حووووسة

 طلعت شناعة - لا أدري ما العلاقة بين « الحوسة « / الاكلة الشعبية وبين ما يتردد في اللهجة المصرية « فلان حايس حوسة ما يعلم بيها غير ربّنا «.
اي محتار...
وأحيانا تجد السيدة المصرية تردد « ده انا كويسة بالمطبخ «.
وعندنا بالاردن وفلسطين عندما تسأل أحدهم:
« وينك ؟
يردّ عليك : « انا باحوس بوسط البلد «.
اي اتجوّل.
وبلغتي « اتسنكح».
« الحوْس» او « السّنكَحة « تعني ( المشي العشوائي ودونما هدف غير الحركة. وعادة ما يكون صاحبها « حايسا « اي سارحا « ولكن على مهل.
بالنسبة لي، اعتادت والدتي رحمها الله، ان «تعمل لنا «قلاّية بندورة مع بصل وزيت» وكانت تُسمّيها «حوسة» واحيانا «حوسة بندورة»، ربما للتمييز عن «الحوسات» الأُخرى.
وقد اكتشفتُ ان اهلنا في (الطّفيلة) يسمّون «قلاية البندورة».. «حوسة». كما هي في فلسطين. ومن هنا برز تعبير «فلان كان يحوس ..» أي يدور ويتمشّى وبلفّ حول البيت او في الحارة او في الشوارع.
وكلها «حوسات» أي تحرّكات عشوائية هدفها «كسر الملل».
وعلمتُ ان «قلاية البندورة مع البيض» تُسمّى في «الطفيلة».. « مذبّلة». ولا أدري أين «الذّبول» في الموضوع. ربما كان «تجمد البيض وسكونه بين البندورة والبصل» أو «الصورة النهائية،  للقلاّية التي تجمع بياض البيض وصفاره ولون البندورة الاحمر».
الاختلاف في «الأكلات» لا يُفسِد « للمَعِدة» قضية. فالمهم أن تتعرّض للعزومة وان يكون الشخص الداعي شخصا محترما لا يُحمّلك «جميلة» ولا يفضحك حين تغادر بيته، بأنْ يستعرض أنه «دعا فلانا واطعمه كذا وكذا»، وينهمك بوصف «كتلة اللحم» و»محيط/المنْسَف» و»عدد حبّات الأرز التي التهمها الضيوف، وتتباهى بكونك «طعميتهم وشرّبتهم».
هذه آفة بعض الذين يدعون الناس في مناسبات لها صفة «مصلحيّة» و»انتفاعية» كأن ترغب بالتقرب من «مسؤول» وتريد ان تكرّمه كي يتذكّرك في المستقبل حين يتولّى منصبا مهمّا. وبالمّرة وكي تمنح «الحدث» بُعدا «استرتيجيا»، تدعو آخرين ليس لهم علاقة بطموحاتك ويكونون فقط «ديكورا» لانتهازيتك.
ليس المهم ان تحضر «عزومة»، سواء أكانت «منسفا» أم «قلاّية بندورة»، المهم ان تشعر بصدق محبة الداعي لك، وهو ما تشعر به وانت تتناول طعامك، تحسّ انك في»بيتك» ومع اخوتك.
شو رايكم اعزمكم على «جوز بيض.. عيون»..
عيون القلب !!