سياسي: إعلان صفقة القرن قبل الانتخابات مُضر

قال وزير إسرائيلي إن "التوقع بأن تعلن الإدارة الأمريكية عن صفقة القرن قبيل الانتخابات الإسرائيلية في آذار القادم، لن تنقذ بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة مما هو فيه من أزمات شخصية، مع أن هذه الصفقة سوف تشمل بالضرورة تقديم تنازلات إسرائيلية، أيا كانت".
وأضاف يوسي بيلين، وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق، في مقاله على موقع "المونيتور"، أن "موافقة نتنياهو المفترضة على صفقة القرن التي قد تعلن في الأيام القادمة ستظهره ناكثا بوعوده أمام جمهور ناخبيه من اليمين، وسيزيد من قوة اليمين المتطرف على حساب حزب الليكود، ويجعل نتنياهو في مواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفقا لترجمة صحيفة "عربي21".
وأشار إلى أن "خصم نتنياهو، زعيم حزب أزرق أبيض، بيني غانتس، أكد أن الإعلان عن الصفقة قبيل الانتخابات الثالثة والعشرين للكنيست سيكون تدخلا فظا في شأن إسرائيلي داخلي، وصولا إلى وجود اعتقاد بأن الأمر منسق له بين نتنياهو وترامب، ولعل الأخير أعطى صديقه ضوءا أخضر بإعلان ضم غور الأردن، والتجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية".
وأكد بيلين، أحد رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، وشغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات الإسرائيلية، أننا "نتكلم عن أسابيع قليلة قبيل ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، وهنا يمكن الافتراض بأن إعلان الصفقة لن يقدم لنتنياهو الطموح الذي يسعى لتحقيقه، بالحصول على أغلبية برلمانية فشل في تحصيلها في جولتي الانتخابات السابقتين في أبريل وسبتمبر 2019".
وأوضح أن "ترامب سيعرض صفقته، التي لا تشمل إقامة دولة فلسطينية، ولا تقسيما للقدس، ولا إخلاء للمستوطنات في الضفة الغربية، ولا عودة للاجئ فلسطيني واحد، ولا عودة إلى حدود العام 1967، ما يجعل نتنياهو يرى فيها أساسا مقبولا لمفاوضات جدية، أما ترامب فهو ممتن له على هذا التفسير، وفي ظل حالة القطيعة مع السلطة الفلسطينية، فهو يمنح نتنياهو فرصة ضم كل ما يشاء".
وأضاف أن "هذه البنود المتوقعة في صفقة القرن قد تجعل الجمهور اليميني الإسرائيلي يعجب بكلام الساحر نتنياهو، ويسارع إلى صناديق الاقتراع، ومنحه أربع سنوات جديدة في مكتب رئاسة الحكومة، رغم لائحة الاتهام الموجهة ضده، وفضائح الفساد والرشوة والاحتيال، وفي هذه الحالة يمكن لنتنياهو أن يقود معسكر اليمين التي وحّد أحزابه ضمن قائمة واحدة".
واستدرك بالقول إن "هناك شكوكا في الافتراض بأن زعيم العالم الحر سيقوم بذلك، لأن القناعة السائدة أنه في حال أعلن الصفقة في الدقيقة التسعين قبيل أيام قليلة من تصويت الإسرائيليين، فإنها ستشمل تنازلا إسرائيليا عن بعض الأراضي الفلسطينية، وفي هذه الحالة فإن أحزاب اليمين ستهاجم ترامب، لأنه يطلب من إسرائيل تقسيم أراضيها".
وختم بالقول إنه "في هذه الحالة سنشهد تناميا لمعسكر اليمين المتطرف على حساب حزب الليكود، وفي هذه النقطة بالذات سيجد نتنياهو صعوبة في الموافقة على الصفقة، علانية على الأقل، وهو ما يجعله يصل إلى مرحلة لا يريدها، وتتمثل بمواجهة مع ترامب".