الخلايلة يدعو العالم لأن يكون عادلا ومنصفا بقضايا العالم الإسلامي
أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، تمسك الأردن بالقيم والمبادئ، وعلى رأسها قضية المسجد الأقصى المبارك والوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، داعيا العالم أجمع إلى أن يكون عادلاً ومنصفاً في قضايا العالم الإسلامي، لا سيما قضايا القدس و”الأقصى” والأقليات الدينية الإسلامية وما تتعرض له في كثير من بقاع العالم.
جاء ذلك خلال رعايته، أمس، مندوبا عن رئيس الوزراء عمر الرزاز، الاحتفال بمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، بعنوان "الأردن أنموذج الوئام بين اتباع المذاهب والأديان”، بالتعاون مع دائرتي قاضي القضاة والافتاء العام والمركز الأردني لبحوث التعايش الديني، في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين .
وقال الخلايلة إن الدعوة الى الوئام هي من صميم الشريعة الإسلامية ومبادئها العامة التي دلت عليها وطبّقه الخلفاء والائمة على مر التاريخ تطبيقاً عمليا وان الالتزام بالشريعة الإسلامية يدعو المسلم الى الوئام والعيش المشترك والتسامح والتمسك به، مشيرا الى ان الوئام يعطي الحق للبشر المختلفين بألوانهم واجناسهم ومعتقداتهم بأن يعيشوا بسلام وأمن وأمان.
واضاف ان الاسلام لا يدعو فقط الى الاعتراف بالآخر بل يدعو الى احترام هذا الاعتراف وقبول التنوع الثري لثقافات عالم اليوم والانفتاح والاتصال وتعزيز حرية الفكر والضمير مشيرا إلى ان الوئام هو الفضيلة التي تُيسر إحلال السلام وتسهم في إحلال ثقافته محل ثقافة الحرب.
وأوضح الخلايلة ان الوئام والدعوة إليه لا يعني التساهل أو التنازل عن القيم والمبادئ الأساسية في ديننا الإسلامي، ولا يعني الضعف أو الانهزام إنما هو موقف إيجابي يدعو الى الإقرار بالحقوق الإنسانية المعترف بها للناس جميعاً وهو يدعو الانسان الى ان يتمسك بمعتقداته ودينه ويقبل ان يتمسك الآخرون بمعتقداتهم ودينهم.
من جهته، قال مفتي عام المملكة عبد الكريم خصاونة، ان جلالة الملك عبدالله الثاني سيد من سادات بني هاشم عميد آل البيت نذر نفسه لخدمة الامة الاسلامية يسير بخطى ثابتة وواثقة وبروية وببصيرة حادة متحملا المسؤوليات الجسام ومجنبا الأردن كل شر وسوء يقود السفينة وسط عالم مليء بالصعاب ومنطقة ملتهبة بالفتن ونحن جميعا نلتف حوله في دفاعه عن المقدسات الدينية .
واضاف ان الأردنيين مسلمين ومسيحيين يعتزون بالتعايش الذي يعيشونه في الأردن وانه نموذج للشراكة في الوطن والمصير ويطبق بينهم العدل والمساواة ويعطي كل صاحب حق حقه، وان الأردن بُني بالتعايش وبالوئام وننهض ونتطور في مواطن تعايشنا عائلة واحدة.
واكد ان الاختلاف ليس وسيلة من اجل تمزيق الاسرة الانسانية واضطهاد بعضها لبعض، وانما وسيلة من وسائل التعاون البشري والتعارف والتآلف والتلاقي على البر والتقوى، مشيرا الى ان المبدأ الانساني الخالد يؤكد على ان الناس سواسية ولا فضل لأحد على أحد عند الله إلا بالتقوى.
من جهته، أشار قاضي القضاة عبد الحافظ الربطة إلى العهدة العُمريّة التي تذكر بالحق والمسؤولية الهاشميّةِ في الوصايةِ على المقدّسات في القدس الشريف، والتي هي محل إجماع إسلامي مسيحي، والتي يحمل لواءها بشجاعة واقتدار جلالة الملك والتي تذكرُ بالمبادئ الإسلاميةِ لقيم الوئامِ بين أتباعِ الديانات، والتي تعد أُنموذجاً مشرفاً لمعاهدةٍ قانونية تقررُ مبادئ التعايشِ السلمي والوئام الإنساني بين أتباع الديانات.
واضاف أن الاسلام كان سباقا في تقريرِ مفهومِ المواطنةِ القائمةِ على الحفاظِ على الحقوق، والاشتراكِ في أداءِ الواجباتِ، معَ طِيْبِ التعاملِ بين مكونات المجتمع، دون اعتداءٍ على خصوصيةِ أيٍّ منها مشيرا الى ان العدالةُ والرحمةُ هما أساسُ فكرةِ الوئامِ بين أتباعِ الديانات، وبين أفرادِ المجتمعات.
من ناحيته، قال مدير المركز الأردني للتعايش نبيل بدر اننا في الأردن الجغرافيا الاكثر حضورا بتاريخ القداسة والاحسن بالسيرة والسلوك تعلمنا في مساجده وكنائسه ومدارسه الوئام والسلام والحب فيما بيننا البعض واننا في مركز التعايش نتشرف بالمشاركة مع اخوتنا في وزارة الاوقاف ودائرة الافتاء وقاضي القضاة بهذا الاحتفال السنوي العاشر.
واشار الى اننا في الأردن وئامنا ليس موسميا بل هو حالة نعيشها 52 اسبوعا في العام وان رسالة عمان تعنيني واعنيها ولو لم تعنيني كمسيحي أردني لما كنت اول رسول يحملها الى بقاع هذا الكون، وان روحي الأردنية تتآلف مع لغتها وهمومها ومضامينها والاهتمامات التي تعاطت معها لانها رسالة فتحت مساحات كبيرة لتفعيل الافكار وتحويلها الى مناهج وفرت موقفا راسخا في مواجهة حملة فكر الكراهية والتطرف.
حضر الاحتفال امام الحضرة الهاشمية، وسفير الفاتيكان في عمان، وسفراء عدد من الدول العربية والاجنبية وشخصيات دينية اسلامية ومسيحية.