مشروع يوفر 4500 فرصة عمل للاجئين بالزعتري
تنفذ مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق مشروع (كسب العيش) المؤقت، لتوفير مجال عمل ينضوي تحت مظلته حاليا 4 آلاف و 500 شخصا في المخيم مقابل أجور مالية رمزية، وبما يمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة اليومية وتأمين متطلبات تحتاج إلى دعم مالي.
ويجد اللاجئ محمد الزعبي، الذي يعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالمفرق ويعيل أسرة مكونة من 6 أفراد، أن شموله ببرنامج كسب العيش من خلال حصوله على عمل ( حارس مدرسة) في المخيم، يعد تطويرا إيجابيا مضافا لدخله، وفقا لما نقلته يومية الغد.
ونوه أن مشروع كسب العيش مقابل الأجر يساعد اللاجئين في المخيم لتحسين أوضاعهم المعيشية، خصوصا وأن قاطني المخيم يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية النقدية الشهرية التي تقدم من خلال برنامج الأغذية العالمي وفق برامج تقوم على أسس مختلفة لتمكين العائلات السورية في المخيم من توفير متطلبات حياتهم اليومية.
وأشار الزعبي إلى أن حصوله على عمل مقابل الأجر ضمن مشروع كسب العيش، يخضع لآلية تعتمد على العمل المؤقت وبما يتيح الفرصة أمام أشخاص آخرين لإكمال العمل لضمان عدالة توزيع وقت العمل بين الجميع، منوها انه يعمل حاليا بوظيفة حارس مدرسة وفقا لأسس المشروع لمدة 6 أشهر، فيما يتم تكليف غيره بعد انقضاء المدة المحددة، لحين تمكنه من العودة مجددا للعمل بعد دوران المشروع بين فئات مختلفة.
وبين انه يعمل لمدة 6 ساعات في اليوم مقابل الحصول على أجرة تبلغ دينارا واحدا لكل ساعة، موضحا أن هذا العمل يفسح له المجال لتحقيق بعض الرغبات والمتطلبات التي يطمح الشخص بتوفيرها بحسب الاحتياجات الشخصية، ولم يكن بالإمكان توفيرها ضمن برنامج المساعدات.
وينتظر الخمسيني، خليل الإبراهيم، الذي يعيش في مخيم الزعتري ويعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، فرصة التحاقه بالمشروع لتحسين مستوى معيشته، لافتا إلى أن المساعدات النقدية المباشرة التي يحصل عليها جيدة وتساعده إلى حد ما لتحقيق مقتضيات الحياة، غير أن الالتحاق بعمل آخر، وإن كان مؤقتا وبأجر رمزي يلعب دورا مهما في تحسين مستوى العيش.
ولفت الإبراهيم، إلى أن العمل في المجالات التي يوفرها مشروع كسب العيش، يعد فرصة ملائمة أمام قاطني المخيم ممن يستفيدون من هذا المشروع لكونه يوفر لهم دخول مالية مضافة إلى دعمهم من خلال برنامج المساعدات، مشيرا إلى أن الوظائف ضمن المشروع محدودة ولا تتوفر دائما، ما يدفع بالجهات القائمة عليه إلى تدوير أيام العمل من وقت لآخر بين المتقدمين.
ويرى أحمد منصور القسيم، الذي يقطن مخيم الزعتري في المفرق، أن إيجاد مشروع كسب العيش، الذي يوفر برامج عمل ضمن أوقات محددة وفي مجالات تشمل غالبا الحراسة لمكاتب المنظمات والمدارس ونظافة الطرق في المخيم، منوها انه لن يتوانى عن العمل بهذا المشروع، غير أن عمره الذي تجاوز الـ 70 عاما يقف حائلا في طريق عمله.
وقال منوخ المتعب، الذي يعمل حارسا لإحدى المدارس المنتشرة في مخيم الزعتري لمدة 6 ساعات يوميا ولفترة محدودة تصل إلى 6 أشهر لقاء دينار واحد مقابل ساعة العمل، أن برنامج كسب العيش يساعد في تحسين أوضاع أسرته وتوفير دخل مالي يساهم بتأمين احتياجات أسرية إضافية، لافتا إلى أنه وبعد إكمال مدة الـ 6 أشهر يبدأ تكليف أشخاص آخرين وينتظر هو عودته مجددا بحال توفرت فرصة جديدة.
من جهته، قال مسؤول العلاقات الخارجية وضابط ارتباط المفوضية في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، محمد الطاهر، أن مفوضية اللاجئين وبالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المخيم تنظم مشروع كسب العيش نظرا للأعمال المؤقتة التي تتوفر أحيانا في مرافق المخيم المختلفة مقابل الأجر.
ولفت إلى أن البرنامج يستفيد منه الآن قرابة 4 آلاف و 500 شخص، حيث يتم تكليف اللاجئين الراغبين بالعمل ضمن المشروع وبحسب طلبات التسجيل التي يقدمها الراغب بالالتحاق بالبرنامج لتحقيق العمل المطلوب.
وأشار الطاهر إلى أن الأجرة تختلف من عمل لآخر وفق أسس محددة، حيث أن الأجرة للوظائف غير المدربة تبلغ دينارا واحدا عن كل ساعة، فيما تبلغ 1.5 دينار عن الساعة للوظائف شبه المدربة، و 2.5 دينار لكل ساعة للوظائف التي يعمل فيها فني ومهني.
ونوه أنه ولعدم وجود أعمال كافية وبشكل دائم، تلجأ المفوضية على تدوير العمل لأوقات محددة بين اللاجئين الراغبين المتقدمين بطلبات الالتحاق بالبرنامج، خصوصا وأن العمل المتوفر مؤقت، وبالتالي يتطلب ضمان عدالة توزيع أوقات البرنامج وتعميم الفائدة المرجوة منه بين الجميع.
ويعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق قرابة 78 ألف لاجئ يتوزعون على 12 قاطعا وضمن 26 ألف كرفان.