صفقة القرن.. فخ للأردن.. وبالون إختبار بحجم الشرق الأوسط.. فهل يصبح الأردن فاقدا لدوره السياسي أو الديني وأي دور في محاولة استرجاع الحقوق الفلسطينية؟
نعم تم الإعلان عن صفقتهم في حفل سادت فيه بلاهة التصفيق, لإتفاق زعيم معزول وزعيم متهم، زعيم يهرب من فساد ومحكمة وزعيم يبيع الأوطان كعقارات على رصيف بيت أبيض فكيف لهما أن يصنعا السلام… بمباركة أشباه زعماء.. قيل يوما عنهم أنهم عرب مسلمين، نسوا أن التاريخ يتبرأ من بطولة زائفة مهما طال زمانها، بل وصمة لن يمسحها التاريخ فالمؤامرات لها وقت صلاحية ينفذ الى حين.
الصفقة جاءت عدوانية متناقضة منقوصة الحقوق مسلوبة الأرض ويتم تضخيمها لصناعة أبطال جدد وكشف خونة، وحرق أبطال من ورق.
ما نأخذه من الصفقة، هو النتيجة، وما يجري تنفيذه على الأرض، وبعيداً عن الإرث السياسي الأمريكي الذي أصبح يقدم نفسه كوسيط غير عادل، وامكانية تنفيذ السلام بالقوة!
دعونا نتحدث نقطة تلو أخرى , فالواقع يصدمنا بينما التاريخ لا ينسى أن صفقة القرن بدأت عام 1974 في قمة الرباط بطلب من ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر الذي قام بجولات مكوكية بين مصر والسعودية لتغيير معنى الأرض حسب قرارات 242 و 338 لمصلحة إسرائيل ولتتحول صفة الأرض المحتلة الى أرض متنازع عليها!
وقبل 10 سنوات من الآن تم الحديث علنا عن الصفقة , وخلال هذه الفترة تم تهيئة المناخات السياسية بالقوة لإضعاف مكانة المجتمع الدولي وأوروبا من الصراع الدائر وتطويع الحالة العربية لنصل الى هذه النقطة من الشرذمة والإنقسام.
نحن أمام دولة إحتلال تملك قوة أمريكا , أمام قاعدة صهيونية في قلب أمريكا، وتعرف كيف تدرس حال السياسة أولاً بأول، وصفقة القرن يا أعزائي.. بالون إختبار بحجم الشرق الأوسط والشعوب التي تراوح مكانها عاجزى، لكن السؤال أين يكمن نجاحها ؟
من شروطها الإعتراف بيهودية الدولة , والمتابع لما جاء به قانون القومية الذي أقره الكنيست عام 2019 ينص على أن لليهود الحق بالاستيطان في المنطقة العربية أينما يريد وعلى الدولة الاسرائيلية توفير الحماية والرعاية لكل يهودي أي بمعنى إعلان قومية الدولة اليهودية من البحر الى النهر, انه الترحيل الناعم بكل الطرق المبطنة والمعلنة .
ان أطماع اسرائيل بالمنطقة العربية بأكملها، لآن قانون القومية لم يرسم حدود الدولة اليهودية وهذا هو الخطر الكبير على الدول الواهمة التي تطبع مع إسرائيل .ظنا منهم أن اسرائيل ستكون حليفا ضد العدو الوهمي المصطنع .
الشرط الثاني أمن إسرائيل . فقادة الساسة والعسكر الصهاينة يعلمون تماما أنهم لن يجدوا فلسطينيا واحدا يرضى بغير فلسطين وطنا له . الكيان لا يمكن أن يعتبر الوطن البديل هدفاً إستراتيجياً ونهائيا له . بل فيه خطر وتهديد دائمين , من زاوية افتراضِه بوجود دولة محاذية له تحتضن شعباً وعلى مرمى نظره دولة تحتل أرضه ووطنه.
وأمن اسرائيل حسب الصفقة يأتي من تأمين الحدود، هناك ثلاثة أسئلة أساسية تطرح حول الضم المحتمل لغور الأردن:
إلى أي مدى يجب أن يكون غور الأردن لخدمة غرض أمني؟ هل مساحته فقط من معابر الأردن إلى الطريق السريع 90، أم أنه ينبغي أن يمتد على مسافة تزيد عن 15 كم غربًا كما تصور إسحاق رابين في خطابه الأخير إلى الكنيست؟
هل حاجة إسرائيل إلى غور الأردن تخريبية أم ظرفية، وبالتالي مفتوحة للتفاوض، أم أنها مطلب أساسي ودائم لأمن إسرائيل؟ كما تم التصريح ؟
كيف تتلاءم مساحة الأرض هذه مع مخطط صهيوني عام لتكون بمثابة الجناح الشرقي لإسرائيل؟
هنالك مطالب حزبية صهيونية بسيطرة جيش الاحتلال على غور الأردن وأنه أمر ضروري قبل الانتخابات، والسؤال هو كيف والى أي مدى ينبغي أن تكون المنطقة توسعية الى أية حدود مع التوسع الصهيوني على دول الخليج؟
قال وزير الداخلية أرييه درعي أنهم بدأوا بالعمل الإداري المطلوب لتنفيذ الضم الإسرائيلي المتوقع فهي الحدود الشرقية المفضلة للبلاد. أحزاب يمينية قالت (إنهم سيعارضون خطة ترامب للسلام إذا لم يتم الضم "على الفور”. واذ لم يحصل ذلك بسرعة، فلن تكون هذه صفقة القرن، بل الفرصة الضائعة لهذا القرن.) ومن هنا نفهم إذن المغزى من تضييع الفرصة التي يتوقون لتحقيقها .
هل سيتم دفع الاردن لعقد اتفاقية مع اسرائيل أهم من وادي عربة ولصالح اسرائيل؟، ماذا عن مفاوضات رباعية او أكثر والأردن اول من توجه له الدعوة؟ فقد تم التركيز على المفاوضات بشدة من قبل الجميع , وما يتبع ذلك من ثمن، قد تكون السلطة الفلسطينية نفسها .
أما بالنسبة للسيادة الكاملة على القدس , فهل تعني بأن الإحتلال لن يعيد أي شي ولا يعترف بدور أردني ولا بحقوق أردنية سابقة أو لاحقة ولا حتى دوره في الوصاية على المقدسات ؟؟ التناقض بالتصريحات كان واضحا ومقصودا، لأنه حينما تصبح القدس الشرقية تابعة بشكل كامل لإسرائيل، يعني ذلك أنها هي السلطة الحاكمة هناك وهي المرجعية الرئيسية، فلا نصدق كل ما يصرحون به.
فهل يصبح الأردن فاقدا لدوره السياسي أو الديني وأي دور في محاولة استرجاع الحقوق الفلسطينية؟، ويبقى السؤال الأهم ما هي أوراق الضغط التي يمتلكها الأردن ويستطيع إستخدامها لمنع تنفيذ هذه الخطة ومنع تأثيرها السلبي عليه؟
أول ورقة يمكن للأردن استخدامها هي إعلان موقفه الرسمي والشعبي الرافض بشراسة لهذه الخطة، وترجمة ذلك عمليا عبر إلغاء اتفاقية وادي عربة، وهذا الإلغاء ليس أمرا خياليا كما يصوره البعض، بإمكانه تجميدها وتعليق العمل بها، لا توريط نفسه باتفاقيات جديدة .
على الأردن ترجمة رفضه بشكل عملي، يجب أن يكون هناك وحدة، وحتى لو وصل الأمر لإستفتاء شعبي وطني وعربي لرفض الصفقة والإحتلال، لنحاربهم بعلنية ولتتشارك الشعوب مع حكامها بالقرار .
بدلا من إنشغال الشعوب العربية بوسم فلسطين حرة ولا لبصقة القرن وغيرها من المسميات على مواقع التواصل الإجتماعي فما هكذا يكون النضال , فالإستيفتاء أكثر إثباتا وهو
دستوري لقضية وجودية تبين للعالم أجمع الرفض الشعبي العربي للصهيوامريكية وصفقتهم , من فلسطين حتى المغرب , فهل يفعلها الحكام ؟؟؟.
من المؤكد أن اسرائيل ماضية في تطبيق ما هو أبعد من بنود الصفقة لصالح كيان صهيوني أكبر..ومع الحديث عن يهودية الدولة لن نغفل عن دهاليز اخرى في علم الصهاينة أهمها بناء الهيكل الوثني الثالث على أنقاض مسجد قبة الصخرة… فهل نحن مهتمون؟
للأسف كيان اسرائيل غير شرعي , لكن العالم يعترف به وينبذون عروبتنا وإسلامنا , ويستمرون بخطة الكيان الصهيوني للشرق الأوسط تحت مسمى نظام شارون وإيتان الاستراتيجي…. بشرط توفر الإنقسام العربي والإسلامي , زيادة الخلل في ميزان القوى لغير صالح الفلسطينيين وغياب الشعوب العربية الحقيقية التي تنادي بحرية أوطانها…لا بتوفير لقمتها والتي سيتم تكميم أفواهها بتوفير المساعدات والإعفاء من الديون او بعضها.