يحي القسوس رحباني الأردن وفرقة الكرك التراثية
. بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
كانت بالنسبة لي دقيقة ونصف فقط لأنني والله لم اشعر بثوانيها ، ولكنها كانت بالحقيقة ساعة ونصف ، كانت هذه اوبريت الحصاد التي قد قدمتها فرقة الكرك التراثية بقيادة المايسترو ابن الكرك ورحباني الأردن الأستاذ النشمي يحي القسوس .
بدأت الفرقة وصلتها على مسرح المركز الثقافي الملكي بالأغاني التراثية والتي صاحبتها رقصات ودبكات تصويرية من نشامى ونشميات كركية ، كانت الفرقة تصور بالموسيقى والرقص التمثيلي حالة الناس عند انحباس المطر ، ثم حالة الناس عند هطول المطر ، ثم موسم جمع الحصاد على البيادر ،ثم بيعة والشكر لله على نعمته.
كانت أوبريت الحصاد التي قدمته فرقة الكرك التراثية بالحقيقة قصة حياة نتذكرها نحن الكبار ولا يعرفها صغارنا ، كانت لوحة تعليمية تثقيفية هادفة ، امتزجت بها الألحان التراثية والترديدات الاهزوجية للرجال والنساء في فصول السنة ، والتي كانت تصف قصة حياة الناس بالماضي القريب وكيفية شكر الله على نِعَمهِ .
ان ما قدمه الأستاذ النشمي يحي القسوس والذي أحببت ان امنحه لقب رحباني الأردن ، قد ذكرني بمسرحيات الرحباني الخالدة للسيدة فيروز ومصطفى نصر الدين ووديع الصافي ، لقد امتعتنا الفرقة بالحانها والكلمات التي كتبها الأستاذ والكاتب المميز فرّاس دميثان المجالي الذي أبدع باستحضار الماضي العريق بقيمه وتقاليده الى الحاضر التكنولوجي والمادي والذي يكاد يخلوا من القيم والعادات الطيبة .
لقد أبدعت الفرقة ورحبانيها يحي القسوس ،ولكن في الحقيقة قد سائني أن هذه الفرقة مديونة و تعتمد على التمويل من تلقاء نفسها ومن بعض الخيرين المعدودين على الأصابع. كان بعض من الحاضرين قادرين على ان يتبرعوا لها بعشرات الآلاف من الدنانير لتستمر بمسيرتها ، ولكن كان مجموع تبرعاتها فقط حوالي ال 1500 دينار فقط وكان المتبرعان الوحيدان لها بالحفل هما شيخ مشايخ الكرك ورئيس جمعية ابناء الكرك فقط .
لماذ يا اصحاب المعالي والعطوفة والسعادة لماذا لم تفرحوننا بإعلان دعمكم لهذه الفرقة التي بنظري كانت أجمل من أغاني ام كلثوم بعز عصرها وتألقها .
وأخيرا اتمنى على الدولة وأبناء الكرك والأردن ان يدعموا هذه الفرقة التي ستنسيك الوقت والزمن وانت تشاهدها وتسمع ألحانها.