إسرائيل حاولت إجهاض البرنامج النووي الأردني
كشف الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية , عن تفاصيل مثيرة عن محاولات إسرائيل لإجهاض مشروع الأردن النووي , وروى ولأول مرة كيف كانت تتم هذه المحاولات.
وقال طوقان، إنا "لدينا وثائق تكشف جهود إسرائيل لإجهاض مشروعنا النووي".
وألمح الى أن تأجيل مشروع توليد الكهرباء من الطاقة النووية بلا أدنى شك يصب في مصلحة تمرير إتفاقية إستيراد الغاز من إسرائيل الذي يكرسنا كدولة مستهلكة للطاقة بدلا من دولة منتجة لها.
وفي رده على سؤال ما إن كان الخيار يعود له بين الطاقة النووية والغاز الإسرائيلي , أكد " سأختار الطاقة النووية بلا أدنى تردد ".
وشرح أن "مشروع الطاقة النووية ليس مجرد اسلوب للتزود بالطاقة بل هو مشروع سينقل الأردن الى أفاق واسعة ويحدث قفزو كبيرة تمكن المملكة من إمتلاك مفاتيح التكنولوجيا في كل مناحي الحياة ".
وقال طوقان في مقابلة على برنامج أجندة الذي يبث على قناة a one t.v أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعارض البرنامج لكنها عراضت تخصيب اليورانيوم وإشترطت أن يتخلى الأردن عن حق التخصيب مقابل الإستمرار بالبرنامج لكن التخصيب هو حق تكفله الإتفاقيات الدولية وهو حق لنا.
وأضاف أن البرنامج النووي الأردني مستمر ويحقق إنجازات كبيرة و لكن ما تم تأجيله الى العقد القادم هو مشروع توليد الكهرباء بواسطة المفاعلات الذرية.
وروى طوقان ولأول مرة تفاصيل ملاحقة إسرائيل للبرنامج النووي الأردني، قائلا إن إسرائيل لا تريد للأردن أن يمتلك التكنولوجيا لتبقى هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتربع في هذا الميدان.
وقال أن إسرائيل لم تكن تعارض فقط إمتلاك الأردن للطاقة النووية لأغراض توليد الكهرباء بل كانت ولا تزال تعارض وبشدة البرنامج كاملا لأنها تعرف مدى النقلة العلمية التي سيحققها الأردن من البرنامج فهي تريد للعالم العربي أن يبقى خارج العصر.
وأردف: لدينا وثائق تكشف عن أن السفير الإسرائيلي السابق في عمان كان بلاحق البرنامج , وأنه ذهب الى السفير الفرنسي وطلب اليه إقناع حكومته بإنهاء علاقتها بالبرنامج النووي الأردني , وكذلك فعل مع السفير الكوري ممارسا كل الضغوط الممكنة لإنهاء أي تعاون مع الأردن في هذا المشروع.
وأوضح أن السفير الصيني أخبره شخصيا خلال زيارة الوفد الأردني الى بكين لبحث التعاون في مجال الطاقة النووية أن السفير الإسرائيلي سعى لإفشال هذه المباحثات طالبا إلغاء فكرة البدء بأي تعاون حتى أنه قال للصينيين عبر سفيرهم أن الأردن بلد فقير ومديون ليس لديه مال لتمويل المشروع ومياهه لا تكفي لتبريد المفاعل فهي بالكاد تغطي حاجته من الشرب.
وقال: لدينا كل المعلومات حول هذه المحاولات وغيرها ونعرف أم إسرائيل مارست ضغوطا كبيرة مع الفرنسيين والكوريين والصينيين ولا شك أن ذات المحاولات جرت مع الروس خلف الستار.
وكشف الدكتور طوقان ولأول مرة عن أن المغفور له الملك الحسين كان قرر البدء في برنامج نووي أردني عام 1992 لأغراض توليد الكهرباء وإمتلاك التكنولوجيا الحديثة لكنه توقف تحت ضغوط دولية بحجة عدم وجود إتفاقية سلام مع إسرائيل.
وأعلن طوقان عن قرب التشغيل التجريبي لمصنع إنتاج اليورانيوم بأيدي وسواعد وخبرات أردنية دون أي مساعدة أجنبية وقال أنه لا تغيير على مواقع المفاعلات الصغيرة التي تم تحديدها في وقت سابق بناء على دراسات علمية.