هل أحرجت حماس إخوان الأردن؟

يضع موقف حركة حماس من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، جماعة الإخوان في الأردن في موقف حرج، كما يرى محللون ومتابعون.
ولم يخرج عن قادة الجماعة في الأردن أي تعليق، حول مقتل سليماني، منذ العملية فجر الجمعة الماضية، حتى هذه اللحظة، وهو تصرف يرجعه الخبراء إلى رغبة الجماعة في تجنب أي تصعيد أو صدام دولي ضدها في وقت صعب يمر عليها، وذلك وفق صحيفة "24".
يقول المحلل السياسي عامر ملحم، إن عدم تعليق الجماعة سببه واضح، أن القادة فيها لا يرغبون في الدخول بقضية خاسرة إقليمياً قد تؤدي إلى حظرهم في الأردن، خصوصاً إذا حاولت استفزاز دول إقليمية أو عالمية ترتبط عمان بها بمصالح مشتركة.
لكن تصريحات ومشاركة قادة حماس على رأسها رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، ووصفه لسليماني بشهيد القدس، جعل الجماعة في الأردن من عقاب دولي يطال جميع أفراد الجماعة في العالم.
وقالت مصادر مقربة من الجماعة لـ24، إن القيادات فضلت وطالبت منتميها بعدم التسرع بإصدار تعليقات حول القضية لحسابات إقليمية تخصها.
أستاذ العلوم السياسية حسن الخالدي، يرى أن الجماعة بقرارها هذا ترغب علناً بتخفيف الضغوط الدولية عنها، لكنها اصطدمت بموقف حماس الذي قد يسبب لها العقاب أيضاً.
وتدرك الجماعة، وفقاً للمحللين، أن أي توجه أمريكي لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، سيضع الأردن الرسمي في موقف صعب.
وكانت الجماعة راضية بالرد الحمساوي الأولي على مقتل قائد فيلق القدس، إلا أن تصريحات هنية اليوم زادت من تعقيد المشهد لديها.
ويقول وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، في مقال له، إن "مقتل سليماني بالنسبة لحماس خسارة لحليف مهم كان يمثل إيران في علاقتها مع حماس، كما أن أي احتمال لتراجع دور إيران الإقليمي سيلحق الضرر بحماس، وموقفها المناصر جداً لإيران اليوم ربما يكون بوابة لتليين قلب دمشق، كما أنه انسجام مع موقف حلفاء حماس في تركيا وقطر".
أما الإخوان فموقفهم، وفقاً للمعايطة، يعبر عن حيرة ومازق فهم يحبون أن يظهروا معادين لأمريكا، لكن سليماني هو من كان مقاتلاً لحماية نظام بشار الأسد الذي هو عدو الإخوان اليوم، كما أن الإخوان لا يريدون تأزيم موقفهم مع دول عربية تعاديهم ويأملون في انفراج معها، ولهذا فالموقف الصامت تعبير عن أزمة وضعف خيارات.