الـرزاز: الأردن نمـوذج فـي القـدرة عـلـى الصمود الاقتصادي والسياسي
أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ان الأردن شكل على مدى العقود الماضية مثالا ونموذجا في القدرة على الصمود الاقتصادي والسياسي رغم التحديات التي فرضتها الاوضاع الاقليمية المحيطة.
وشدد رئيس الوزراء على ان الاردن عمل على تحسين قدرته المؤسسية واتخاذ الاجراءات التي مكنته من التعامل مع التحديات المختلفة وتعزيز صموده الاقتصادي والسياسي والسير في الاتجاه الصحيح رغم كل التحديات.
جاء حديث رئيس الوزراء هذا خلال مشاركته في جلسة خاصة حول الآفاق الجيوسياسية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد حاليا في دافوس والتي ادارها رئيس المنتدى بورج براندي وبمشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو ووزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي وعضو الكونجرس الاميركي السابقة، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمركز وودرو ولسن الدولي.
وقال الرزاز، نعاني من بطالة مرتفعة وهناك شباب يبحثون عن فرص للعمل ولهم احتياجات نعمل على تلبيتها، معربا عن اعتزاز الاردن وفخره بأن التعبير عن هذه الحاجات تم بالطرق السلمية ودون إراقة قطرة دماء واحدة خلال التعبير عن هذه المطالب. واكد رئيس الوزراء التعامل الانساني مع ازمة اللجوء السوري في الاردن، لافتا إلى انه لم تقع اي جريمة كراهية واحدة ضد اللاجئين السوريين ونحن فخورون بذلك «ولكن في نفس الوقت لدينا تحديات كبيرة، أولها ان ما نسبته 20 بالمئة من السكان هم لاجئون كما ان الاردن محاط بحدود مغلقة». ولفت إلى ان مجموع ما يتحمله الاردن من اعباء وكلف استضافة اللاجئين السوريين يصل إلى 4ر2 مليار دولار سنويا في وقت يتلقى الاردن مساعدات من الدول والجهات المانحة تغطي فقط ما نسبته 42 بالمئة من الكلف التي يتحملها، مضيفا ان ازمة اللجوء مستمرة وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه تبعات هذه الأزمة على الدول المضيفة.
وشدد الرزاز على انه ورغم التحديات والصعوبات استطاع الاردن ان يتقدم بعدة مؤشرات في حجم الصادرات الوطنية الذي زاد بواقع 9 بالمئة، مثلما ارتفعت مؤشرات السياحة بواقع 10 بالمئة خلال عام 2019، كما تقدم الاردن 29 مرتبة في تقرير ممارسة الاعمال، وهناك قفزة نوعية في المؤشرات الاقتصادية وتقدم في مؤشرات التعليم وتكنولوجيا المعلومات وزيادة نوعية في التعليم الرقمي والابداع، لافتا إلى النتائج المتميزة التي حققها الطلبة الاردنيون في امتحان بيزا العالمي في مجالات الرياضيات والعلوم والقراءة.
وأشار رئيس الوزراء إلى ان 27 من بين 100 شركة ناشئة في منطقة الشرق الاوسط هي شركات اردنية، بحسب التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في منطقة البحر الميت العام الماضي رغم ان الاردن يشكل نحو 3 بالمئة فقط من عدد سكان المنطقة.
واشار إلى أن متوسط الأعمار في العالم العربي يبلغ 35 عاما ما يعني وجود نسبة كبيرة من الشباب ولكن هناك ايضا نسبة كبيرة من البطالة، مؤكدا اهمية اشراك الشباب والاستماع لهم وان يكون لديهم دور اقتصادي واجتماعي. وقال: إن «ما حدث على المستوى العالمي لم يصب في مصلحة السلام والازدهار في منطقة الشرق الاوسط ولم يؤد إلى إسهام المنطقة بشكل إيجابي في العالم»، مؤكدا ان علينا ان نستقي العبر مما حدث خلال الفترة الماضية وأن نستفيد منها لجعل العقد الحالي عقدا يعزز من امكانيات الاستقرار في المنطقة.
ولفت رئيس الوزراء إلى ان العالم تجاهل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفكر بحروب ثانوية على حساب هذا الصراع، محذرا من ان عدم الاستجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني فإننا جميعا نخسر معركة رئيسة ونترك المجال ونوفر الادوات للحركات والجماعات المتطرفة لرفع الشعارات المطالبة بدور لها. وفيما يتعلق بموضوع الحرب على الإرهاب، اكد رئيس الوزراء ان هزيمة تنظيم داعش لا تعني القضاء على الإرهاب، مضيفا «ان الفوز في معركة واحدة لا تعني الفوز في الحرب على الإرهاب، وعلينا ان ندرك هذا تماما حتى لا تكون هناك نسخ جديدة من داعش».
واضاف، علينا توخي الحذر ايضا من التدخلات الاقليمية والعالمية في المنطقة وإدراك ان موجات اللجوء يمكن ان تساهم في تقويض سيادة الدول ويكون لها تداعيات سلبية كبيرة، مضيفا، «عندما لا يتم احترام سيادة الدول وحدودها وعندما يتم دعم جهة على حساب اخرى تبرز المشاكل والتحديات».
من جهته اكد وزير الخارجية التركي الذي يشارك في المنتدى لأول مرة، ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا زال قائما نتيجة لاستمرار احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ولفت إلى أن «الازمة السورية لها تداعيات على منطقتنا والعالم»، مشيرا إلى ان نحو 9 ملايين سوري تعرضوا للجوء أو النزوح نتيجة الازمة التي مضى عليها 9 اعوام.
وقال:
إن تركيا تبذل قصارى جهدها لتكون هناك هدنة دائمة في ليبيا وتسريع المسار السياسي وصولا إلى ادارة انتقالية شاملة وحل سياسي متكامل لافتا إلى ان الجنود الاتراك في ليبيا متواجدون لغايات التدريب وليس لمهمات قتالية. بدورها، اكدت عضو الكونجرس الاميركي السابقة/ الرئيسة والمديرة التنفيذية لمركز وودرو ولسن الدولي ان الاردن دولة فريدة من نوعها في منطقة الشرق الاوسط وان نحو 20 بالمئة من سكانها من اللاجئين الذين يعيش جزء منهم في مخيمات يوفر لهم الاردن العيش اللائق. وشددت على اهمية توفير فرص عمل للشباب في منطقة الشرق الاوسط «وبدون ذلك لن يكون هناك امن او استقرار وعلينا في هذا المنتدى التركيز على هذا الامر».
من جهته، اشار وزير الشؤون الخارجية العماني إلى اهمية منطقة الشرق الاوسط للعالم بأجمعه والذي يتوجب عليه الدفع باتجاه ايجاد حلول للازمات التي تواجهه، محذرا من ان الاطراف المعنية لا تريد حل الازمات وانما ادارتها فقط وبشكل يحمي مصالحها.
ولفت إلى انه لم يتم تحقيق انجازات او مزايا على مدى السبعين عاما الماضية وبشكل خاص للقضية الفلسطينية، مؤكدا ان المنتدى الاقتصادي العالمي يجب ان يأخذ بالاعتبار الحاجة للتفكير بهذه المشاكل وحلها وليس مجرد طرحها. وكان رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، اشار إلى الاوضاع غير المستقرة التي تشهدها دول في منطقة الشرق الاوسط مثل اليمن وسوريا وليبيا متسائلا عن امكانية نزع فتيل التوتر من المنطقة، ومؤكدا ان المنطقة مليئة بالفرص ولكن ايضا هناك حالة عدم يقين نتيجة عدم الاستقرار.