داخل فيلا بغداد بصمة " اسرائيل " بمقتل السليماني ".


ذكرت مصادر إعلامية، أن إسرائيل لها بصمة في اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فيما كشفت أن المسؤول الإيراني كان يشرف على مخطط لمهاجمة الأمريكيين بالعراق.

وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير لمراسلها، اتشيتينار اتشيتين، وترجمته "عربي21"، إن سليماني في الآونة الأخيرة خلال الأزمة الأخيرة في العراق، تواجد كثيرا بالمنطقة وخاصة في مدينة بغداد.

ما علاقة إسرائيل بالاغتيال؟

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية عراقية، أن سليماني بقي في العراق عشرة أيام، قبل ذهابه إلى لبنان ودمشق، التي عاد منها ليلة الجمعة ليتم اغتياله من القوات الأمريكية.

ولفتت إلى أن المصادر الأمنية العراقية، تزعم أن المخابرات الإسرائيلية رصدت سليماني خلال زيارته لقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي، وأبلغت المعلومات اللازمة للولايات المتحدة.

وأضافت أن المخابرات الإسرائيلية رصدت أيضا قامت برصد كافة تحركات سليماني خلال تواجده في لبنان لمدة أربعة أيام.


مخطط لمهاجمة القوات الأمريكية بالعراق

ونقلت صحيفة خبر ترك، من مصادر في الحشد الشعبي، أن سليماني عقد اجتماعا مع الميليشيات العراقية في بغداد قبل ثلاثة أسابيع، وأبلغهم الاستعداد لحرب بالوكالة.

وأشارت إلى أن كافة الميليشيات المنضوية تحت الحشد الشعبي شاركت في ذلك الاجتماع، وعلى الرغم من أن سليماني كان يجتمع بقادة الميليشيات الشيعية في العراق على فترات زمنية خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن المصادر تقول إن جو ذلك الاجتماع كان مختلفا، وكان اجتماع "دعوة للحرب".

ولفتت إلى أنه عقب اجتماع سليماني بقادة الحشد الشعبي، شهدت العراق حركة اتصالات بين الولايات المتحدة وبريطانيا والعراق لمنع أي اشتباك بين طهران وواشنطن.



فيلا بغداد

بدورها نقلت وكالة رويترز عن مصادر، أنه في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، اجتمع سليماني مع حلفائه من الفصائل الشيعية المسلحة بالعراق في فيلا على نهر دجلة، على الجانب الآخر من مجمع السفارة الأمريكية في بغداد.


وقال قائدان في الفصائل ومصدران أمنيان مطلعان على الاجتماع لوكالة رويترز، إن سليماني أصدر تعليمات إلى أكبر حلفائه في العراق، أبو مهدي المهندس، وزعماء فصائل قوية أخرى بتكثيف الهجمات على أهداف أمريكية في البلاد باستخدام أسلحة متطورة جديدة قدمتها لهم إيران.

وذكرت المصادر المطلعة على الاجتماع وسياسيون شيعة عراقيون ومسؤولون مقربون من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن خطط سليماني لمهاجمة القوات الأمريكية كانت تهدف إلى إثارة رد عسكري من شأنه أن يحول ذلك الغضب المتصاعد صوب الولايات المتحدة. 

وقال قادة الفصائل المسلحة والمصادر الأمنية العراقية لرويترز، إن سليماني أمر الحرس الثوري الإيراني، قبل أسبوعين من اجتماع تشرين الأول/ أكتوبر، بنقل أسلحة أكثر تطورا إلى العراق منها صواريخ كاتيوشا وصواريخ تُطلق من على الكتف يمكن أن تسقط طائرات هليكوبتر وذلك من خلال معبرين حدوديين.

وفي فيلا بغداد، طلب سليماني من القادة العسكريين المجتمعين تشكيل فصيل مسلح جديد- غير معروف للولايات المتحدة- يمكن أن ينفذ هجمات صاروخية على الأمريكيين الموجودين في قواعد عسكرية عراقية. وذكرت المصادر بالفصائل المسلحة التي اطلعت على ما دار في الاجتماعات أنه أمر كتائب حزب الله- وهي قوة أسسها المهندس وتدربت في إيران- بتولي تنفيذ الخطة الجديدة. 

اختيار أهداف أمريكية بالطائرات المسيرة



وقال قائد بالفصائل المسلحة لرويترز إن سليماني اختار كتائب حزب الله لقيادة الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة نظرا لامتلاكها القدرة على استخدام الطائرات المسيرة لاستطلاع الأهداف لمهاجمتها بصواريخ الكاتيوشا. وذكر القادة بالفصائل أن من بين الأسلحة التي أمد بها سليماني حلفاءه من الجماعات العراقية المسلحة في الخريف الماضي طائرة مسيرة طورتها إيران وقادرة على التخفي عن أعين أنظمة الرادار.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان يراقبان تحركات الفصائل المسلحة إن كتائب حزب الله استخدمت الطائرات المسيرة لالتقاط صور جوية لمواقع تنتشر بها قوات أمريكية.

وفي 27 من ديسمبر كانون الأول، تم إطلاق أكثر من 30 صاروخا على قاعدة عسكرية عراقية قرب مدينة كركوك في شمال البلاد في هجوم أودى بحياة متعاقد مدني أمريكي وإصابة أربعة أمريكيين واثنين من العسكريين العراقيين.

واتهمت واشنطن كتائب حزب الله بتنفيذ الهجوم. ونفت الجماعة ذلك. وشنت الولايات المتحدة بعد ذلك بيومين ضربات جوية استهدفت الجماعة مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 مقاتلا وإصابة 55.

مهندس عمليات إيران بالشرق الأوسط

وذكرت صحيفة "خبر ترك" التركية، أن الولايات المتحدة ترى أن سليماني يقف خلف مقتل مئات الأمريكيين خلال حرب العراق، وأنه الرجل الذي يقف خلف كافة أنشطة إيران بالشرق الأوسط، والتي تستهدف الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.

وأشارت إلى أن سليماني هو الذي أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل في الأزمة السورية، كما أنه كان جسر الوصل بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإيران.


ووصفت الصحيفة سليماني، بأنه مهندس سياسة التوسع الاستراتيجي لإيران في الشرق الأوسط، ويقف خلف كافة المجموعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ولفتت إلى أن سليماني في سنوات ماضية، التقى مسؤولين في المخابرات الأمريكية ودبلوماسيين من واشنطن في بغداد سبع مرات، تمحورت لقاءاته معهم حول قتال تنظيم الدولة في العراق.

وقالت الصحيفة، أن الولايات المتحدة بقصفها المقر الرئيسي لحزب الله العراقي على الحدود السورية العراقية، الأحد الماضي، كان هدفها الرئيسي هو فرض "قواعد جدبد" عنوانها الفصل بين سوريا والعراق، وتقييد الحشد الشعبي وفصائل المسلحة الأخرى.

وأضافت أن الولايات المتحدة الهدف من اغتيالها أبو مهدي المهندس، هو التخلص من حلقة الوصل الأقوى بين إيران والعراق.