الملك، المنطقة في القطعة الرمادية
د.حازم قشوع-استعرض جلالة الملك عبدالله الثاني للقناة الفرنسية الجولة الاوروبية التي سيقوم بها جلالته الى كل من باريس وبروكسول وستالسبوغ الحالة السياسية في المنطقة وبين حجم التداخل الذى يربط العقدة الامنية بين عواصم المنطقة ومدى تاثيرها على مناخات السلم الاقليمي والدولي، واكد جلالته ان المنطقة مازالت تعيش حالة من عدم الاستقرار الضمني نتيجة اجواء الشد الاقليمي والتى تقع في المساحة الرمادية للدرجة السياسية نتيجة كثرة التداخلات الاقليمية حيث نتج عنها صعوبة في ميزان التوقعات، فما زال العراق يشهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة عودة داعش الى بناء مربع في وسط العراق مشكلا بذلك امتدادا له في مكان تواجده في سوريا، وهذا سيحمل تدعيات كبيرة على واقع مناخات الامن في بغداد والمنطقة، والذى بدوره بحاجة استدراك من قبل المجتمع الاوروبي والدولي للحيلولة دون تفاقم المشهد. العام ودخول العراق في مرحلة التقسيم المناطقي، لما سيكون لذلك من تاثيرات على واقع الحال في سوريا ولبنان، وهذا ايضا ما يجعل من الحاله العراقية والسورية واللبنانية تقع في المساحة الرمادية في الدرجة السياسية.
ومن جهة اخرى مازالت مناخات العقدة المركزية في المنطقة غير واضحة نتيجة طول فترة الانتخابات الاسرائيلية التى طال امدها وشكل تركيبة الحكومة الاسرائيلية المتوقعة حيث مازالت غير واضحة بالتالي ستصعب عملية الجزم في بوصلة الاتجاهات القادمة فلا يمكن البناء على التصريحات التى يطلقها قادة تل ابيب على اعتبارها تندرج في اطار المناخ الانتخابي، وهذا ما يجعل بوصلة الاتجاهات الاسرائيلية غير معروفة بعد وتقبع في المساحة الرمادية من الدرجة السياسية.
كما واكد جلالة الملك عبدالله الثاني على اهمية اطلاق عملية سلمية تفاوصية في ليبيا تحافظ على وحدة ليبيا والا سيكون المستفيد الوحيد من وراء دخول ليبيا في حرب اهلية مناطقية، هي قوى التطرف والإرهاب حيث تم ترحيل الكثير من العناصر الداعشية من مناطق سورية الى مناطق في ليبيا، وهذا ما يشير ان الحالة في ليبيا بحاجة الى استدراك من قبل جيران ليبيا في الاتحاد الاوربي، وهذا ايضا ما يجعل من ليبيا تقف على المساحة الرمادية وتعيش بين اجواء اللاسلم واللاحرب بين مركباتها المناطقية والحلفاء الاقليميين لكل من مدن مناطق النفوذ، الامر الذي يجعل من ليبيا تعيش اجواء ضبابية على القطعة الرمادية في الدرجة السياسية.
اذن المنطقة تقف على القطعة الرمادية في انتظار الايام القادمة التي يمكن ان تقودها الى الرمادية السوداوية اذا ما اندلعت حالات العنف ويمكن تؤخذ الى الرمادية البيضاء حيث مناخ السلام والامن والاستقرار، وهذا ما سيكون نقطة البحث المعنونة والمبوبة على طاولة اللقاءات في هذه الزيارة الملكية.