صرع صهيوني
كمال زكارنة -تظهر سلوكيات وتصرفات قادة الاحتلال الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،من خلال التصريحات اليومية التي يدلون بها ،والتي تتخذ طابعا هجوميا ثأريا انتقاميا ،تجاوز مرحلة العداء بأشواط كثيرة ،بأنهم بلا ادنى شك مصابون بمرض الصرع والجنون وامراض عصبية ونفسية كثيرة ،ولا يجدون مخرجا للتنفيس وقذف تخلفاتهم الجنونية، وازاحة ثقلهم الذي تلقي به ازماتهم الداخلية عن كاهلهم،الا توجيه التهديد والوعيد ضد الشعب الفلسطيني وارضه وقيادته .
فقد فتح كل من نتنياهو المأزوم جدا ،انتخابيا وسياسيا وقضائيا ،الغارق بالفساد حتى اذنيه ،والملاحق حتى سرير نومه ،ووزير حربه نفتالي بينيت، الذي يسعى الى شق طريقه كي يلحق بالعظماء حسب اعتقاده ،جبهة خاصة به ،واخذا يتسابقان من سيضم المساحة الاكبر من الضفة الغربية للكيان الغاصب ،ومن سيطرد العدد الاكبر من الفلسطينيين من الاراضي الفلسطينية المحتلة نومن سيستقدم العدد الاكبر من المستوطنين الصهاينة الى الضفة الغربية المحتلة ،ومن سيبني العدد الاكبر من المستوطنات والوحدات الاستيطانية الصهيونية في فلسطين المحتلة ،وبينهما الان سباق محموم في هذه المبارزات التي اصطنعوها لانفسهم ،وكل واحد يسعى للفوز بالبطولة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ووجوده .
ثلاثة عوامل اساسية تسبب الصرع لقادة الاحتلال الصهيوني في هذه المرحلة ،الاول ،الازمة الداخلية التي تعصف بالكيان المحتل ،وهي سياسية واجتماعية وامنية ،والثاني ،وجود دونالد ترامب في قيادة البيت الابيض والوضع العربي المتهالك وضرورة استغلال هذه الفرصة بأقصى ما يمكن ،والعامل الاخير ،الاستعجال في تنفيذ المشروع التوسعي العدواني الصهيوني في فلسطين التاريخية .
لكن رغم وجود كل هذه الروافع المرحلية التي تخدم المشروع الصهيوني والاهداف الصهيونية ،الا ان الرعب الاقليمي الذي يسيطر على الكيان الصهيوني ويجتاح كل مكوناته ،الى جانب الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني في وطنه وتمسكه الفولاذي بحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة ،واستعداد الدائم للمقاومة وخوض حربا شعبية لا تنتهي الا بانتهاء الاحتلال وزواله ،يشكلان مصدر الاحباط الحقيقي لهذا الكيان الغاصب.
اكثر ما يخشاه الكيان الصهيوني في المرحلة الحالية ،حدوث انتفاضة فلسطينية داخلية عارمة تمتد من رأس الناقورة الى رفح ،تتزامن مع تسونامي لفصائل مقاومة مسلحة تجتاح شمال فلسطين قادمة من سوريا ولبنان والعراق ،تخوض معا حربا تحريرية شعبية شاملة هدفها القضاء على الاحتلال بالكامل وعدم السماح له بالانسحاب.
رغم كل ما نسمع من قادة الاحتلال من تهديد ووعيد ،الا انه يرتعد خوفا ورعبا من قادم الايام ،وهو يدرك جيدا ان ترامب لن يدوم ،وان وجوده في مرمى نيران جميع الدول العربية والاقليمية في المنطقة ،وان قوته العسكرية وتحصيناته لن تحميه من الملاحقة والعقاب مهما بلغت .
هذا الكيان الذي تأسس على القتل والدمار وسفك الدماء ،واغتصاب الحقوق واستلاب الارض من اصحابها الشرعيين ،اكثر من يدرك ويعلم المعنى الحقيقي لنهاية القوة ونهاية الاحتلال .