بركة البيبسي... جرح بيئي نازف يؤرق المواطنين ويحرج المسؤولين.. صور

               
 - عمر ضمرة - ما تزال بركة البيبسي التي تشكل مساحتها 92 دونماً والتي تقع على  قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها  182دونماً في الرصيفة تمثل جرحاً بيئياً نازفاً يؤرق المواطنين ويحرج المسؤولين بسبب عدم إيجاد حل جذري لمشكلة تلوث بيئي وصحي وبصري يقض مضاجع المواطنين .

ورغم الشكاوى المتكررة من قبل  المواطنين المحيطين بالبركة وخاصة مناطق المشيرفة والفاخورة والأمير هاشم منذ نحو أربعين عاماً ، إلا أن إجراءات الجهات المعنية المتخذة كانت توصف بالمؤقتة وغير الجذرية ،من خلال تشغيل  مضخات وشفط المياه وتجفيفها ، لتعود بعد فترة كما سابق عهدها بفعل بقاء العوامل المسببة لها .

وبين أحد القاطنين حول البركة أيمن ناصر  ان  مياه البركة الراكدة  تنبعث منها الروائح الكريهة التي تتسبب بأمراض خطيرة وخاصة لمرضى الجهاز التنفسي و الربو  والمسنين والأطفال ، ناهيك عن أسراب البعوض والحشرات والزواحف والقوارض التي تغزو المنازل في فصل الصيف و تسبب الأمراض الفتاكة . 

وأشار الى أن البركة باتت محجاً لطلبة الجامعات ، في تخصصات الكيمياء والأحياء وغيرها من التخصصات الصحية ، وذلك للدراسة وأخذ العينات المخبرية لفحصها والوقوف على الكم الكبير من البكتيريا والجراثيم  في المياه الراكدة والملوثة فيها والأمراض التي قد تسببها .

من جهته قال رئيس بلدية الرصيفة أسامة حيمور ان مشكلة التلوث في بركة البيبسي تعود لعدة أسباب منها تدفق مياه الصرف الصحي من منطقة ماركا ومخيم حطين ، لاسيما في فصل الشتاء، إضافة إلى مياه الأمطار المتساقطة و التي تغذي هذه البركة ، مشيرا الى أن أمانة عمان ستنفذ عطاءً لحل المشكلة بشكل جذري .

وبين ان البلدية ، وبالتنسيق مع لجنة خدمات مخيم حطين وشركة " مياهنا " بالزرقاء ، ستقوم بالتحري عن وصلات الصرف الصحي غير القانونية التي تربط مع شبكة تصريف مياه الأمطار واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الممارسات غير المشروعة .

بدورها طرحت أمانة عمان الكبرى مؤخراً عطاء المباشرة بتنفيذ أعمال بركة البيبسي ،حيث تبلغ كلفة تنفيذ مشروع إعادة تأهيل بركة البيبسي 12 مليون دينار، منها أربعة ملايين  عبارة عن قرض التزمت به الحكومة، وثمانية ملايين منحة من برنامج التمويل للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وبينت مديرة دائرة الدراسات والتصميم في أمانة عمان المهندسة سهام الحديدي أن مدة تنفيذ العطاء ستكون 18 شهرا من تاريخ أمر المباشرة ، اذ تتضمن المرحلة الأولى من العطاء تجفيف البركة من المياه ، وإنشاء عبارة صندوقية  تمتد من مدخلي مياه الأمطار في  بداية البركة وحتى الثلث الأخير تقريبا من البركة بطول تقريبي 800 متراً  لتنتهي في خزان تجميعي للمياه بسعة عشرة آلاف مترمكعب سيستخدم مستقبلا في ري الحديقة عند انتهاء المرحلة الثانية للمشروع والمتعلقة بتحويل الموقع إلى حديقة بيئية.

وتابعت أنه سيتم تصريف المياه الفائضة  باتجاه مجرى سيل الزرقاء  باستخدام تقنية مبتكرة وحديثة تدعى المايكروتيونلنغ micro tunneling بطول 1500 متر تقريباً والذي تم اختيارها بناء على تحليل المشكلة القائمة وظروف الموقع والدراسات الهيدرولوجية والجيوتقنية  وفحوصات التربة و توصياتها والتي تعتبر مدخلا للدراسة المستفيضة لاختيار الحلول الممكنة  .

وأوضحت ان اختيار هذه التقنية جاء للتغلب على فرق ارتفاع مستوى البركة عن مجرى سيل الزرقاء حيث تم دراسة أربعة مسارات للخط الناقل وتم المفاضلة بينها وفقا لمعايير محددة تضمنت : الإمكانية الفنية للتنفيذ ، والإستملاكات اللازمة، وطبوغرافية المسار ، والعوائق والمحددات وخاصة الحفريات العميقة وتفادي المرور بأراضي المواطنين  .

ولفتت إلى انه سيتم استلام العروض من المناقصين المتقدمين ضمن المرحلة الأولى من العطاء وذلك لدراستها و لتأهيل المشاركين الأقدر على تنفيذ المشروع في الرابع والعشرين من شهر شباط  المقبل ، بينما تتضمن المرحلة الثانية من العطاء تقديم العرض المالي والفني من قبل المقاولين المؤهلين في السابع والعشرين من شهر نيسان المقبل .

وأفادت بأنه سيتم  دراسة العروض المقدمة من قبل اللجنة الفنية  المختصة وحسب الإجراءات والأنظمة المعمول بها والتي يمكن أن تصل فيها مدة الدراسة إلى نحو شهر ونصف  لإحالة العطاء و إصدار أمر المباشرة المتوقع في النصف الثاني من شهر حزيران المقبل ، حيث يعطى المقاول من تاريخ أمر المباشرة مدة ثلاثة أشهر" والتي تعتبر من أصل مدة العطاء الكلية البالغة 18شهراً " لتقديم المخططات التنفيذية  التصاميم الفنية والتقنية المتخصصة .

ونوهت المهندسة الحديدي بأن التنسيق مستمر  لتنفيذ الحلول الموازية  للمشروع ،مع بلدية الرصيفة وشركة "مياهنا "  والتي تتمثل في السيطرة و منع ربط "مزاريب "تصريف  مياه الأمطار  على شبكات الصرف الصحي التي تسبب فيضان هذه الشبكات وبالنتيجة أن تصب في بركة البيبسي .