(2019) عام الابتزاز الإسرائيلي والاستيطان
سري القدوة - لقد شهد عام 2019 اكبر عمليات تهويد الارض الفلسطينية والسرقة للأراضي وهدم المنازل وتجريف اشجار الزيتون المثمرة والاعتداء علي ابناء شعبنا من قبل عصابات الاحتلال التى مارست اوسع عمليات السرقة معتمدة على هدم المنازل القائمة وتشريد سكانها تمهيدا لسرقة الاراضي واستمرار الاستيطان وان الاحتلال الاسرائيلي هدم 648 مسكنا ومنشأة فلسطينيه خلال عام 2019 واقتلع خلال العام 2019 ودمر حوالي 15 الف شجرة معظمها من اشجار الزيتون كما وجدد اغلاق 68 الف دونم من الاراضي الفلسطينيه وأقام 34 حاجزا جديدا ليصبح عدد الحواجز الاجمالي 888 حاجزا.
ان عمليات الاستيطان ازدادت خلال عام 2019 في ظل تحالف قوى اليمين المتطرف الاسرائيلي وبدعم كامل من قبل الادارة الامريكية وممارسات نتنياهو وتصريحاته الداعية الى ضم الاغوار إضافة الى القرار الاخير لوزير جيش الاحتلال بتسجيل الاراضي التي استولى عليها المستوطنون حسب قانون الاراضي الاسرائيلي ولقد شهدت مدينة الخليل اكبر عمليات التهويد والسرقة والتزوير خلال عام 2019 واستمرت عمليات استهداف الخليل واستباحة المسجد الإبراهيمي والاستيلاء على اراضي المدينة مما يدلل على أن هناك قرارا سياسيا من حكومة اليمين المتطرف بالهجوم على الخليل وتهويد البلدة القديمة استكمالا لمخطط التهويد ومحاولة تغيير الحقائق التاريخية على الأرض .
واستمر ايضا الحديث خلال عام 2019 عن تهدئة طويلة الأمد بين حماس وحكومة الاحتلال يتزامن مع تصعيد متعمد وغير مسبوق في الضفة الغربية يقابله محاولات لابتزاز الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية عبر منح حماس رشوة مفضوحة للحصول على تنازلات أمنية مقابل جملة من التسهيلات الزائفة التي أعلن عنها نتنياهو بما فيها السماح لـ 5 آلاف عامل من القطاع للعمل داخل إسرائيل وتوسيع مساحة الصيد والسماح بإدخال البضائع للقطاع وزيادة عدد التصاريح التجارية والسماح بإقامة المستشفى الميداني الأمريكي والوعود بإقامة ممر مائي ومطار.
وشهدت الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة خلال عام 2019 تصعيدا خطيرا وممنهجا وخصوصا في بلدتي سلوان والعيسوية التي ترزح تحت سياسات دولة الاحتلال الإجرامية القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري بإلاضافة إلى التصعيد الاستيطاني الاستعماري وسرقة الأرض والموارد والمقدرات ومحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن وتعزيز وجود المستوطنين وانتهاك حرمة المقدسات الدينية ونهب أموال المقاصة الفلسطينية وانتهاك حقوق الأسرى وفرض سياسات العقاب الجماعي وتشريد شعب كامل وسرقة تاريخه وهويته وثقافته وحضارته الفلسطينية .
واستمرت سياسة الابتزاز الاسرائيلي خلال عام 2019 وشهد قطاع غزة اكبر عمليات الابتزاز من قبل الاحتلال واستمرار المعاناة المفروضة على اهلنا والحصار في ظل تجاهل الضغط الدولي المطالب برفع الحصار واستمرار سياسة المقايضة والابتزاز الاسرائيلية، وانه واهم من يعتقد أن دولة الاحتلال التي تعمل بشكل متواصل لإفشال إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 ستمنحه فرصة إقامتها في غزة .
إن الخطوات الأخيرة لدولة الاحتلال مشبوهة وتدميرية وتسعى من خلالها الى تصفية القضية الفلسطينية ساعية الى تكريس الانقسام وتعزيز الفرقة الداخلية عبر اتباع أساليب متناقضة في التعامل ما بين الضفة وغزة وصولا الى تحقيق هدف واحد هو ضمان امنها وتطويع الإرادة الفلسطينية وتبقى الحقيقة اننا وعلى المستوى الوطني بحاجة ماسة الى انهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة دولة المستوطنين كونها الطريق الأقصر نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
* سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية