البروفسور سير مجدي يعقوب في عمّان

عوني الداوود — لأول مرّة في حياته يزور البروفسور سير مجدي يعقوب أبرز استشاريي ورواد جراحة القلب والصدر في العالم الاردن، وهو الآن في سن الـ( 85) عامًا، وبدعوة من (مستشفى - مركز العبدلي الطبي) مشاركًا في أمسية طبية، بحضور قامات طبية وأكاديمية أردنية وعربية عالمية، يفخر بها الاردن والعالم، للحديث عن مسيرته في طب وجراحة القلب والشرايين ونظرته المستقبلية. 
 هذا حدث لا أنظر اليه على أنه مجرد زيارة لأشهر (طبيب قلب في العالم) الى الاردن، بل لأكثر من ذلك، وبما يشعرنا بالفخر لما وصل اليه الطب في الاردن من مستويات تجعلنا نفخر بها، سواء على صعيد الاستثمار في المستشفيات الخاصة، الأكثر قدرة على استقطاب أشهر الاختصاصيين، أو على صعيد الإنجازات الطبية في صروح الطب الأكاديمية والعسكرية، وصولاً لما تلعبه تلك المستشفيات من دور في الاستثمارات والسياحة العلاجية ودورها في زيادة معدلات النمو وتنشيط الاقتصاد.. دون إغفال قائمة الإنجازات الطبية المتواصلة في المملكة عمومًا. 
هذه مقدمة أود الدخول من خلالها الى موضوع موافقة الحكومة الأخيرة وتوجيهها باتخاذ الإجراءات اللازمة لترخيص ثلاث جامعات طبية خاصة، من الناحية الاستثمارية بالدرجة الأولى، بعيدًا عن كل ما رافق هذا القرار من تساؤلات ربطت الموضوع بمدى حاجة السوق لمثل هذه الجامعات، مرورًا بموضوع الأعداد المتزايدة من الأطباء الباحثين عن العمل، وليس انتهاء بمنافسة مثل هذه الجامعات الخاصة لكليات الطب في الجامعات الحكومية. 
 من الناحية الاستثمارية فإنني أفترض وجود دراسة وافية لهذا الجانب وباقي الجوانب الأخرى الأكاديمية والفنية وغيرها، خاصة وأن الموضوع دخل مراحل الدراسات الجادة منذ العام 2017 وليس وليد اللحظة، كما أن هناك شروطًا وضعت من أجل ضمان الجانب الاستثماري في هذه المشاريع ومنها - على سبيل المثال - أن يكون 60 % من المقبولين فيها من الطلبة العرب والأجانب وبما لا يقل عن 360 طالبًا سنويًا، وبحسب توقعات وزير التعليم العالي فمن الممكن أن يصل حجم الاستثمار في هذه الجامعات الثلاث الى نحو ( 300) مليون دينار، وهي بالتأكيد ستخلق فرص عمل مهمة وستشكّل قفزة نوعية أكاديمية في مجال التعليم الطبي في المنطقة. 
الأردن ورغم المنافسة الكبيرة في المنطقة التي زادت فيها الجامعات الخاصة - حتى باتت أعداد الطلبة الموفدين إلينا تقل عن السابق - إلا أنها تستطيع المنافسة بمجالات تعليم متخصصة وفي مقدمتها الطب؛ لما عرف عن الأردن من توافر كفاءات يشهد لها القاصي والداني، بمجالات الكفاءات والصروح الطبية بالجامعات الحكومية (الأردنية والتكنولوجيا) والمستشفيات (المدينة الطبية ومعظم المستشفيات الخاصة) التي استطاعت خلال السنوات الماضية أن تستقطب المرضى من مختلف دول المنطقة، إلا أننا الآن أصبحنا بحاجة أكثر لتخصصات أكثر، وتحديدًا في مجالات (التخصصات الطبية المساندة) والتي يمكن من خلالها للأردن أن يستعيد مكانته في «السياحة الطبية - أو العلاجية» على صعيد المنطقة والعالم. 
الأردن يمتلك كفاءات وقامات طبية - كنت سعيدًا بالتعرف الى بعض تلك القامات الوطنية في وجود قامة طبية عالمية بحجم البروفسور السير مجدي يعقوب، وكنت أكثر سعادة وأنا أكتشف بأن منهم من يتمتع بتخصصات نادرة جدًا على مستوى العالم. نحن في الأردن نمتلك كل مقومات النجاح في المجال الطبي (بشريًا وأكاديميًا وعلميًا ولوجستيًا وسياحيًا).. يبقى فقط أن نستثمر كل عناصر النجاح للنهوض بالاقتصاد الوطني.