الرئيس العراقي يلوح بالاستقالة

قال مصدر في مكتب رئيس الجمهورية برهم صالح، الأحد، إن الأخير لوح بتقديم استقالته من منصبة جراء ضغوط "كبيرة جدا" من قوى سياسية مقربة من إيران لقبول مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة.
ووفقا لوكالة الأناضول، قال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع، إن "الرئيس صالح لوح بتقديم استقالته من منصبه".
وأضاف أن هذا التلويح يأتي جراء "ضغوط كبيرة جدا تمارس عليه من محور (تحالف) البناء ومن يقف خلفه"، في إشارة إلى القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يواجد في بغداد منذ أسابيع.
وأشار المصدر إلى أن تلك القوى تضغط لتكليف مرشحها قصي السهيل لتشكيل الحكومة المقبلة.
ويتألف تحالف "البناء" من قوى سياسية شيعية على صلة وثيقة بإيران وعلى رأسها ائتلاف "الفتح" بزعامة هادي العامري (47 من أصل 329 مقعدا بالبرلمان)، وائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (26 مقعدا).
ويقول هذا التحالف إنه يشغل 150 مقعدا في البرلمان، وأنه الكتلة الأكبر في البرلمان، وسط جدل بهذا الشأن لم يحسم حتى الآن.
ولا يحظى السهيل بتأييد المتظاهرين العراقيين وكذلك قوى سياسية رئيسية في البلاد، وعلى رأسها تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، فضلا عن قوى سياسية سنية بينها الائتلاف الذي يتزعمه رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، التي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتخللتها أعمال عنف خلفت 497 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.