بغداد.. بوابة العروبة والانتصار
محمد سلامة - رفض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من العراق، وتهديدها للقوى السياسية بضرورة دفع فاتورة البنية التحتية للقواعد العسكرية ومنها عين الاسد ودعوتها لتوسيع مهام حلف الناتو ، وأنه (اي الرئيس ترمب) مستعد لإرسال وفد للتفاوض من أجل توسيع الشراكة لا الانسحاب من العراق، هذا يؤشر على خفايا الوجود الأمريكي نلخصها بالآتي:-
-- القوات الأمريكية تتجسس على إيران ودول أخرى مجاورة لها تحت شعار محاربة تنظيم الدولة (داعش)، وتدريب القوات العراقية، وما إلى ذلك من أكاذيب لا حدود لها لتبرير البقاء في العراق، فالاجهزة المستخدمة في القواعد العسكرية لا يسمح بدخولها سوى عناصر أمريكية تتجسس على ما يجري في سورية ،ولديها أجهزة متطورة قادرة على إعادة مسح الاجواء الايرانية والسورية كل اسبوع ومتى أرادت، بحيث انها تتمكن من الوصول إلى اي تجارب لأنشطة نووية وهيدروجينية في جل الساحة الايرانية.
-- واشنطن تتحدث مع اطراف عراقية متمثلة في الأكراد والسنة وتقول علنا لهم، إن الشيعة يحظون بحماية إيران ونحن دون غيرنا نحميكم، وخروجنا هو خسارة كبيرة لن تتمكنوا من مواجهة الموالين لإيران، والتهديد مبطن وعلني للقوى الموالية لإيران من الشيعة وأطراف أخرى، وتزعم أن بقاءها يخدم التوازن ويمنع اندلاع حرب تصفية ضد حلفائها ،وهذا يفسر انسحاب غالبية السنة والاكراد حينما جرى التصويت في البرلمان على طلب الانسحاب الأمريكي من العراق.
-- واشنطن ووفق تسريبات أمنية غربية بدأت تعمل على نزع شرعية النظام السياسي والأمني القائم في العراق، وبعبارة أخرى تريد تغيير نظام الحكم في بغداد من خلال تبني الحراك الشعبي، وهناك اتصالات لها على اعلى المستويات لازاحة الطبقة السياسية الحاكمة باعتبارها موالية لإيران، والاتيان بنظام سياسي جديد موالٍ لها، وما يمكن استشرافه تهديدها العلني لحكومة عادل عبدالمهدي ولقادة كبار في البرلمان.
-- واشنطن رفضت تقديم ضمانات بعدم التعرض لشخصيات وازنة مثل قيس الخزعلي وآخرين، جرى وضعهم على قائمة الارهاب، مقابل عدم دعوتها للانسحاب، وهذا يؤشر على أن وجودها سيتبعه عمليات مماثلة لاغتيال قاسم سليماني في الساحة العراقية.
-- واشنطن وطهران تتنازعان الهيمنة والسيطرة على العراق، ويبدو أن مرحلة الوئام والوفاق في محاربة الإرهاب قد انتهت، وان المرحلة القادمة مرشحة لمواجهات سياسية وامنية قد تفضي إلى مقاومة الوجود الأمريكي، ليصار الى اجبارها على المغادرة بالقوة، وهذا لن يتحقق إلا بوقوع خسائر في صفوف الجيش الأمريكي، فالمواجهة باتت حتمية، كون إيران مصرة على موقفها بإخراج القوات الأمريكية من العراق.
خلاصة القول إن المواجهة الايرانية الأمريكية في العراق ستدفع القوى العروبية من السنة والشيعة العرب لطرد الطرفين واخراجهما بالقوة، وان الرهان على تغيير قواعد الاشتباك وتغيير النظام السياسي والأمني لن ينجح إلا بعودة بغداد لعروبتها وان اللعب على أوتار الطائفية وغيرها قد ولى إلى غير رجعة.
المواجهة الايرانية الأمريكية في بدايتها، وبغداد بوابة العروبة والانتصار في إخراج الطرفين، وما بعد سنشهد التحاق دمشق بها، ومن يقول غير ذلك نرد عليه..الأيام بيننا.