أين يقف ترامب بين صهريه؟

  كمال زكارنة -هل سيقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب على نفس المسافة بين صهره اليهودي جاريد كوشنير وصهره الثاني العربي اللبناني مايكل بولس ،وهل سيحظى بولس بذات المكانة والاهتمام والقيمة والنفوذ والدور الذي منحه ترامب لكوشنير او يقترب منه ،كيف سيجمع بين هذه التناقضات التي اغرق نفسه فيها سياسيا واجتماعيا واي توليفة سوف يحبكها ترامب للتآلف العائلي والاسري ،ام سينأى بنفسه بعيدا عن خيارات ابنتيه وصهريه.
انه في وقف لا يحسد عليه ،كل ابنة من ام ،واحدة تزوجت يهوديا والثانية عربيا مسيحيا ،وبين القوميتين حرب طاحنة منذ عقود ،وصراع مرير ممتد عبر التاريخ ،وترامب نفسه لم يستطع ان يجد حلا مقبولا من الجميع لهذا الصراع ،فهل يا ترى سيطلب من بولس الانضمام لكوشنير للعمل على تسويق صفقته في المنطقة ،ويقحمه في العمل السياسي كما اقحم كوشنير من قبله.
تناقضات عجيبة وغريبة تضاف الى شخصية ترامب الجدلية جدا ،وكأنه من هواة السباحة عكس التيار ،والباحثين عن المغامرات والمغامرين الذين يحلمون باثبات اللامعقول.
لا اعتقد ان بامكان ترامب الجمع بين كرهه للعرب وحقده عليهم ومعاداته لهم ،وبين حبه المطلق لليهود وتعلقه غير المسبوق بهم ،واستعداده الدائم للتضحية بكل شيء من اجلهم ،وليس امامه الا ان تسير كراهيته للعرب في خط مواز لمحبته لليهود ،فلا تقاطع بين الخطين ابدا،رغم محاولته عدم اظهار اي تمييز بين الصهرين والابنتين ،وعدم الاعتراض على خيار ابنته الثانية.
من ستكون الاكثر تأثيرا على ترامب، الابنة الاولى ايفانكا زوجة كوشنير ،ام تيفاني زوجة بولس ،كل الانظار سوف تتجه نحو اسرة ترامب خلال الاشهر القادمة ،وسيهتم المراقبون والمتابعون لقضايا واحداث منطقة الشرق الاوسط ،بكل تصريح وموقف للرئيس الامريكي وادارته،وتفاعله معها .
ربما ينطبق على عائلة ترامب القول،ما تفرقه السياسة تجمعه المصاهرة ،اذا توفرت مساحة مناسبة للقاء.
امام مثل هذه المفاجآت التي قليلا ما تحدث ،يتجدد التأكيد على ان العالم قرية صغيرة ،ولا شيء مستحيل ،وان الممكن اوسع واسهل بكثير ،وان بدت بعض الصعوبات والمعيقات واضحة وظاهرة للعيان .
السؤال الاخير كيف سيكون الحضور العربي لحفل زواج بولس على المستوى العددي والنوعي .