سليماني وأدواته في المنطقة ليس لهم علاقة بالقدس ..

بقلم : الكاتب نادر غانم   
" لمْ ينتظر العرب تأبين خامنئي لسليماني باللغة العربيّة حتى يبادروا من جرّاء أنفسهم بالعويل والولولة. ربّما قصد خامنئي باستخدام لغة الضادّ تجييش كافة أدوات الخرمشة وأطراف الزعيق خاصّته حيث نضحّي نحن -حمداً للرب- بالنفس والنفيس "في سبيل الغير". هاجت كتل القوميّين استنكاراً لقضاء "الشهيد" كما يسمونه متناسين أعداد المسفوك بهم في سوريا والعراق بسبب السيّد قاسم وبأمرٍ منه. أمّا المتأسلمون بطبيعتهم لا يكنّون العداء لإيران كون مشروعهم موازياً لخطتها. وإذ نحن في صدد التسميات وإدّعاء مدلولاتها فلنتساءل عن صلة "قائد فيلق القدس" بالقدس. لا إجابة مقنعة حتى الآن! فصل سليماني المسرحيّ قد انتهى وكذلك أسطورته المُعلَّبة في أذهان المساكين. هو تاجر يرسل المال إلى أذرع الإنتحار هنا وهناك. أمّا عن مدى إلمامه بالشأن العسكري فالله أعلم. شكّل استهداف سليماني صدمة لإيران أدّت إلى تخبّط دلّ على تخلّف. هناك احتمال وجود تضارب مصالح داخل نظام الملالي أيضاً. ترامب المنتشي، بطل مسلسل "ذا أبرانتيس" بعث عبر سويسرا رسالة إلى إيران تدعوهم للردّ "بـ شويش". وبالفعل أُطلِقت صواريخ نحو قواعد أمريكيّة في العراق (حديقة إيران الأماميّة) دون أثر – وصلّى الله وبارك. ثم حثّت إيران بتأثيرها المباشر البرلمان العراقي على مناقشة طرد الأمريكان من العراق مُتغابِين عن الغزو الإيراني. أشبال سليماني المُتشيِّعون بدّلوا أرقام هواتفهم النقّالة خوفاً من مصيره المشؤوم – لكنهم على ذات وعد الإنتقام عبر استهداف العراقيّين العُزَّل. لا شكّ بأن الإمتعاض الشعبيّ من دور إيران التخريبيّ وتدخّلها السافر في شؤون المنطقة بدأ يطفو. ما يحدث في لبنان والعراق ليس بالهيّن ولا يخصّ إيران فقط بل هناك رؤية جديدة تتبلور في مجتمعاتنا. ومَنْ كانوا يقلّلون من شأن الإنتفاضة السورية ويحجّمون من زخمها فليملؤوا حدقات العيون بتداعيات الشأن وانعكاسات الهزّة في مرايا الجوار. مشروع إيران التوسّعي رغم نفوذها وبسط سيطرتها قد فشل منذ الآن. من الصعب التصديق بأن الملالي سوف يستغنون عن مكتسباتهم بهذه السهولة إذ سوف يستمر مسلسل العنف بين مدٍّ وجزر فنزف الدماء. لكن الدور الإيراني تمّ "لفظه" من قبل الشارع العربي. هكذا لفظة لا يُرجَّح إصابتها بالتململ – لا بل سيزداد زخمها مع الوقت. لا يزال البعض يساند التدخّل الإيراني تشفّياً، ضلوعاً أو جهلاً. ما لا يراه حاملو راية القوميّة في منطقتنا هو بزوغ طور جديد من القوميّة عربياً، وبأن القوميّة العربيّة وفق نمطها التقليديّ قد وافتها المنيّة -وعلى العكس من شهيد قدسنا- دون صواريخ وبلا قذائف."