الملك: مصلحة المواطن أولوية

واصل جلالة الملك عبدالله الثاني، امس الاثنين، جولته في مناطق الجنوب، والتي بدأت في يومها الثاني من منطقة معان التنموية، حيث اجتمع جلالته مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة تطوير معان التنموية، وممثلين عن المجتمع المحلي في معان.
وأكد جلالة الملك، خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، ضرورة مشاركة أهل معان في إعداد خطة لتطوير المحافظة، بالتنسيق مع الحكومة، على أن تنفذ وفق إطار زمني واضح، وأدوات قياس للأداء.
وأكد جلالة الملك أن مصلحة المواطن أولوية.
وقال «أنا لما بحكي استثمارات، بدي المواطن يستفيد».
وتابع جلالته «الوقت مهم جدا، لأننا لا نريد بعد سنة، سنتين نتحدث بنفس المشاكل».
وقال جلالة الملك «رح نمر عليكم بشهر 2 وبشهر 3، كل ما نقعد معكم بنشوف إلى أين وصلنا وكيف نطور الأفكار»، مشددا جلالته على أهمية العمل بتشاركية بين الجميع.
وشدد جلالة الملك على ضرورة التخفيف عن الأهل في معان، لافتا جلالته إلى أهمية جذب المزيد من الاستثمارات للمنطقة.
وأشار جلالته إلى أن الجميع يدرك حجم تحدي الفقر والبطالة، وهدفنا تحسين الأوضاع، وإبراز صورة معان للمستثمرين الأجانب، بالتعاون بين الجميع.
وشدد جلالة الملك على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لوضع الحلول لمشاكل المنطقة، مشيرا جلالته إلى ضرورة إعداد دراسة بهذا الخصوص.
وقال جلالة الملك إنه وبالنسبة للصناعات، فلا بد من أن نحدد ما تتميز به معان، وهذا مهم جدا، مضيفا جلالته أنه لا نريد أن نعود بعد عشر سنوات ولم يتحقق سوى 20 بالمئة.
وأكد جلالة الملك أهمية تطوير منظومة النقل في الجنوب، ويجب وضع خطة بهذا الخصوص.
وتعد زيارة جلالة الملك لمنطقة معان التنموية، مقدمة لسلسلة زيارات سيقوم بها جلالته، للالتقاء مع ممثلين عن محافظة معان بهدف إيجاد حلول للعقبات والمشاكل التي تواجههم.
وخلال الاجتماع، لفت رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز إلى أنه قابل خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قبل أيام مستثمرين، وأبدوا اهتماما بالاستثمار في واحة الحجاج من خلال إقامة (استثمارات) على الخطوط الرئيسية لتقديم خدمات للمسافرين.
وقال الدكتور الرزاز «نحن ندرك أن شركات الطاقة لا تستحدث فرص عمل أو وظائف كثيرة، ولكننا طلبنا من هذه الشركات تأسيس صندوق للمسؤولية الاجتماعية»، لافتا إلى أنه سيتم عقد لقاء خلال أقل من شهر، للتأكد من أن الصندوق يقوم بدوره في دعم البلدية والتنمية المجتمعية في المحافظة.
وقدم الرئيس التنفيذي لشركة تطوير معان المهندس حسين كريشان إيجازاً، لفت فيه إلى أن منطقة الروضة الصناعية تضم 26 استثماراً بقيمة إجمالية تبلغ 70 مليون دينار، و9 استثمارات في مراحل التجهيز بقيمة 6 ملايين دينار، و3 استثمارات متوقفة عن العمل نجحت الشركة في معالجة التحديات التي تواجه إحداها، فيما تعمل على حل مشكلتي الاستثمارين الآخرين.
وحسب كريشان، فإن الاستثمارات الصناعية في منطقة الروضة الصناعية، تشمل مصانع في مجال الجلود، والأحذية والأسمدة والمبيدات الزراعية، والصناعات الكهربائية والصناعات البلاستيكية، وفرت 230 فرصة عمل لأردنيين.
وفيما يتعلق بالمجتمع السكني لمنطقة معان التنموية، لفت إلى أنه تم بناء سكن طالبات مكون من مبنيين بمساحة إجمالية تقدر بنحو 33 ألف متر مربع يهدف إلى مساعدة الجامعة على استقطاب مزيد من الطلبة للدراسة فيها، ووفر 50 فرصة عمل لأردنيين.
وعن واحة الحجاج، قال كريشان: إنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من الواحة بكلفة بلغت نحو 4 ملايين دينار، وبدأت بتقديم خدماتها للحجاج والمعتمرين منذ عام 2016، ووفرت حتى الآن 17 فرصة عمل لأبناء المجتمع المحلي، لافتا إلى أنه تم توقيع اتفاقية مع شركة جت لاعتماد الواحه كنقطة توقف حصرية لرحلاتها المنتظمة إلى العقبة، وبما يحقق تشغيل للواحة على مدار العام.
وفيما يتعلق بالمجمعات الشمسية، بين أنه تم إنجاز جميع مشاريع المجمع الشمسي الأول وعددها 9 باستطاعة توليدية بلغت 165 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، بحجم استثمار متحقق يبلغ 500 مليون دولار، مثلما تم إنجاز البنية التحتية للمجمع الشمسي الثاني بكلفة وصلت إلى 6ر1 مليون دينار، إذ وفرت هذه المشاريع 189 فرصة عمل لأردنيين.
ولفت رئيس هيئة الاستثمار الدكتور خالد الوزني إلى التوجهات التي تنتهجها هيئة الاستثمار بالتعاون مع منطقة معان التنموية حول الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة والتسهيلات التي تقدمها للمستثمر، إضافة إلى التنسيق المشترك بين المنطقة والهيئة في جذب الاستثمارات وتقديم التسهيلات والتبسيط على المستثمرين الحاليين في المنطقة.
وبين أنه تم وضع جميع الفرص الاستثمارية في منطقة معان التنموية على التطبيق الذكي للهيئة والخارطة الاستثمارية لها، بهدف الترويج إلى تلك الفرص في المنطقة العربية وحول العالم، مشيرا إلى أن مجموع الاستثمارات المتوقعة في تلك الفرص يتجاوز 350 مليون دولار.
ورحب النائب خالد الفناطسة بزيارة جلالة الملك إلى معان التي تحظى باهتمام ورعاية ملكية، للنهوض بواقع المحافظة وإيجاد بيئة استثمارية قادرة على استقطاب رؤوس الأموال، وجعلها وجهة استثمارية مميزة.
ودعا إلى الارتقاء بواقع خدمات الرعاية الصحية في المحافظة، ومعالجة نقص بعض الاختصاصات الطبية، وإيجاد فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة، وإعادة تأهيل طريق الشيدية، وبناء مدرستين في منطقتي طريق أذرح وسطح معان، والبدء بمشروع الميناء البري.
وأعرب النائب عبدالله القرامسة باسم أبناء محافظة معان عن ترحيبه بالزيارة الملكية للمحافظة، مثمناً حرص جلالة الملك على التواصل مع أبناء شعبه في مختلف مناطق المملكة.
وتحدث عن أهمية التشغيل والتدريب لأبناء وبنات المحافظة، بما ينعكس إيجاباً على تأهيلهم للدخول في سوق العمل، مؤكدا ضرورة الإسراع في تنفيذ إنشاء كلية طبية في المحافظة.
وأشار رئيس مجلس محافظة معان عبدالكريم الجازي خلال كلمته إلى ارتفاع معدلات البطالة بين شباب المحافظة، الأمر الذي يستدعي التركيز على تدريب الشباب لغايات تشغيلهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل.
ودعا إلى معالجة ضعف شبكة النقل الواصلة لبعض الوحدات الإدارية البعيدة نسبياً عن مركز المحافظة، والتي تحول دون استفادة أبناء هذه المناطق من الفرص والوظائف المتاحة، مشيراً إلى أن تخفيض موازنات مجالس المحافظات يؤثر سلباً على أدائها العام.
وبين الجازي أننا في معان نتطلع إلى مشروع الميناء البري الذي يسهم في توفير فرص العمل، إلى جانب المباشرة في مشروع الربط السككي بين معان والعقبة، مطالباً في الوقت ذاته بتخفيض كلف الطاقة على المستثمرين.
وقال رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور أكرم كريشان، إن شركات الطاقة المتواجدة في معان لم تسهم في توفير فرص العمل لأبناء المحافظة بشكل كاف، كما أن أدوارها في إطار المسؤولية الاجتماعية محدودة.
وأشار إلى ضعف موارد البلدية وحاجتها للدعم، لافتاً إلى أهمية إنشاء مدارس جديدة في التجمعات السكانية بالمحافظة، إلى جانب مدرسة الثقافة العسكرية التي يجري العمل على تنفيذها حالياً.
وبين كريشان أن بلدية معان تسعى للاعتماد على الطاقة البديلة للتخفيف من كلف الطاقة، داعياً إلى تذليل التحديات التي تحول دون الاستفادة من الطاقة البديلة.
وقال رئيس جامعة الحسين بن طلال، الدكتور نجيب أبو كركي، إن الجامعة تعد أكبر مشروع تنموي في محافظة معان، ولديها شراكات مع شركة تطوير معان من خلال توفير مساكن للطلبة.
وأشار إلى الموقع المتقدم الذي تتمتع به جامعة الحسين بن طلال في دراسات «الاستشعار عن بعد»، ما وضع المملكة في مركز الصدارة بالشرق الأوسط باستخدامات هذه التقنيات، وذلك بحسب بحث شامل أجري في الولايات المتحدة الأميركية ويقارن بين 83 دراسة.
وحضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومحافظ معان.