تركيا في ليبيا.. أين الدور العربي؟
فارس الحباشنة - ليبيا تتحول الى سورية ثانية، وتنزلق الى حرب اقليمية فوق اراضيها، قوى اقليمية ودولية تفرش لارضية صراع جديد على الساحة الليبية.
ليبيا واحدة من امراض الجغرافية العربية، لربما أن العدوى قد تتفشى وتمتد الى بلدان اخرى. عربيا والسؤال الاهم عن الدور العربي في الازمة الليبية، فيبدو أن لا افكار وخطة ولا مشروعا استراتيجيا عربيا في ليبيا وغيرها.
الاتراك يتبعون في الملف الليبي سياستهم التي اوصلت سورية الى انزلاق نحو حرب اهلية، وتشريد لملايين من السوريين، وتحويلها الى ساحة حرب لقوى اقليمية ودولية.
بكل المعطيات ثمة مقاربة بين الازمتين السورية والليبية. الدور التركي في الازمة السورية لا يمكن انكاره، وكيف لعبت على صناعة حرب دامية غير قابلة للانقطاع، وتعيد تركيا ذات الوجهة نحو ليبيا لتدعم جماعات متطرفة، وتمول وتسلح فرقاء الصراع لحساب الفوضى والدمار ومزيد من التهجير والتشريد لليبيين.
الدول العربية وتحديدا الجوار الليبي خارج حسابات الازمة على شدة تعقيدها وما تعني من اختراق تركي ثالث للجيوسياسي العربي «الامن القومي العربي»، بعد سورية والعراق.
فماذا تنتظر تلك الدول من تدخل امريكي واوروبي لحل الازمة الليبية والخروج من المأزق التركي؟ العرب يهلون بالخلافات البينية، والانشقاق والصراعات الذاتية، والاستقطاب ما بين قوى اقليمية واخرى، ويقدمون الجغرافية العربية لقمة سائغة على طاولة الصراعات الاقليمية والدولية.
فماذا بقى من اليمن والعراق وسورية ولبنان؟ الشعوب مشغولة بحربها اليومية مع لقمة العيش والاستبداد السلطوي والقمع الاقتصادي، وحروبهم العاطفية لتحقيق عدل وكرامة وحرية.
ليبيا ستكون خطيئة كبيرة وموجعة، بعدما خسرنا العراق وسورية. وحقيقة لا تستطيع دولة عربية أن تقول لا علاقة لي بما يجري في ليببا، ولا تستطيع أن تؤيد الاحتلال والتدخل التركي في ليبيا.
السخرية العربية حارقة، فساسة واعلاميون عرب استرسلوا طربا في الاستهزاء بالرد الايراني على مقتل قاسم سليماني، وحقروا بالقوة العكسرية الايرانية، وخرجوا بتحليلات تخزي العين قبل القلب من شدة سطحيتها واستهانتها بالعقل العربي.
والنكتة الاخرى نسوا ان هنالك بلدا عربيا قرارها وسيادتها بيد الاتراك والايرانيين.. وما قد يجمع العرب الان هو حتمية المأساة.
في مجال الحراك السياسي والدبلوماسي العربي، فانه من الضروري اعادة سورية الى المجال العربي واحياء العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية . ويكون هذا في صلب اعتبارات للامن القومي العربي، بناء محور اردني -مصري -سوري، يخرج سورية من عزلتها، ويقاوم اطماع دول اقليمية عينها ويدها تمتد الى الجغرافية العربية.