هدايا ترامب لاسرائيل سم بطيء في عسل مغشوش
هدايا ترامب لاسرائيل سم بطيء في عسل مغشوش
ان ما اتخذه ترامب من قرارات لصالح إسرائيل من الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة اليها مرورًا بالاعتراف بسيادتها على الجولان وقطع المساعدات عن الأونروا، وانتهاء باعتراف وزير خارجيته بعدم معارضة المستوطنات للقانون الدولي، مستغلين الضعف العربي العابر
هذه القرارات تبدو في ظاهرها مصلحة إسرائيلية ولكنها تحمل في باطنها ضررًا كبيرًا لهذا الكيان الاستعماري الاستيطاني، وتعجل في أفوله من المنطقة، وتقصر عمر ما يسمى بدولة إسرائيل، لانها تنفي عنها صفة الدولة، وتكرس مفهوم الكيان العنصري الاستعماري، الذي عفا عليه الزمن، ولا يتقبله عقل أو منطق، ويرفضه المجتمع الدولي برمته
ان ما يريد ترامب تحقيقه من تلك القرارات هو مصلحة انتخابية في المقام الأول، وترسيخ مفهوم الوفاء بالوعود الانتخابية لدى الناخب الأمريكي كاول رئيس خارق للعادة يقدم على اتخاذ هذه القرارات الهوجاء التي تتنافى مع القانون الدولي، ومع السياسة السابقة لمن سبقه من إدارات أمريكية، على الرغم من ان هذه القرارات عزلت أمريكا دوليا، وجعلتها تغرد منفردة خارج السرب الدولي، وقلص من هيبتها كدولة عظمى، ووسيطا نزيهًا في السلام العالمي، وأثار الجدل والانقسام داخل المؤسسات الأمريكية، بدليل معارضة مجلس النواب الأمريكي لهذه القرارات، وما سيخلفه من الأضرار على المصالح الأمريكية بالمنطقة
وفي المقام الثاني يريد ترامب من وراء هذه القرارات تخفيف العبء الإسرائيلي عن كاهل الاقتصاد، ودافع الضريبة الأمريكي، بدمج إسرائيل في المنطقة، والاعتماد على نفسها مقابل هذه الهدايا المغمسة بالسم، وهذا ما يدركه الإسرائيليون والأمريكيون العقلاء الذين انخفض وانخفت صوتهم في كلا البلدين في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية العنصرية المتطرفة، والإدارة الأمريكية المتغطرسة
حكومة يقودها رئيس وزراء مأزوم ومتهم بقضايا فساد، وإدارة أمريكية يرأسها رئيس يخضع للمحاكمة البرلمانية لتفضيله المصالح الشخصية على المصالح الوطنية العليا للبلاد
ولكن هيهات هيهات ان يتحقق أي حلم من أحلام هذا الحكم الاهوج في كلا البلدين
ففي اول ثورة عربية نضجت في تونس، تم انتخاب رئيس عربي يعبر عن الحس الشعبي تجاه القضية الفلسطينية، وكما هو الحال في الجزائر التي يكن شعبها الوفاء الدائم للقضية الفلسطينية، كذلك الحال في الثورة العراقية والثورة اللبنانية التي تجاوزت الطائفية الى الوطنية كما عهدناها سابقًا
وحتى الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل لم تستطع شعوبها تقبل هذا الكيان الاستعماري العنصري، وتمر العلاقات الأردنية الإسرائيلية بمرحلة حرجة تصل الى حد القطيعة، لتصرفات هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني، الذي لا يقيم وزنًا للمعاهدات والقرارات الدولية، ولم يتقبل الشعب المصري التطبيع مع هذا الكيان الاستعماري الغاصب
فكيف لهذا الكيان المتشرنق في حوصلة عنصرية استعمارية توسعية عدوانية، ان يندمج في هذا البحر من الجوار الذي تجمعه عناصر الوحدة والاخاء التي لا تتوفر في أي تجمع اخر
ولكن نقول للاسرائيليين لا تهللوا ولا تفرحوا لهذه الهدايا
أين المفر، فمن وراءكم الطاووس ترامب الباحث عن خيلاء وعلى رؤوسكم نتنياهو الباحث عن قارب نجاة من السجن، فان اردتم تدمير حل الدولتين، فأمامكم حل الدولة الواحدة الأصعب والأخطر عليكم والذي تجذبكم اليه هاتين الإدارتين، وامامكم شعب جبار لا يلين ولا يستلين في التشبث بأرضه والتمسك بحقوقه الوطنية التي اقرتها الشرائع الدولية، ومن خلفه شعب عربي ومسلم متضامن، ومجتمع دولي ضاق بكم ذرعا، ولدى الشعب الفلسطيني القدرة الفائقة على التحمل والمقاومة والصبر، ولديه الإيمان واليقين بان الله سينصفه في يوم من الأيام، والله يمهل ولا يهمل
احمد إبراهيم الحاج
التاريخ 15/12/2019م
ان ما اتخذه ترامب من قرارات لصالح إسرائيل من الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة اليها مرورًا بالاعتراف بسيادتها على الجولان وقطع المساعدات عن الأونروا، وانتهاء باعتراف وزير خارجيته بعدم معارضة المستوطنات للقانون الدولي، مستغلين الضعف العربي العابر
هذه القرارات تبدو في ظاهرها مصلحة إسرائيلية ولكنها تحمل في باطنها ضررًا كبيرًا لهذا الكيان الاستعماري الاستيطاني، وتعجل في أفوله من المنطقة، وتقصر عمر ما يسمى بدولة إسرائيل، لانها تنفي عنها صفة الدولة، وتكرس مفهوم الكيان العنصري الاستعماري، الذي عفا عليه الزمن، ولا يتقبله عقل أو منطق، ويرفضه المجتمع الدولي برمته
ان ما يريد ترامب تحقيقه من تلك القرارات هو مصلحة انتخابية في المقام الأول، وترسيخ مفهوم الوفاء بالوعود الانتخابية لدى الناخب الأمريكي كاول رئيس خارق للعادة يقدم على اتخاذ هذه القرارات الهوجاء التي تتنافى مع القانون الدولي، ومع السياسة السابقة لمن سبقه من إدارات أمريكية، على الرغم من ان هذه القرارات عزلت أمريكا دوليا، وجعلتها تغرد منفردة خارج السرب الدولي، وقلص من هيبتها كدولة عظمى، ووسيطا نزيهًا في السلام العالمي، وأثار الجدل والانقسام داخل المؤسسات الأمريكية، بدليل معارضة مجلس النواب الأمريكي لهذه القرارات، وما سيخلفه من الأضرار على المصالح الأمريكية بالمنطقة
وفي المقام الثاني يريد ترامب من وراء هذه القرارات تخفيف العبء الإسرائيلي عن كاهل الاقتصاد، ودافع الضريبة الأمريكي، بدمج إسرائيل في المنطقة، والاعتماد على نفسها مقابل هذه الهدايا المغمسة بالسم، وهذا ما يدركه الإسرائيليون والأمريكيون العقلاء الذين انخفض وانخفت صوتهم في كلا البلدين في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية العنصرية المتطرفة، والإدارة الأمريكية المتغطرسة
حكومة يقودها رئيس وزراء مأزوم ومتهم بقضايا فساد، وإدارة أمريكية يرأسها رئيس يخضع للمحاكمة البرلمانية لتفضيله المصالح الشخصية على المصالح الوطنية العليا للبلاد
ولكن هيهات هيهات ان يتحقق أي حلم من أحلام هذا الحكم الاهوج في كلا البلدين
ففي اول ثورة عربية نضجت في تونس، تم انتخاب رئيس عربي يعبر عن الحس الشعبي تجاه القضية الفلسطينية، وكما هو الحال في الجزائر التي يكن شعبها الوفاء الدائم للقضية الفلسطينية، كذلك الحال في الثورة العراقية والثورة اللبنانية التي تجاوزت الطائفية الى الوطنية كما عهدناها سابقًا
وحتى الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل لم تستطع شعوبها تقبل هذا الكيان الاستعماري العنصري، وتمر العلاقات الأردنية الإسرائيلية بمرحلة حرجة تصل الى حد القطيعة، لتصرفات هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني، الذي لا يقيم وزنًا للمعاهدات والقرارات الدولية، ولم يتقبل الشعب المصري التطبيع مع هذا الكيان الاستعماري الغاصب
فكيف لهذا الكيان المتشرنق في حوصلة عنصرية استعمارية توسعية عدوانية، ان يندمج في هذا البحر من الجوار الذي تجمعه عناصر الوحدة والاخاء التي لا تتوفر في أي تجمع اخر
ولكن نقول للاسرائيليين لا تهللوا ولا تفرحوا لهذه الهدايا
أين المفر، فمن وراءكم الطاووس ترامب الباحث عن خيلاء وعلى رؤوسكم نتنياهو الباحث عن قارب نجاة من السجن، فان اردتم تدمير حل الدولتين، فأمامكم حل الدولة الواحدة الأصعب والأخطر عليكم والذي تجذبكم اليه هاتين الإدارتين، وامامكم شعب جبار لا يلين ولا يستلين في التشبث بأرضه والتمسك بحقوقه الوطنية التي اقرتها الشرائع الدولية، ومن خلفه شعب عربي ومسلم متضامن، ومجتمع دولي ضاق بكم ذرعا، ولدى الشعب الفلسطيني القدرة الفائقة على التحمل والمقاومة والصبر، ولديه الإيمان واليقين بان الله سينصفه في يوم من الأيام، والله يمهل ولا يهمل
احمد إبراهيم الحاج
التاريخ 15/12/2019م