الملك: كلا
د.حازم قشوع — لا تستحق مظاهر صفقة القرن ومناخاتها الاعلامية ورؤيتها الصادرة عن البيت الابيص اكثر من كلمة واحدة مكونة من ثلاثة حروف (كلا) ونقطة اول السطر، كلا وهي دلالة على ان الرؤية برمتها مرفوضة شكلا وغير قابلة للنظر موضوعا، فالموضوع سبق ان طرح من ابواب عدة كان اخرها في البحرين وكان الموقف الاردني واضحا وحازما حيالها ولولا احترام الاردن لمملكة البحرين لما ذهبنا اصلا وان كانت مشاركتنا في حينها كانت ظل سراب.
كلا الملكية، نابعة من قناعة مبدئية ومنطلقة من الثوابت الثلاثة في كلا الزرقاء ووفق معادلة موضوعية كان قد بينها جلالة الملك في ستراسبورغ امام البرلمان الاوروبي، عندما خاطب جلالته العالم من البرلمان الأوروبي ضمن جمل سياسية بمضمون مقاربة علمية حملت عنوان (ماذا لو ) وشكلت في طياتها صورة الموقف السياسي الذى يقف عليه الاردن والرؤية السياسية العميقة التي بينها جلالة الملك نيابة عن عمق الدولة العالمي لكيفية الحل والياته، الحل المؤيد بقرارات الشرعية الدولية والمواثيق الاممية هذا اضافة للاتفاقات البينية الموقعة، فان مسالة القرارات الاحادية لن تشكل معادلة يمكن البناء عليها، هذا لان معادلة الحل بحاجة الى طرفي النزاع وليس الى طرف واحد، كما ان العمل وفق سياسية الرضوخ للامر الواقع والقبول بالقرارات الاحادية لن تحدث مشروعية قبول كما لن يقبلها العالم لكونها غير مؤطرة بمصوغات قانونية صادرة عن بيت القرار الاممي.
الملك عبدالله الثاني صاحب الولاية المقدسية وحامي قانونية الارض المحتلة ضمن المعادلة القانونية الاممية يحمل مشروعا يستند للقانون الدولي للحل في عقدة النزاع المركزي للمنطقة، اراد ان يرسل رسالة واضحة عبر عنها في مفردة كلا من العقبة حيث يعكف على متابعة البرنامج التنموي الذى يقوده جلالة الملك من اجل بعث حالة تنموية في جنوب البلاد وهو بذلك انما يرسل اخرى مفادها يقول ليس هكذا تورد الابل، وما هو مطروح من قبل البيت الابيض من رؤية غير قابلة للتطبيق على ارض الواقع، فان الرؤية المطروحة ليست لها ارض تنبتها ومناخ يحفظ ديموميتها على ارض الواقع وتجعل من ما هو مطروح مقبول بواقعية.
ولان رؤية الصفقة للحل لا تحوي اليات عمل يمكن تطبيقها حيز الواقع بينما تقوم وفق نظريات تجارية صرفة وليست سياسية جادة، كان من المفترض ان تكون جاءت وفق رؤية طيباوية بسطية وليست استراتيجية عميقة فهي لا تفي باحتياجات العقدة المركزية التي تحوي الكثير من القضايا العقائدية والحقوقية والسياسية حيث تدخل في مناخاتها اطراف داخلة اقليمية ومتداخلة اممية اضافة الى الاطراف المتشابكة، لذا فان مسالة حل عقدة النزاع في المنطقة بحاجة للتعاطي الاستراتيجي وليس للدفع بالحل الاني المستند الى حسابات تقدير الحالة الميدانية، فان مهد الحضارات الانسانية تختلف تقديراتها و تتمايز حسابات التعاطي معها عن المناطق الاخرى في العالم، انها منطقة مركز الحضارات الانسانية لذا فان حل العقدة المركزية فيها لا يجب التعاطي معها وفق قواعد المجاملة السياسية، فما هو مطروح امر مرفوض.
هنا في الارض الام، يتم التعامل وفق حساب الاصول التاريخية ومقتضيات حالة بؤرة الصراع العالمي، فان واقع الحل هنا لا يشترى بمال او يباع وفق حسابات المراكز الانتخابية، انها القدس ايها السادة مركز الحضارات الانسانية وعنوان الاديان السماوية اول البداية ونقطة النهاية، هل علمتم لماذا تم استخدام مفردة كلا!.