مشاركون بورشة يؤكدون ان "الجلوة" عقوبة لا تتسق مع تطور المجتمع

 عمر ضمرة -             
أكد  مشاركون في ورشة العمل التي نظمتها مديرية شباب الزرقاء اليوم في المركز الإعلامي في مدينة الأمير محمد للشباب بعنوان " الجلوة العشائرية وآثارها المجتمعية " ، على ان الجلوة العشائرية تعتبر عقوبة جماعية لا تتسق مع التطورات الحاصلة في المجتمع .

وأوصوا بضرورة عدم تطبيق عقوبة مزدوجة قانونية وعشائرية ، واقتصار الجلوة على أقارب الجاني من الدرجة الأولى ممن هم في دفتر العائلة فقط وعدم المساس بالأرواح والممتلكات الخاصة والعامة وتطوير قانون منع الجرائم .
كما دعوا إلى إقامة مؤتمر وطني موسع لإعادة صياغة عرف الجلوة بما يتناسب  مع تغييرات العصر وتحديد الشيوخ المعتمدين من قبل مستشارية العشائر ووزارة الداخلية وإعادة النظر بالتوقيف الإداري بعد انتهاء مدة المحكومية .
وتحدث النائب السابق الشيخ اكريم العوضات عن أن الكثير من الناس يجهلون العطوة والجلوة ، حيث ان العطوة تقتصر فقط على موضوع القتل وقضايا  العرض والشرف  وهي لا تتم إلا على الأقارب الموجودين في دفتر العائلة فقط .
 وبين العوضات  ان الجلوة لا تعني الرحيل من محافظة إلى محافظة أخرى ، فهي كانت تعنى بترحيل أهل الجاني إلى مكان آخر حتى لا يكون هناك مواجهة يومية بين أهل الجاني والمجني عليه ، مشيرا الى ان المحافظات الأردنية يقيم فيها أطياف عديدة من العشائر والعائلات الأردنية ، حيث تسبب الجلوة  العشائرية خسائر كبيرة للناس بسبب إضرارها بمصالحهم .

من جهته أفاد رئيس مجلس محافظة الزرقاء الدكتور أحمد عليمات ان هناك لبسا واضحا باستخدام العطوة التي تعتبر هدنة حتى يتم إجراء معين باتجاه الصلح ، وليس على إطلاقها في القضايا والمواضيع كافة ، مشيرا الى أن الجلوة كانت متبعة حينما كانت العشيرة متماسكة يمثل الفرد الآخر .
 وأضاف ان العقوبة الجماعية في ظل دولة القانون والمؤسسات أمر مرفوض وغير مقبول ، رغم إيماننا التام بأن العشائر ووجهائها هم صمام الأمان للمجتمع ، لافتا إلى ان العشيرة في إطارها العام تعتبر مؤسسة محترمة لكن العقوبة الجماعية مرفوضة.

  ونوه بأنه كان قديما يوجد حدود جغرافية لكل عشيرة وكانت أكثر الخلافات تقع ضمن العشيرة الواحدة حيث كانت تتسق مع الظروف في ذلك الحين، الا أنها الآن تقليد موروث سلبي لا يجب أن يتم تعزيزه ، موضحا بأن الجغرافيا الآن لا تمثل أي عشيرة .

ورأى الدكتور عليمات أن الهدف من العطوة هو الهدنة وتثبيت الحق والاعتراف به وليس بابا لترحيل الناس وفرض شروط تعجيزية على الناس والتي لا يقبلها الدين ولا العادات  والتقاليد المجتمعية المعروفة ، لافتا  إلى وجود خلل في العطوة يتمثل  بأنها لا تشمل الجاني في بعض الأحيان مما يبقي باب الخلاف مفتوحاً .

 وأكد مدير المدينة عمر العزام الذي أدار الحوار والنقاش في الورشة ،  ان الزرقاء بتنوعها تشكل لوحة فسيفسائية للمجتمع الأردني بكافة أطيافه ، إذ ان المتغيرات التي اكتنفت العصر الحديث والتطور الحاصل في المجتمعات يحتم على الجميع إعادة النظر ببعض العادات والتقاليد التي أصبحت تشكل عبئا على المجتمع وأفراده وعلى مؤسسات الدولة .
   وتابع العزام بأن ظروف العصر الحالي تختلف عن التي كانت سائدة في الماضي  ، اذ الناس يقيمون في بيوت ولديهم أطفال يذهبون الى المدارس ومرتبطين بأعمال  وأشغال والتزامات كبيرة يصعب معها الاستمرار على هذه العادة "الجلوة العشائرية ".

بدوره قال مدير شباب الزرقاء احمد الحسن ان الهدف من الورشة التي حضرها  شيوخ العشائر والقضاة العشائريين والمجالس الأمنية والمحلية  وأصحاب الاختصاص والفعاليات الشبابية والرياضية ، هو الخروج بمسودة توصيات لتزويد الوزارة بها ليتم بعد ذلك دراستها والخروج بوثيقة وطنية يتم تقديمها لوزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة .