ترامب والعرب ..!! بقلم / فارس الحباشنة

صفقة القرن بمفرداتها الامريكية -الاسرائيلية الصريحة لم تغير شيئا على ارض الواقع، وكأن شيئا لم يكن. وما تغير ان الماسأة تحولت ملهاة وتراجيديا شكسبيرية.


اعلان ترامب عن صفقة القرن، هل أتى بما هو جديد ومختلف؟ لربما الجديد هوالاعتراف العلني بلغة فجة ومباشرة ووصريحة، ودون مجاملات ودبلوماسية وغثاثة في الخطاب.

في حفل الاعلان لم يفوت الانتباه الى ان ترامب كان صهيونيا أكثر من نتنياهو ! وتحدث عن سلسلة الهدايا التي قدمها لاسرائيل من تطويب القدس واعلانها عاصمة، والجولان والمستوطنات والاغوار الاردنية وشمال البحر الميت لاسرائيل، وشطب حق العودة واللاجئين وحسم ملف القدس واعلانها عاصمة موحدة لاسرائيل.

موجة هدايا ترامب لاسرائيل لربما لا يوازيها في التاريخ الا وعد بلفور. ترامب ونتنياهو قسموا الكعكة، بما يرضي اسرائيل. قسمة غير مسبوقة في تاريخ الصراعات والازمات في العالم، حضر الخصوم وغابت الضحية، واعلن الاتفاق. والجماهير الفلسطينية والعربية بعزلتها تنتظر المواساة والعزاء في اعلان أم قضايا العرب « فلسطين «.

الموقف ليس عجيبا أن يطرح ترامب ونتنياهو شروط السلام والصلح كما يرون ويريدون . يهودية الدولة وتقسيم الارض وتطويبها باسم اسرائيل قبل اي جلوس على طاولة مفاوضات وعودة الى التسوية.

اسرائيل بعد اعلان ترامب تلعب بالمكشوف على مناطق الضعف العربي. تلعب في السياسة، ويحرض الرئيس «البيبي « تمهيدا لفرض ارضية جيوسياسية لاسرائيل الكبرى التوراتية من النيل الى الفرات، وتمزيق الخرائط والجغرافيا الكلاسكية، وقبل ان يمزقوا الخرائط فانهم زوروا التاريخ، وحرفوا الوعي العربي.ترامب وجه امريكا الحقيقي. وجه امريكا القوة والغطرسة والمركزية والاحادية، وجه امريكا من يرى بان العالم يدور في فلك واشنطن. وجه امريكا العنصري والاستعماري. وجه الرجل الابيض الذي يتقطر من انيابه الدم، ويسيل من انفه الغليظ كراهية الاخر، وبغض الشعوب الاخرى، ومن جانب شعره الاشقر والمتحول تتبخر ملامح علامات الامريكي الحقير والشرير، والقاتل.

واعود أقول إن الاعلان كان أشبه بمسرحية تهريج. والسؤال العالق ماذا يمكن ان يفعل الفلسطينيون والعرب؟ سمعنا مواقف عربية. ولكن ما يراهن عليه فيما بعد اعلان ترامب المعادلة الشعبية والجماهيرية. الشعوب العربية تيقظت، ودبت في روحها الثورة والاحتجاج، وصفة دروس مستخلصة من التاريخ، وحيث انتفضت الشعوب لحماية سيادتها واوطانها وحقها الوطني والتاريخي والانساني.

فلسطين، و بعد اعلان ترامب وصفقة القرن المشؤومة ستعرف طريقا جديدا في المقاومة والانتفاضة الشعبية. الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة هو من سيسقط صفقة القرن، صدقوني في التاريخ الوقائع الكبرى شرارتها لطيفة، وسريعة. ولا احب في سياق الصفقة وما بعد اعلانها ان اسمع الى خطاب السياسة المنبطحة والناعمة والرخوة، وجدولة الاولويات.

و اريد أن اقولها بالختام، ان ترامب تأخر وتأخر طويلا، ولو انه أعلن من زمان عن صفقة القرن والحلم الاسطوري اليهودي. القادم يبدو حتميا وفاصلا، وبقدرية التاريخ.