آخر محاولات شمشون و الغجر

 
  ذكرت مواقع الكترونية  قبل 5 ايام ، ان " محمد دحلان " ، المفصول من حركة فتح ، حاول ضرب الاقتصاد الاردني ، عن طريق الايعاز لاحدى الشركات التجارية المحلية ، بتسويق منتجاتها باقل من سعر التكلفة ، و ذلك لاجبار اكبر مجموعة اقتصادية اردنية ، لبيع منتجاتها بسعر منخفض ، لا طاقة لها به ، الامر الذي سيؤدي الى انهاء عقود معظم العاملين لدى المجموعة نتيجة عجزها عن دفع رواتبهم  ، و بالتالي ارباك الاقتصاد الاردني ، و ارتفاع البطالة و من ثم سهولة تثوير الشارع .. !
/ ملاحظات :
* الموقع لم يذكر لنا مصدر الخبر ، و لا اسم الشركة المحلية ، و لا علاقة محمد دحلان بها ، كما انه لم يذكر لنا اسم المجموعة الاقتصادية المستهدفة ! 
* الموقع لم يذكر لنا كيف لشركة صغيرة ، ان تؤثر على مجموعة اقتصادية ( يُفترض انها على ملاءة مالية ) تمكنها من افلاس اي منافس لها في السوق المحلي و ليس العكس ، كما يمكنها الحصول على اعتمادات بنكية ، او ديون تمكنها من المنافسة والديمومة !
* الموقع لم يتطرق الى لجان ( مراقبة الاسعار ، و حماية المستهلك ، و المُنتج ، و توازن السوق ، و المضاربة المالية في سوق المال و الاسهم )
* لكن مواقع اخرى عادت لتقول ان اجهزة الدولة احبطت محاولة المدعو دحلان .. !
في النتيجة ، يبدو الخبر في مجمله و تبعاته ، هو محاولة ارباك اعلامي ذو بُعد اقتصادي ، لاثارة المواطن ، ضمن سيناريو ذو ابعاد كبيرة و خطيرة جدا ، قد يكون دحلان احد عناصره .. !
/ التشخيص :
1 - بات واضحاً جداً حجم الاستهداف للاردن و حصاره الاقتصادي ، و محاولات ارباك المشهد السياسي ، و اثارة الفتنه بين المواطن من جهة و النظام السياسي من جهة اخرى ، تحت شعارات المطالب المعيشية ، و التي اهم ادواتها ، الحصار الاقتصادي ..
 ذلك الحصار الذي بدأ منذ عام 2008 ، في اعقاب مؤتمر ايطاليا السري ، قُبيل انتخابات الكنيست التي اوصلت نتنياهو الى الحكم في دولة الكيان الاحتلالي للمرة الاولى،  
ذلك المؤتمر الذي وضع الاردن بين خيار تمرير صفقة القرن مقابل الانتعاش الاقتصادي ،  او الحصار و تقسيم الدولة ، او حتى اسقاط النظام ، ثم تمرير المشروع 
و هو الامر الذي رفضه الاردن بخياريه جملةً و تفصيلا ، و قاوم ، و لا يزال يقاوم كِلا الخيارين باصرار و بطولة ، رغم الاثمان التي يدفعها مقابل عدم المساومة على المبادئ و الثوابت و الحقوق  !
2 - الفتنة الشعبية بين مكونات الشعب الاردني ، سواء على المستوى العشائري او المناطقي او الاصول و المنابت ، و يبدو جلياً التركيز على الفتنة  (  الفلسطينية الاردنية ) باعتبار ان نسبة الاردنيين من اصول فلسطينية مرتفعة ، و ان مشروع صفقة القرن يستهدف  فلسطين و الاردن على حد سواء  !
/ النتيجة :
* ان شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء و العودة في الاردن العزيز ، لن يكون وقودا لهذه المؤامرة القذرة ، و لن يسمح لها بالمرور ، و هو اكثر وعياً من استثماره ضد قضيته و ضد شقيقه الاردني ..
بل إن شعبنا الذي يُثمّن المواقف الجبارة للقيادة الهاشمية لصالح قضيتنا ، فانه يقف جندياً كتفا الى كتف  ضد المؤامرات و التحركات المشبوهة التي تستهدف مصيرنا المشترك 
* و ان ( جماعة دحلان ) على الساحة الاردنية ، و في حال استجابوا لهكذا تحركات ، فانهم يمثلون انفسهم و اسيادهم ، و لا يمثلون الشعب الفلسطيني الذي سينبذهم و يتبرأ منهم 
* و ان اي فلسطيني اردني ، يتساوق مع نداءات الايدي الخفية ، التي تحاول العبث بالامن الاردني ، و تحاول تحريك الشارع من خلال ابواق و ادوات الصهيونية و عملاء مؤتمر ايطاليا 2008 ، فانه يمثل نفسه او حزبه الدستوري ، و لا يمثل شعبنا المناضل ، و شعبنا بريء منه !
* و اخيرا ، و كما اسقطت الشقيقة مصر ، صفقة القرن من حيث الجانب الخاص بها ، فان الاردن سيستكمل اسقاط الجانب الخاص به من الصفقة ، و هو يحقق نتائج بطولية و مشهودة ، و يتصرف بحكمة تاركا العدو يتخبط و يفشل كنظام سياسي ، مقابل انجازات المحور العربي .. !!