مواقف الأردن التاريخية نحو القدس
بقلم : سري القدوة
تتواصل جهود الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية ورسالته الوطنية والقومية والإسلامية الخالدة والثابتة تجاه القدس والمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسحية والتصدى لممارسات الاحتلال الاسرائيلي الهادفة الى تهويد المدينة واقتلاع هويتها وجذورها وتراثها الاسلامي وما تأكيدات جلالة الملك عبد الله امام البرلمان الاوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية ورسالته (الكلمة الوثيقة) الا امتداد للمواقف التاريخية المعبرة عن عمق الترابط والتاريخ الفلسطيني الاردني وأهمية دعم صمود كنائس الأرض المقدسة والحفاظ على مقدساتهم وممتلكاتهم والتمسك بالعهدة العمرية التي أرست قواعد العيش المشترك والسلام وأن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي خالد وستواصل الاردن واجبها التاريخي الممتد منذ عهد الاجداد لحماية ورعاية المقدسات في القدس الشريف .
إن الاحتلال يحاول بشتى الطرق طمس التاريخ الفلسطيني والعربي والمعالم الاسلامية في القدس وإعطاء الصبغة اليهودية للمدينة وتفريغها من سكانها الفلسطينيين لتطبيق قانون القومية اليهودية العنصري وبهذا الخصوص لا نريد للقدس أن تكون مدينة صراع بين الديانات أو أن تكون حكرا على اليهود فالقدس هي قبلة العرب والمسلمين ومهد الديانات السماوية وتحمل رسالة خالدة عبر تاريخها العميق .
إننا نعرب هنا عن تقديرنا لجهود جلالة الملك في الدفاع عن القدس وتعزيز صمود أهلها بوصفه صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها ونؤكد رفض الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل الاحرار في العالم للقرار الأمريكي الغير شرعي والغير قانوني والقاضي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال كونه يعمل ويعيق ويقوض السلام ويتنافى مع التعاليم الاسلامية والمسيحية .
ان الوضع الحالي للقضية الفلسطينية يمر في ظروف صعبة خاصة في ظل السياسات الممنهجة التي تتبعها حكومة الاحتلال من هدم البيوت والاستيلاء على أراضي المواطنين ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والقرارات الدولية التي تعتبر مدينة القدس واقعة تحت الاحتلال وان مواصلة النضال من أجل إنهاء الاحتلال عن مدينة القدس تعد من اولويات القضايا المحورية للنضال الوطني فمدينة القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وهى محور النضال المركزي والحضاري ويجب الحفاظ على عروبتها وطابعها كمدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاث وذلك بدعم صمود أبنائها والتمسك بحقوقهم فيها .
ان المدينة المقدسة تتعرض لأبشع وسائل القمع والتدمير وتتعرض الي مخاطر جسام تزداد خطورة بعد فرض سلسلة من القرارات والإجراءات من قبل الاحتلال بحق سكان المدينة ولا بد من التصدي لكل محاولات التهويد والعزل والاستيلاء على الأراضي وتوسيع البؤر الاستيطانية فيها وهدم المنازل وفرض الضرائب الباهظة بغرض إفراغها من سكانها والتى يرفضها الشعب الفلسطيني والأمة العربية والأحرار في العالم وكل رجال الدين المسلمين والمسحيين بأشد العبارات لأنها تمثل اعتداء على التعريف الرباني للمسجد الأقصى وتتجاهل أي وجود لكنائس القدس وتعد اعتداء ضد كل مسلم وضد كل مسيحي وكل أردني وكل فلسطيني وكل مناهض للاستعمار والاحتلال والعنصرية .
إن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي خالد ولا بد من العمل على المستوى الدولي ووضع استراتيجية شاملة لتكريس دعم القدس وتعزيز صمودها والسعى لتفعيل دور الأمم المتحدة وخاصة منظمة اليونسكو وسائر المحافل الدولية لتأخذ دورها الطبيعي في حماية المدينة المقدسة والمعرضة لتدمير الممنهج من قبل الاحتلال ومحاولات تهويد المدينة المقدسة والمساس بهويتها العربية والإسلامية وتراثها العلمي كونها مصدر إلهام ثقافي وروحي وإشعاع حضاري بمبادئ كرامة الإنسان والعدالة والتسامح .
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com