسيا فيها.
كما يشكل موضوع المباني المستأجرة تحديا آخر أمام الوزارة، بعد أن وصل عددها إلى نحو 777 من اصل 3865 مدرسة حكومية في جميع مناطق المملكة، بحسب مصادر رسمية في الوزارة، حيث لا تتوافق المباني المستأجرة للمدارس، في أغلبها مع متطلبات العملية التدريسية بجميع جوانبها.
وتسببت الزيادة السكانية، وفق مصادر الوزارة، وتبعات اللجوء للمملكة وبخاصة اللجوء السوري، والتحول لنظام الفترتين في المدارس، والاكتظاظ الكبير في الغرف الصفية فيها قضايا أخرى ما زالت تشكل عائقا أمام تطوير القطاع التعليمي في الاردن بشكل عام، حيث تعمل الوزارة جاهدة على تجاوزها رغم شح الإمكانات ومحدوديتها.
ورغم ما تبذله وزارة التربية والتعليم من جهود كبيرة لبناء المزيد من المدارس الجديدة والحديثة، وفق خطة أعلنتها في وقت سابق لبناء 600 مدرسة خلال السنوات الـ 10 المقبلة بواقع 60 مدرسة كل عام، الا ان حاجة ضرورية لا تزال قائمة لصيانة الكثير من المباني المدرسية الحالية والقديمة منها ورفدها بالمزيد من الاضافات والغرف الصفية.
وتبرز الحاجة الملحة لصيانة الأبنية المدرسية القديمة، وسط ما تسجله الوزارة ومديريات التربية والتعليم وتوثقه الزيارات الميدانية للفرق الهندسية للمدارس، إضافة إلى ما تشهده العديد من هذه المدارس بين فترة وأخرى من حوادث سقوط لبواباتها، أو اجزاء من قصارة في اسقفها، أو تشقق في جدرانها، وعدم توفر لشروط الصحة والسلامة العامة فيها ما يشكل خطراً على سلامة الطلبة والمعلمين فيها على حد سواء.
ويظهر حجم انفاق وزارة التربية والتعليم على اعمال الصيانة للمدارس للعام الحالي 2019 والذي بلغ نحو 6 ملايين و 630 الف دينار من مخصصات المركزية واللامركزية، بالإضافة إلى 983 دينارا من المنحة المشتركة، بحسب امين عام الوزارة للشؤون الفنية بالوكالة الدكتورة نجوى قبيلات، حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في هذا الإطار.
وقالت الدكتورة قبيلات: إن الوزارة رصدت نحو 8 ملايين دينار لأغراض صيانة المدارس للعام المقبل 2020، بالإضافة إلى نصف مليون دينار من إيرادات ضريبة المعارف، مبينة أن الخطة السنوية للوزارة تستهدف صيانة 1000 مدرسة من خلال الموازنة العامة والجهات المانحة.
واكدت أن أعمال الصيانة التي تجريها للمدارس بشكل دوري ومستمر، تضاف للعديد من العطاءات الأخرى لإنشاء اضافات صفية في المدارس القائمة والتي بلغت للعام الحالي 79 إضافة لمدرسة بمجموع 393 غرفة، في حين ما زال 108 مشاريع لإضافة 656 غرفة صفية تحت التنفيذ في مدارس قائمة.
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت في وقت سابق عن استلام 18 مدرسة جديدة العام الحالي في مختلف مناطق المملكة، تضم 328 غرفة صفية، فيما زالت 52 مدرسة أخرى تحت التنفيد.
وتسعى وزارة التربية والتعليم، بحسب الدكتورة قبيلات، لاطلاق خطة للصيانة الوقائية يجري العمل على اعدادها للمرحلة المقبلة، تعزيزا لجهودها نحو توفير بيئة مدرسية مناسبة في مدارسها.
وأوضحت الدكتورة قبيلات، أن الوزارة تعول ايضا على مبادرة وقفية التعليم التي أطلقتها في وقت سابق بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ودائرة الافتاء والقطاع الخاص، والأفراد والجمعيات ومجالس التطوير التربوي ونقابة المعلمين، كاضافة نوعية للدعم الحكومي لقطاع التربية والتعليم وزيادة الاستثمار في مجالاته كافة والمساهمة في تحسين البيئة المدرسية.
وتهدف هذه الوقفية إلى توجيه التبرعات من المؤسسات أو الافراد لبناء المدارس أو صيانتها انطلاقا من أهمية التعليم كاساس لبناء المجتمعات وقضية وطنية ومسؤولية مجتمعية مشتركة.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم أطلقت اخيرا مشروعا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، بهدف بناء 15 مدرسة حكومية في كل من عمان ومأدبا والزرقاء، وذلك في إطار جهودها للتوسع في بناء المدارس عبر شراكات فاعلة ومثمرة مع مختلف الجهات.