حزب الله..هل يتعلم ؟!

 محمد سلامة - حزب الله اليوم.. ليس حزب الله الأمس..اليوم بمواجهة محيطه اللبناني وجواره العربي،..وبالامس كان بمواجهة إسرائيل وحدها، يتربع كمارد للمقاومة، اليوم  ..يعادي الحراك الشعبي المطالب بتغيير الطبقة السياسية والأمنية والاقتصادية، ويقف سدا منيعا لاجهاضه وإخراجه من اللعبة مغلبا بقاءه في قمة الطائفية بدل النزول عن الشجرة والالتحاق بركب الحراك ، والسؤال..هل يتحول لمعول هدم في لبنان ويجر البلاد لحرب أهلية قد تستمر عقودا؟! 
لبنان به (18) طائفة ويتصدر السنة والشيعة والمسيحيون والدروز القوة الرئيسية الأربع، ورجال الدين الشيعة نجحوا وبظروف سياسية معينة في استقطاب الشباب الشيوعي واليساري والقومي و...الخ ،كما نجح رجال الدين السنة في إيجاد وعاء سياسي متناغم مع الديمقراطية من خلال جماعة الإخوان المسلمين والتي أسست جناحا مسلحا لها في غزة والضفة ،لكنها فشلت في أول اختبار لها بوصولها للسلطة في مصر عام 2012م.
حزب الله اليوم يعاني تفكك تحالفاته التي نسجها داخليا ويقف على مفترق طرق خطير، ولا يحظى بشعبية جارفة كما كان عليه الحال بعد حرب 2006م ، ويعاني في جواره العربي عندما انخرط إلى جانب النظام  ضد الشعب السوري وهناك حرب أمريكية واوروبية إقتصادية معلنة ضده وضد إيران،  ومحاولات إلصاق نفسه بالقوى اللبنانية لتجنب الوقوع في المحظور الشعبي ولت، وعليه أن يختار بين أمرين لا ثالث لهما..الانخراط إلى جانب الحراك الشعبي والبدء بفكفكة التركيبة للنظام اللبناني وقبول اجتثاث الفساد وإسقاط العهدة بقبوله تمزيق اتفاق الطائف عام 1989م وانقاذ نفسه بإنهاء هيمنته السياسية على لبنان، أو الالتحاق بركب الطبقة السياسية وتدوير خياراته بتحالفات جديدة لن توصله إلى مبتغاه، وربما توقعه في دوامة حرب أهلية ثانية، لن يخرج منها منتصرا، ونهايته مماثلة لنهايات عصابات وميليشيات مسلحة اوقعت نفسها في شر أعمالها. 
انظمة حاكمة منذ بدايات الاستقلال انتقلت من دعم الشعوب العربية في الحرية والخلاص من الاستعمار زمن المد القومي الناصري إلى دعم حكم الجنرالات (حكم الفرد..الديكتاتورية) ومحاربة الشعوب العربية الراغبة في اقامة دولة مدنية ديمقراطية حقيقية ، ولهذا تداعيات ينظر إليها حزب الله من زاوية الاستفادة منها وإمكانية هزيمة الحراك الشعبي اللبناني، وهكذا نراه يتحرك خجولا تارة على حبال الحراك الشعبي وأخرى على حبال السياسيين في لبنان. 
حزب الله يرى حجته القوية باعتبار لبنان حصته من كعكعة المحاصصة الطائفية، ويدرك خطورة مواقفه لكنه يراهن على حسابات إقليمية ودولية، فكلما انحصرت الازمة السورية كلما رأى أن بإمكانه المناورة واستثمار المواقف الداعمة لحكم العسكر. 
حزب الله يقف على مفترق خطير، فإما أن يتنازل عن دوره وهيمنته السياسية وما يعنيه من مغادرته السلطة او ان يناور داخليا ويشدد قبضته على السلطة بحجة حماية سلاح المقاومة،  وكلا الأمرين يدفعانه لمواجهة المد الشعبي الرافع لشعار ،» كلن يعني كلن « ،اي تغيير جميع رموز الطبقة السياسية والاقتصادية والأمنية الحاكمة.