بداية كل نهاية
رلى السماعين - مع انتهاء سنة 2019 أفكر: مرّت الدقائق والأوقات والايام على الجميع بنفس النظام والترتيب. ولكن على كلٍ منا كان تأثيرها ووقعها مختلفاً. مرّ الوقت بسرعة وانتهت السنة بنفس النمط التي ابتدأت بها، مثلها مثل السنين الماضية، حملت معها الحلو والمر، والتعاسة والحزن، والفرح والسعادة. الجميع مرّ بهذه الظروف بأحوال مختلفة. منا ما كانت عليه ثقيلة، ومنا من حمل أعباءها وتحّمّل. أختبرتُ بها المتعب والمر، وساعات الغضب والحزن وتعلمت منها؛ كل الظروف لا تدوم ونخرج منها أشخاص مختلفون بالفكر والنظرة للحياة. تعلمت من السعادة بأن أوقاتها ثمينة، فعندما نمر بأوقاتها علينا عيشها بالتمام.
تعلمت بأن منبع القوة هو الفكر، والسلاح الاقوى هو المعرفة والعلم والكلمة. وبأنه من السذاجة الاستخفاف بالآخرين وعقولهم. تعلمت بأن الحرب ليست للأقوياء بل تنتج دماراً لا سلماً، وبأن طريق السلام شائك ومتعب ودربه طويل ولكنه ليس بالمستحيل.
تعلمت أن أحيا بالحرية في عالم مثقل بالقيود، وبأن الحرية الحقيقية تكمن بالفكر وخياله. فنحن الحرية ونحن القيود أيضاً، وبأن الحرية لا تموت ما دام هناك كلمة نقرؤها، وأخرى نكتبها.
تعلمت بأن الله هو منبع الثبات والامان، ومن يثق به حتى لو وقع أو مرّ بظروف صعبة، تكون مغلّفة بعزاء رباني. تعلمت أن أرتب أولويات حياتي فابدأ من نفسي أولاً أعتني بها وأحبها، أراعيها لدرجة لا تأخذني للأنانية بل للواقعية عالمة بانه من دائرتي الصغيرة أنطلق وأعطي وأستقبل ما تعطيني الحياة. العائلة مهمة وهي الاهم؛ هي الاستقرار. أما الأصدقاء فهم كنز ثمين.
تعلمت بأن هناك من يجب أن نتركهم ليس لسوء فيهم بل لان وقتهم قد انتهى. تعلمت بأن الانسان يتغير والذي يتغير لا يرجع إلى سابق عهده. تعلمت بأن جميع أنواع المصالح لها وقت للانتهاء، وتنتهي بوقتها. وتعلمت بأن لا شيء يدوم الا الله.
*صحافية وكاتبة