ملتقى أبناء الكرك : ولائنا للهاشميين والغزاة سيرحلون عن فلسطين مهما طال الزمن ..
بسم الله الرحمن الرحيم
..........
بيان ملتقى أبناء الكرك الثقافي الإجتماعي-عمان
.......
إن فلسطين بما فيها القدس الحبيبة في الوقت الراهن تمر بأخطر مرحلة في حياتها منذ بنائها. إن العقلية الصهيونية تعمل جاهدة لإلغاء طابع فلسطين وبالأخص هذه المدينة وجعلها يهودية الوجه والقلب واللسان متجاوزين قدسيتها لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء ويعملون على طمس معالمها العربية والإسلامية.
إن فلسطين و القدس في خطر أرضاً وسكاناً؛ حاضراً ومستقبلاً،، و "إسرائيل" تسعى لتهويدها حجراً حجراً، ولتهجير سكانها منها وحصارها اقتصادياً واجتماعياً بعزلهم عن بعدهم وعمقهم الفلسطيني والعربي وممارسة كافة أشكال الإذلال والتضييق والاستفزاز؛ في هدم للبيوت ومصادرة للممتلكات وسحب للهويات وإقفال المؤسسات الوطنية وشقّ الطرق وسط التجمعات الفلسطينية وبناء للجدار وعرقلة تحركاتهم والتضييق على عبادتهم والاعتداء على المقدسات .. الخ، حتى أنه لم يسلم من هذه الحملة لا الأحياء ولا الأموات في قبورهم ولا الشجر ولا الحجر من القمع والتنكيل والتنكيد اليومي الذي يعيشه المواطن المقدسي.
إن الموقف السياسي المشرف للأردن الذي اتخذه كل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والشعب الأردني بشيوخه وأبناءه وبناته في دعم الشعب الفلسطيني وفلسطين ورمزية القدس فيها كعاصمة للدولة الفلسطينية أمام الخذلان والتخاذل للشعب العربي والإسلامي وأمام الخيانات لبعض الأنظمة العربية التي تمتلك الموارد الطبيعية الغنية في بلدانها ، الخذلان العربي الذي لم يسجل لهم في تاريخنا الحديث اي استشهاد لرعاياهم في سبيل فلسطين او اي قضية اسلامية وعربية .
ونحن أبناء ملتقى الكرك الثقافي الإجتماعي المتواجدين في عمان والكرك والزرقاء وكل انحاء المملكة لنعلن منذ هذه اللحظة ، بأننا نفتخر ونعتز وندعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه في مواقفه السياسية الثابتة التي تنطلق من مباديء الثورة العربية الكبرى ومن أخلاق الهاشميين .
نخن أبناء الكرك لنعلن منذ هذه اللحظة أننا رهن أمر جلالة الملك والشعب الفلسطيني لنكون مشاريع شهادة في سبيل الله وفي سبيل كرامة الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن فلسطين والقدس الشريف.
وإن من يرى حمى الاستيطان في فلسطين ويلمس جنون التهويد في القدس، سيصاب بحالة اكتئاب واكتواء مقارنة بما وصل إليه أعداؤنا من تخطيط وتنفيذ ووضوح رؤيا في الوقت الذي تعاني فيه أمتنا من ارتجالية واتكالية وتشرذم، حتى أدخلت القدس في نفق شديد العتمة عربياً وإسلامياً وشديد الإضاءة والإبهار يهودياً وصهيونياً.
بإستثناء الموقف الأردني الهاشمي ، فالقدس حتى الآن لم تشهد أي عملا عربيا وإسلاميا نافذاً يحافظ على هويتها ويحميها من كيد أعدائها، وكل ما اكتسبته من أمتها هي بيانات شجب واستنكار، فكل مؤتمراتنا صغيرها وكبيرها تندد دائماً بالإجراءات والممارسات "الإسرائيلية" غير الشرعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في مدينة القدس، والهادفة لتهويد قبلة المسلمين الأولى، وطمس معالمها العربية والإسلامية. إنه مجرد كلام أجوف لا قيمة له على واقع القدس البتة.
لكن وفي المقابل، فإن من حسن حظ القدس أن الله تبارك وتعالى قد باركها وما حولها من فوق سبع سماوات وأسرى بآخر وأشرف أنبيائه محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى المبارك وصلى فيه إماماً بالأنبياء والرسل جميعاً وعرج به إلى سدرة المنتهى منها، وأنها أرض المحشر والمنشر، وأن الله ربط بين مسجدها الأقصى والمسجد الحرام برباط رباني أزلي لن تفصم عراه أي قوة بشرية مهما بلغ جبروتها واشتد طغيانها، لأن المسجد الأقصى والقدس آية في كتاب الله
ومن حسن حظ القدس أن التاريخ البشري دائم الحركة والتغيير، والغزوة الصهيونية لمدينة القدس ليست فريدة، فقد واجهت هذه المدينة عبر تاريخها الطويل الموغل في القدم كثيراً من الغزوات والنكبات أدت إلى هدمها وإعادة بنائها ثماني عشرة مرة، وكانت في كل مرة تخرج مرفوعة الرأس موفورة الكرامة والصلابة بصورة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، ولعل الله عز وجل وضع فيها سراً من أسراره الإلهية يساعدها على البقاء فيه تحت البصر وحيّة في أعماق البصيرة.
ومهما طال مكوث الغزاة الصهاينة في ديارنا فحتما سيرحلون عنها كمثل الغزاة الذين سبقوهم، فقد دارت أكبر المعارك على أرض فلسطين، وليس بعيداً عن القدس مثل حطين وأجنادين وعين جالوت واليرموك وغيرها. وإن ما تم اغتصابه بالقوة لن يتم تحريره إلا بالقوة، والأيام دول، وإن كنا نعيش اليوم فترة انحسار أو جزر مرحلي فإن المد والجزر في التاريخ وبين الأمم هما أشياء متعاقبة غير ثابتة.
أما العجز الذي يعتري أمتنا اليوم فليس قدراً أبدياً محتوماً علينا، فالأمر الذي لا نستطيع إنجازه اليوم سنحققه غداً إن شاء الله، وذلك مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)(آل عمران: من الآية140) وأوصانا ألاّ نيأس أو نحزن على ما أصابنا: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)
وقرن سبحانه نصره لنا بنصرنا له وانقيادنا لمشيئته وطاعته: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج: من الآية40) ووعدنا بالنصر: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (الإسراء:5)
وفي الختام المطلوب أن نعمل بأقصى طاقاتنا لندعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والشعب الأردني لإبقاء القدس حية في ضمائرنا نابضة في قلوبنا، نقرأ تاريخها، ونتعرف على قسمات وجهها، ونتابع أخبارها وأحداثها، ونغرس هذه المعرفة الحميمية في أوردة وشرايين أولادنا وذرارينا وأجيالنا القادمة.
فمن يعرف القدس يحبها ويضحي من أجلها، والتضحية هي مفتاح النصر بالدنيا ومفتاح الظفر بالآخرة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
ويقيننا أنه مهما ادلهمت الخطوب وعبست الأيام فلن يتسرب اليأس إلى قلوبنا ولن نقول للقدس إلا مهلاً يا أنشودة الحياة وصبراً جميلاً يا أم الأنبياء والشهداء، ولن نقول للقدس وداعاً ، بل لقاء مرتقباً ونصراً مؤكداً إن شاء الله .
ونحن أبناء الكرك ..كرك الهية التي ثارت على الظلم التركي وقدم ابناءها الشهداء تلو الشهداء على اسوار القدس وعلى أبراج القلعة ، كرك المجد والتاريخ لتؤكد دائما وآبدا وكما كانت وما زالت عن ولائها وانتمائها الى العرش الهاشمي وعميدهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وللشعب والارض الأردنية التي ارتوت بدماء شهداء الكرك مثلما قدمت باقي المحافظات والمدن الأردنية .
الناطق الإعلامي لملتقى أبناء الكرك الثقافي الإجتماعي العميد المتقاعد هاشم المجالي.