محمد عمار يكتب .. الدبلوماسية القطرية تقود الشرق الاوسط للاستقرار

 محمد عمار 
باتت الدبلوماسية القطرية الحاضر الاكبر بين اقرانها العرب، في حملاتها الدؤبة لرأب الصدع في المنطقة، خصوصا بعد التوتر الكبير الذي اعقب مقتل قاسم سليماني بامر من الرئيس الامريكي ترامب، حيث تخوض الدبلوماسية القطرية سلسلة من الزيارات المكوكية الى اطراف معادلة التوتر، في محاولات لاعادة الامور الى طبيعتها، وتخفيف حدة التوتر، خشية من تصاعد غير محسوب العواقب، قد يجر المنطقة الى حرب قد تكون عالمية، في ظل التوتر الكبير في باقي ارجاء منطقة الشرق الاوسط.
ويشهد العالم باسره للدور المحوري لسمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرجل الثاني في الدبلوماسية القطرية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي استهل جهود بلاده بزيارة الى ايران، واعقبه زيارة الامير تميم الى طهران، وها هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يقوم بزيارة الى العراق، في محاولات مضنية لخفض التوتر بين اطراف المعادلة والعمل سريعا على وضع اطراف معادلة التوتر على طاولة الحوار للانتهاء كليا من مشهد العنف والعنف المضاد.
اذن الدبلوماسية القطرية بات يشار لها بالبنان، حيث اضمحلت الدبلوماسية السعودية والاماراتية جراء ما تعانية الشقيقة السعودية من حربها في اليمن، وتراجع قوتها الدبلوماسية، الى جانب وجودها والامارات في حلف مع الولايات المتحدة الامريكية ضد ايران، فيما ما زالت الامارات تعاني من جراء وجودها في حلف مع حفتر في حربه ضد شرعية السراج في ليبيا، وملفات الفساد في ماليزيا، وما تزال السعودية تعيش في غياهب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وخشيتها من تسريب معلومات اضافية عن كيفية مقتله في قنصلية السعودية في اسطنبول، هذا الى جانب غياب الدور المصري العربي، اثر معاناتها من مشاكلها الداخلية بسبب وفاة المواطن المصري مصطفى قاسم في سجون النظام العسكري السيسي، ومشاكلها الكبيرة مع اثيوبيا بسبب سد النهضة، وعدم وصول اركان نهر النيل (مصر والسودان واثيوبيا) الى اتفاق يقلل من درجة التوتر بين هذه الدول.
المشهد العربي متأزم، وباتت كل دولة تبحث عن ذاتها فوق الركام، والخارطة العربية لا تؤشر الى تقدم سياسي واضع، وجامعة الدول العربية تبقى صامته لسنوات طويلة، تحضر لقمم عربية لا تسمن ولا تغني من جوع، لا بل وتجتمع على قرار شراكة استراتيجية بين ليبيا وتركيا لصد الانقلابي حفتر، عوضا ان تقف الى جانب الشرعية الدولية، ولا تجتمع لمقتل مليون مواطن عربي سوري!!.
وبما ان الامير تميم تولى هذه المهمة لرأب الصدع بين اطراف معادلة التوتر في الخليج العربي، فانه من المتوقع ان يتم الوصول الى صورة توافقية، والعمل على اذابة جليد التصعيد، وتخفيف حدة التوتر واستتباب الامن خصوصا في الخليج العربي ومضيق هرمز.