على مكتب جلالة الملكة .. هذا ما حدث في معرض بنت بلادي
رصد رائده شلالفه - الشريط الاخباري -
في الوقت الذي تسيد فيه ملف الغارمات الاردنيات المشهد السياسي والاجتماعي الاردني، ووصوله الى ما يُشبه "تدويل" الملف، بعد ان ساهمت دولة الامارات ومنظمات وجهات خارجية ومحلية في تأمين المبالغ للغارمات من نزيلات مراكز الاصلاح والتأهيل في المملكة، لا يلبث البعض ان يسهم بطريقة او باخرى بتغذية هذه الفئة لجهة ازدياد اعدادها، بدفعها للاستدانة سواء من شركات التمويل الصغيرة او من خلال الاشخاص,
تايا مقال للدكتور خليل ابو سويلم تم نشره على وكالة عمون الأخبارية يوضح فيه ما حدث للمشاركات في مهرجان بنت بلادي، وكيف تم استغلالهن ودفعهن الى مازق مالية لا يقوين عليها، هذا بالاضافة الى ما تعرضن له من اساليب لا تبتعد كثيرا عن النصب والاحتيال من خلال وعدهن بتسويق منتجاتهن بعد ان قمن بالاستدانة لتأمين المعروضصات الى جانب ما تكبدن به من نفقات مالية لتأمين رسوم المشاركة بالمهرجان واعداد جناح منتوجاتهن...
وتاليا نص المقال :
وصلتني عدة رسائل من مجموعة من السيدات اللواتي يقمن ببعض الأعمال داخل منازلهن ويكسبن النزر اليسير لمساعدة عوائلهن لتامين الحد الأدنى من متطلبات الحياة وهن بالكاد يحققن ذلك.
ملخص شكوى السيدات أنهن تعرضن للخديعة من قبل الشركة القائمة على تنظيم معرض "بنت بلادي" وتحديدا من قبل مديره المدعو (ب.ب) والذي أقنعهن من خلال التواصل المباشر بان المعرض سيكون برعاية جلالة الملكة وان هناك العديد من الداعمين للمعرض الذين سيقومون بدعم المعرض من خلال شراء منتجاتهن، وهذا الأمر ادخل إلى قلوبهن الفرح والسرور بعدما علمن أن جلالة الملكة سوف تشرف المعرض وتطلع على انجازات نساء منتجات من خلال المنزل ولا يتلقين دعما من أي جهة كانت.
عملت الشركة القائمة على المعرض باستئجار موقع للمعرض في احد فنادق العاصمة، وقامت بتخصيص الأمكنة بكل سيدة مشاركة، وتم الطلب منهن تجهيز أجنحتهن على نفقتهن الخاصة، وهو ما قمن به فعلا، ثم تم الطلب منهن الاحتفاظ داخل الأجنحة بما يكفي من الإنتاج لتسويقه خلال أربعة أيام المعرض، وهذا الأمر رتب عليهن مبالغ كبيرة لا طاقة لهن بها، وبعضهن استدان مبالغ كبيرة بالنسبة لهن لتجهيز الجناح وإمداده بالمنتجات التي تكفي لأربعة أيام على أمل أن يكون هناك بيع من خلال المعرض يقمن من خلاله بسداد ما عليهن من ديون ويحقق لهن بعض المردود المادي من خلال البيع المباشر والفوري وأيضا إيجاد أسواق لمنتجاتهن من خلال التشبيك المباشر مع المؤسسات الراعية ومع رجال الأعمال والمهتمين بدعم المرأة المنتجة.
ما حصل ومن خلال الرسائل التي وصلتني من تلك السيدات، أن جلالة الملكة لم تتمكن من افتتاح المعرض وكلفت وزيرة التنمية الاجتماعية للقيام بتلك المهمة مندوبة عنها وهو ما حصل حيث حضرت معالي الوزيرة وقامت بافتتاح المعرض وتجولت على بعض الأجنحة المختارة لها بعناية فائقة ولم تستغرق زيارتها دقائق معدودة وغادرت بسبب انشغالها بمواعيد مسبقة، ثم حضر السفير السعودي والذي أيضا قام بالتجوال على بعض الأجنحة التي تم اختيارها أيضا بعناية فائقة من مقبل المنظم للمعرض، وفي اليوم الأخير حصل نفس الأمر مع وزيرة السياحة، لدرجة أن بعض المشاركات لم يعلمن فيما إذا تمت تلك الزيارات بسبب التخطيط المسبق للتركيز على أجنحة محددة دون غيرها.
المضحك المبكي، أن إدارة المعرض قامت بتزويد بعض المواقع الالكترونية ببيان يشير إلى آن مبيعات المعرض بلغت 17 ألف دينار، وان أعدادا هائلة من الزوار قد يممت وجهها شطر المعرض، وهو عكس ما حصل فعليا، ويبدوا أن أصحاب المواقع صدقوا ما وصلهم وقاموا بنشره على انه من انجح المعارض التي أقيمت لدعم المرأة الأردنية.
لقد كان المعرض متواضعا جدا حسب ما وصلني من رسائل وتسجيلات، لدرجة أن بعضهن لم يبعن ولو بدينار واحد طيلة أيام المعرض، وغالبيتهم باع بمبالغ متواضعة جدا، وبعضهن باع بمبالغ معدودة لا تتجاوز 200 دينار طيلة أيام المعرض، لا بل إن إحدى المشاركات أجهشت بالبكاء خلال المعرض لعدم قيامها بالبيع ولو بدينار واحد خصوصا وانه ترتب عليها التزامات مادية لا طاقة لها بها، وإحدى المشاركات كادت أن تطلق من زوجها بسبب استدانتها مبلغ 250 دينار لتجهيز المنتجات للمعرض لان الأسرة بحد ذاتها تعتاش على ما تنتجه هذه السيدة يوما بيوم، وبعد انتهاء المعرض عدن المشاركات إلى بيوتهن يجررن ذيول الخيبة والفشل وهن يفكرن بطريقة للخروج من مأزق الديون الذي أوقعهن فيه منظم المعرض، حيث أن خسارة اقل واحدة منهن بلغت 500 دينار.
هنا لا بد أن أشير إلى أن معظم المتضررات اشتكين للمنظم خلال المعرض من سوء الحال، ووعدهن بإيجاد حل للمشكلة التي اعترف بها، إلا انه وبعد انتهاء المعرض تنصل من وعده، وابلغهن عن طرق السكرتيرة حرفيا " نحن لسنا جمعية خيرية".
أما وقد حدث ما حدث وبات لدينا غارمات جدد، وحتى نقطع الطريق على كل من يقوم بمثل تلك الأعمال، فلا بد من الإجابة على العديد من الأسئلة التي لا بد من طرحها من شاكلة، ما هي المعايير التي يسمح بموجبها لشركة تجارية تهدف للربح بتنظيم مثل تلك المعارض؟ ما هي الفائدة التي ستعود على الشركة المنظمة جراء تلك المعارض خصوصا أنها ليست جمعية خيرية كما ورد على لسان المنظم؟ هل كان هناك دعم مادي من الجهات الراعية للمعرض استأثرت به تلك الشركة المنظمة؟ من سيعوض تلك السيدات عن الخسائر التي تكبدنها بسبب المعرض؟ ثم إن الهدف الأساسي والذي تعمل عليه جلالة الملكة باستمرار هو مساعدة النساء وتمكينهن من العمل والمشاركة بالإنتاج لتحمل أعباء الحياة القاسية بدلا من الاتكال على المساعدات والدعم من الجمعيات الخيرية، فكيف يستقيم الوضع وهناك من يحاول توريط النساء بالديون والإثراء على حسابهن من خلال أمور ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
في الجعبة الكثير من خلال الرسائل والتسجيلات التي وصلتني ولكن في الفم ماء، فليس كل ما يعرف يقال، لكن لا بد من الإشارة إلى أن تلك الشركة وذلك المنظم تحديدا سوف يقوم بتكرار المعرض في الأيام القادمة في عروس الشمال اربد، فهل من يضع حدا لذلك؟؟؟
kalilabosaleem@yahoo.com