تطوير«اللا» إلى بركان غضب..

 رشيد حسن - فيما شمس عام «2019» توشك على الغياب – غير مأسوف عليه- نجد من ابرز الاحداث التي حفل بها هي: اشتداد العدوان الاسرائيلي-- الاميركي على شعبنا الفلسطيني، وعلى قضيته العادلة، والتي بلغت ذروتها في الاعلان عن مؤامرة «صفقة العصر» لتصفية القضية، والحكم على شعب بكامله بالنفي الابدي، والضغوط المستمرة على القيادة، لجرها الى مربع التسليم ورفع الراية البيضاء، وهو ما واجهه شعبنا وقيادته ب « لا « كبيرة، اربكت الاعداء ومن لف لفهم، ولكن هذا « اللا» لم تتطور بعد الى فعل يوجع العدو ويرعب مستوطنيه ..
وبمزيد من التفصيل..
فهذه الهجمة الشرسة لم تتوقف، بل استمرت مفاعليها بادوات واساليب وصيغ مختلفة، بدءا بالعدوان الاثم المستمرعلى غزة، واطلاق ارهاب المستوطنين ليطال البشر والشجر والحجر، وارهاب المصلين المرابطين في الاقصى باقتحام رعاع المستوطنين لساحاته يوميا، واغتيال الاطفال بحجة حمل سكاكين تهدد جيش العدو .. واقتلاع اكثر من مليون ونصف مليون شجرة زيتون الخ..
الشعب الفلسطيني .. شعب الجبارين اصر على الصمود والمقاومة . فقال «لا» كبيرة للقرارات الاميركية،والتي تشكل اعتداء صارخا على القانون الدولي» الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، وتجميد التبرعات الاميركية « للاونروا».. تمهيدا لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، واعتبار الاستيطان عملا مشروعا.. كما صرح بومبيدو وزير خارجية القرصان» .
اهمية الموقف الفلسطيني الرافض لاملاءات اميركا .. انه جسد وحدة الشعب الفلسطيني باروع صورها، وجسد رفضه المطلق للمؤامرة الاميركية الاسرائيلية ..
  ولكن -مع الاسف- بقيت هذه « اللا» تراوح مكانها.. فلم تتطور الى افعال توجع العدو، وتوجع وتروع رعاع المستوطنين .
وهذا بدوره يحتم علينا التذكير بان القيادة الفلسطنية، دعت الى اعادة النظر في علاقاتها مع العدو، وشكلت لجنة لدراسة الاجراءات الواجب اتخاذها، وخاصة الغاء « اوسلو» وتمزيق ورقة الاعتراف ب»دولة العدو ..ولكن – نعود ونكرر- بان هذه القرارات بقيت حبرا على ورق، لم تترجم الى فعل يلجم العدو، وبقيت بانتظار التنفيذ، مما افقدها اهميتها، وابقاها كسيحة لا تقدر على المشي.. وهو ما شجع الارهابي «نتنياهو» على الاستمرار في العدوان .. والاستمرار في ارتكاب جرائم التطهير العرقي.
لم يعد معقولا، ولا مقبولا ان تبقى ردة الفعل الفلسطيني مقصورة فقط على الرفض –رغم اهمية هذا الرفض- بل لا بد من تطوير هذه الحالة الى برنامج مقاوم ..يحول الارض المحتلة الى بركان يزلزل الارض من تحت اقدام الغزاة المحتلين .. ويثير الهلع والخوف في اوصال المستوطنين، ويدفعهم الى الرحيل ، وقد ايقنوا ان الخوف والهلع و الموت ينتطرهم ..اذا ما اصروا على البقاء في الارض المحرمة عليهم.
باختصار..
 لا بد من تطوير المقاومة لتصبح الارض الفلسطينية .. كل الارض الفلسطينية من الماء الى الماء برميل بارود.. كسبيل وحيد للجم العدو، واجبار المستوطنين على الرحيل، وتجذير البقاء والصمود.
فالمقاومة هي السبيل الوحيد للبقاء بكرامة..