السنيد يكتب : فلسطين يا وجع العروبة والاسلام ..


كتب النائب السابق علي السنيد: 
تبا لك ياهذا القادم من صالات القمار، ومن زوايا الحانات، والملاهي الليلية، وانت المعبر الاصيل عن شرور الصهيونية. فبأي قيمة تاريخية او مكانة في الحياة يا هذا اللص المارق في التاريخ تلامس وجه فلسطين. 
يا رمز العهر والفجور الدولي فكيف لك ان تدرك يا قمة الانحطاط ان هذه فلسطين موروث الشهادة، وموئل الشهداء، وتركة الانبياء. 
تتجاوز الحقيقة والتاريخ، ولا تملك مذاقا لطعم الارض والكرامة الوطنية. 
وكيف لك ان تدرك ان فلسطين تحمل وجع الأرض ، وعذابات الإنسان الفلسطيني. 
ان ليلها حلم عربي انفلت من فم الموت من نسج الخيال ، وان اشلاءها المبعثرة رسول انبعث ضد الظلام. 

كأنك يا فلسطين جئت من عند الموت تطرقين على وقع الآذان ، وأجراس الكنائس أبواب الحياة. 
ففلسطين محبة على اتساع الارض، وهي معطرة، تزدحم بالعاشقين صرعى الوطن ، والأرواح من حولها انجم فجر يغذ الخطى نحو غد أبيض ، عندما تولد الحياة من بوابة الموت ، ومن احلام الاطفال ، و تناثر امانيهم تحت الانقاض. 

قد كان قرن احتلال لن ينسى ، ولن يمر من عمر الزمان ، ففي الدماء العربية تعمد الحرية ، والارواح فراشات في سماء الوطن الفلسطيني. 

وكان الموت حاضراً في الحياة الفلسطينية، وارتفع منسوب الدم على شرف الشهادة ، والارض حانية تحتضن الشهداء ، وتكفكف انين الجرحى. 
كان الموت مرعوباً من هول ما رأى ، والحلم الفلسطيني يتدفق مع شلال الدم الطاهر. 
وفلسطين تظل صرخة شعب اطل من خلف المخيم ، والشتات ، والاشلاء ، والدماء ، والليل المجروح الذي يظل يمد الغد بفيض من الكرامة العربية. 
قد كانت الدنيا قصة فلسطينية اسهرتها الارواح المتطايرة في فضاء فلسطين لتعلن فرح الأرض الازلية ، وذكرى الرسل ، ومقامات الطاهرين ، وبشارة للخير الذي سيطارد الشر واليد الصهيونية كي يقطعها ، وهي تبذر الموت في الروح العربية ، فالحياة تزهر برغم الموت. 
ان فلسطين امل ، وبشارة ، وقناديلها البيضاء تهدي الارواح روحها الثائرة في العتمة. 
وهي فلسطين الباقية ما بقي العرب، وهي ايقونة امة احبها التاريخ، ومحال ان يطفئها الليل ، وهي نداء مقدس في قلوب المؤمنين. 
فلسطين يا وغد الامريكان رسول في الزمان ، ورسالة في الحرية ، وهجرة من الظلام ، واياديها تقدم العطاء ، فليس بعد الموت عطاء. 
والفلسطينيون قلق في الذاكرة والوجدان 

اشلاؤهم، قبورهم، شتاتهم، برودة المنافي، والمخيمات… الاسرى، والمعتقلات ، وقع اقدامهم على ابواب الحزن منذ نحو قرن، والرحيل الذي ادمن صحبتهم… صور تحتل الذاكرة، وتدمع عين الزمان، وتفجع قلب العالم الحقيقي، وتطيح بالأدمية، وتهوي بالإنسانية من فضاء عرشها السامي الى حيث يمارس العالم المزيف وحشيته وشروره المطلقة، وهو الحليف الاكبر للصهيونية والاستعمار والاستبداد. 

في مكان مقدس قريب من القلب حيث فلسطين الرابضة في الوجدان العربي صور تتجلى ولا تغادر ذاكرة المكان، وستبقى تحاصر القلب، ولا تنأى بنفسها عن الشعب الذي نصبته الجراح منذ نحو قرن معلماً في الحزن، وهو الذي لا يكاد يبرح عيون العرب. 
وتقلقنا الذكرى يا مسرى الرسول ويا القبلة الاولى ، وتوجع ضمائرنا ، وتنتحب انسانيتنا ، وفي دواخلنا تهيم مشاعرنا المقتولة، وقد غادر اعز ابنائنا الابرار الدنيا يطلبون عدالة الاخرة، ولم يغادرنا الوجع على آثرهم، وسنبقى مطاردين بالألم الى نهايات الامل. 

لن تقفل الصفقات يا وغد امريكا قصص الشهداء، والشعب الشهيد من اجل وطنه، وهو يحيا في كبرياءه الوطني، وانى لنا بطائف من النسيان، وان نشلح ذاكرتنا للمرة الاخيرة، وننسى وجع عروبتنا، واسلامنا يا فلسطين. 

فيا ايها الفلسطيني الذي يدق ابواب الزمان ينشد الحرية، وتحقيق احلامه الوطنية، وسيادته ، واحتضان ترابه الوطني. 

ستبقى تطلق صرختك في اذن الزمان حتى تسمع الدنيا… ايهذا الفلسطيني الذي راحت تتقاذفك الاهوال وانت تبحث عن هوية ووطن .. تعيش على ذكرى عودتك. وما اتسعت لك الدنيا بعد فلسطين. 

فلله درك يا فلسطين... 

فلقد علمتنا ان الشهادة اخت فلسطين، وان الحزن يكاد ان يكون اخو العرب، وان البشرية تنكر قلبها عندما تحضر قضيتنا. 
وان صورهم، واشلائهم رصيد للأيام القادمة، وهي حاضرة في فضاء المكان العربي، وان اجيالا عربية ستعيش من اجل ان تنتقم، وان قيادة عظيمة توشك ان تولد محملة بالثأر والكرامة.