" الحرية للدكتور المحاضر رشاد شعث.. و لا والف لا لتكميم الأفواه.. و لا للاعتقال السياسي"



بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام / شيكاغو 

اليوم ونحن نتطلع لبناء مجتمعات ديمقراطية تؤمن بالحريات الشخصية ونشر الكلمة الحرة ، والفكر البناء الذي يطمح إلى تشجيع العقول والأفكار من اجل التقدم والازدهار وتحرير الأرض والإنسان من براثن الاحتلال الصهيوني البغيض، نجد أنفسنا نصطدم بواقع وفكر بعيد عن ذلك ويعيش في قشور الديمقراطية البالية التي ترفض حرية الكلمة والتعبير عن الرأي ، أو تقبل الرأي والرأي الأخر ، وترفض النقد ، أو التعايش مع اختلافاتنا الفكرية ، وبدل أن نتبع أسلوب الرد حسب القاعدة (حق الرد) فإننا نتبع أسلوب القمع وانتهاك الحريات الشخصية ، وتدمير كل المفاهيم الإنسانية . متى يحق لنا التعبير عن أرائنا ؟ وكتابة ما يحلو لنا . متى نزيل غمام الجهل والكراهية من أفكارنا وأوطاننا؟ متى نعيش بعيداً عن الحقد والكراهية ، ونتقبل الأفكار الجديدة ، أو المغايرة . بدل أن نتابع ما قيل وما يقال ، وما طرح من فكر مغاير لأفكارنا القديمة. متى نتعلم ان الفكرة تواجه بالفكرة وليس بالقوة؟ وكيف ننشر السلام ، ونبني الأوطان ونحن مازلنا نراقب الأفواه ونقمع الأفكار؟؟؟. 
فحرية التعبير عن الرأي تعد احد اهم الحقوق الانسانية التي تكفلها الدساتير، وتتضمن اغلب دساتير دول العالم الديمقراطية وحتى غير الديمقراطية نصوصا تؤكد على احترام هذا الحق وعدم المساس به، بينما تعده شريعتنا الإسلامية الغراء حق وواجب في ذات الوقت وتدعو الى معاملة الناس بالحسنى، والعدل والإنصاف، والبعد عن الظلم والبغي والاعتداء، وتنهى عن الفجور في الخصومة، استدلالا ً بالآية الكريمة ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) التوبة، ويرى البعض ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع لا يقتصر على الأمور الدينية والعبادية والعقائدية فحسب، بل يمتد ليشمل النشاط الإنساني في التفكير والنقد، والمعارضة والتقيم في شؤون السياسة والثقافة والاقتصاد. وبذلك يعتبر هذا الحق والواجب مقدس لا يمكن مصادرته او التضيق عليه، ومن يعمل على خلاف ذلك فانه يؤسس الى الاستبداد والدكتاتورية. 
نعم لحرية الرأي والتعبير ، ولا وألف لا لتكميم الأفواه، ولا وألف لا للإعتقال السياسي على خلفية الانتماء او الاختلاف في الرأي سواء في غزة او الضفة، فاعتقال الدكتور رشاد شعث المحاضر والأكاديمي في جامعة الأزهر من قبل الأمن الداخلي التابع لحماس على خلفية الانتماء السياسي والكلمة .. عمل مدان وجبان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..؟ كفى ظلما للناس .. خاصموا بشرف وردوا الحجة بالحجة ولا تظلموا وتعتدوا .. فالفجور  في الخصومة ليست من الدين ولا الإنسانية ولا المبادئ ولا الوطنية. 
ختاما: ان الصمت السلبي والسكوت عن التجاوزات مرض خطير على الفرد والمجتمع والأمة .. وان سياسة تكميم الأفواه التي تستخدم كافة الوسائل الأمنية والإعلامية، اعتقال،  وتعذيب، وسجن ، وتخوين، وتكفير، وتشويه سمعة، لترهيب الشعب وتخويفه، قادرة على جعل الشعب يلتزم الصمت كخوف مؤقت، فالصمت لا يعني دائما القبول والرضا؛ ولكن ممكن للشعب الواعي تحويل الصمت الى مشاعر غضب ووقود واحتقان،  سيعجل من الانفجار ضد أي سلطة ظالمة مستبدة،  وتحقيق التغير والله اعلم كيف سيكون الانفجار القادم؟..