ما هو سر الصفحة 31 التي طلب النائب الظهراوي من الرزاز قراءتها ودفعته للمغادرة

بدت عبارة متذاكية قليلا لكنها ضربت على كل الأوتار الحساسة عند رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز.
انفعل الرجل كما لم يحصل من قبل تحت قبة البرلمان واندفع مغادرا في حركة احتجاج نفسية سريعة على ما سمعته أذنه من عضو مجلس النواب غير المحسوب على المعارضة اصلا محمد الظهراوي.
فعلها الظهراوي بخشونة عندما اعتلى منصة الخطابة خلال مناقشات الميزانية المالية وهو يحمل كتاب الأديب والقطب البعثي الراحل الدكتور منيف الرزاز وهو والد رئيس الوزراء الحالي.

باغت الظهراوي رئيس الحكومة بطلب غريب وهو أن يفتح معه الصفحة” 31 "من الكتاب لكي يتلو الجميع موقف الرزاز الأب من العدو الإسرائيلي.
خلافا لكل المألوف، قرر الظهراوي شخصنة المسالة، الأمر الذي أدى لتوتر رئيس الحكومة.
النائب الظهراوي كان يحتج على اتفاقية الغاز الموقعة مع إسرائيل.
لكنه قرر الاحتجاج بطريقة جاذبة جدا للأضواء وانفعالية، فتحدث عن تراث والد رئيس الحكومة وتحدث عن والدته المثقفة المشهورة "لمعة بسيسو” وختم الظهراوي بشقيق الرزاز الأديب والمفكر الراحل "مؤنس الرزاز” .

بدت عبارات قاسية في محاولة لعزل الدكتور عمر الرزاز عن سياق تراثه العائلي في مسالة الصراع مع اسرائيل تحديدا.
والتقطت الكاميرات ومراسلو المواقع الإلكترونية المشهد المتوتر، فقد اضطر الرزاز لمغادرة البرلمان محتقنا ثم عاد بعد 10 دقائق بناء على نصيحة من صديق وحليف بأن لا يترك المايكرفون والصورة للمداخلة القاسية للنائب الظهراوي .
لكن ذلك بطبيعة الحال جزء صغير من مشهد أعمق انفعالي جدا ضد اتفاقية الغاز مع إسرائيل، حيث ينقض النواب الأردنيون على الاتفاقية ويطالبون بإلغائها رغم أن الغاز يضخ في الأنابيب باتجاه الأردن أصلا.
ورغم ان – وهذا الاهم – مجلس النواب الغاضب ضد الاتفاقية بأثر رجعي سبق ان اقر ولثلاث سنوات تلك النفقات المالية التي وردت في ميزانيات سابقة حتى يقام انبوب الغاز بالأراضي الأردنية.
ذاكرة النواب قصيرة واستعراضهم المتأخر ضد اتفاقية الغاز لن يحدث فارقا حتى مع تدشين حوارات الأحد المقبل بخصوص مشروع قانون جديد لإلغاء اتفاقية وقعتها شركة أردنية وليس الحكومة.
القسوة على حكومة الرزاز خلال مناقشات الميزانية بالجملة والسبب بسيط فالنواب بدورتهم الأخيرة والفرصة متاحة لكل انواع التصعيد المايكروفوني لمخاطبة غرائز الناخبين من اجل ضمان المقعد في الانتخابات اللاحقة.
الظهراوي النائب الوطني يعد واحدا من أبرز ممثلي المكون الفلسطيني في الأردن ولا يدخل بالمزاودات.
لكن النائب وفاء بني مصطفى سجلت المرتبة الثانية في العبارات القاسية وهي تعبر عن أسفها لان مقعد رئيس الوزراء لايزال فارغا في المملكة بعد "وصفي والمصري والخصاونة” وتقصد وصفي التل وطاهر المصري وعون الخصاونة. ( عن "القدس العربي”).