الملك لقادة أوروبا: السلام في فلسطين أساس الاستقرار العالمي

محمد سلامة - حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله التقى عاهل بلجيكا وأمين عام حلف الناتو ورئيسة الاتحاد الأوروبي وقادة آخرين، وأكد أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يحقق الاستقرار الإقليمي والدولي ويؤشر بوضوح على ضرورة الانخراط الأوروبي بإنهاء حقبة الاكتفاء بالتمويل والوقوف خلف سياسات الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدور الفاعل في تحديد مسارات السلام وبما يحقق الاستقرار الإقليمي وانعكاس ذلك على الاستقرار الأوروبي والعالمي. 
نعم ..جلالة الملك أصاب في رؤيته الاستشرافية بإنهاء أزمات مستعصية عن الحل في منطقة الشرق الأوسط وان أهم الأسباب تتمثل في تحريك ملف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، وان التشابك في جل الساحات العربية ابتداء من بغداد مرورا بدمشق ووصولا إلى طرابلس الغرب مرده التناطح الإقليمي وخاصة بين إيران وتركيا والتدخل الروسي، وان ذلك يعني ببساطة تهميش الدور الأوروبي بعد تراجع واشنطن عن صراعات الإقليم واقتصار دورها على دعم إسرائيل والانحياز لها على حساب القرارات الدولية ومصالح حلفائها الاوروبيين والعرب معا.
نعم ..جلالة الملك يتطلع إلى دور أوروبي فاعل في قضايا الشرق الأوسط، ويرى أنه بإمكانها أن تملأ الفراغ الذي تركته واشنطن في جل ساحات الإقليم لصالح الاستقرار الإقليمي والدولي، ويؤشر بوضوح على انفراد روسيا بالملف السوري وهيمنة إيران على الساحة العراقية واللبنانية واليمنية وان تركيا اختطفت ليبيا من ايدي الجميع وان واشنطن عاجزة عن مجاراة الأحداث وعاجزة عن الحلول فهي تواجه حربا لاخراجها من العراق، ولا مكان لها في سورية أو اليمن أو ليبيا، وبالتالي فإن الدخول الأوروبي اكثر قبولا وان البداية تتمثل في احلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما بعد يمكن المشاركة في حصر مشكلات الإقليم والتمهيد للمشاركة في استقرارها وأمنها وتهيئة الظروف للمساهمة في اعمارها وان أوروبا لديها الإمكانات الأمنية من خلال حلف الناتو وسياسيا من خلال قبول الأطراف الإقليمية بها واقتصاديا من خلال قوتها المالية والتي تعد ثاني أكبر  تكتل اقتصادي بعد الولايات المتحدة الأمريكية. 
نعم ..جلالة الملك أصاب في كلمته لفرانس 24  عندما دعا إلى انخراط أوروبي أكبر في مشاكل وقضايا المنطقة، وان الجميع سيدفع الثمن حال انفراد دول اقليمية كايران وتركيا وروسيا بملفات المنطقة واكتفاء واشنطن بدعم إسرائيل على حساب القرارات الدولية ومصالح حلفائها العرب. 
نعم ..نحن العرب وأوروبا سندفع الثمن غاليا من استقرارنا السياسي والامني طالما بقيت أوروبا في موقف المتفرج تاركة للاطراف الإقليمية اختطاف ساحات الاشتباك مع أمريكا والذريعة دائما استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، فالسلام يبدأ من فلسطين وينتهي باستقرار الشرق الأوسط واوروبا والعالم معا.