الذئاب لا تستطيع أن تأسر الأسود !!!

م. هاشم نايل المجالي — الاقناع هو عملية الترغيب لقضية ما لطرحها عن طريق العقل والمنطق ، وعلى ضوء المعطيات بكافة جوانبها مع الاخذ بعين الاعتبار المراحل التي مرت فيها القضية وصولاً لمرحلة العرض السياسي للحل ، بهدف الاقناع لكافة الاطراف لتوجيههم نحو اتجاهات محددة ترضي كافة الاطراف ، ويقوم بذلك احد الزعماء او المسؤولين نيابة عن دول او مجموعة ، فهو مهارة في اطار منطقي وليس عملية استهواء وترغيب ومحاباة لطرف يكن له العواطف والمشاعر والمصلحة .
فعملية الاقناع تستند اولاً على المصداقية وما يتسم به الزعيم من خبرة وامانة ولباقة دون مبالغة ، وان يكون مقنعاً بما سيعرضه ويقرره آخذين بعين الاعتبار مصالح كافة الاطراف وان لا يكون منحازاً لطرف ومرتبكاً ومتخبطاً ومتعللاً باسباب غير مقنعة ، لان غير ذلك سيدعو صوت الاحرار ليعلو منادياً للرجوع الى الجذور من أجل النضال لأخذ الحق بالسلاح للتعامل مع المستقبل لاثبات الوجود .
ولا احد يعرف مسار ذلك من اين والى اين فمن مسار السلام الى مسار النضال طرفين متناقضين متجاوزين المنظومات السياسية الكلاسيكية بتعاطف شعبوي عالمي بعيداً عن الوسطية والاعتدال ، وفي ظل تزايد الفقر والبطالة والصوت الثوري متعدد الروافد .
ففي الحروب مهما كان نوعها تلتزم القوانين الصمت ان تلك القوانين والقرارات تذهب الى نوم عميق لان لا احد يعود يهتم بها او بحاجة لها ، والثقافة السلمية الانسانية تضعف ويصبح القتل مهمة كل المناضلين حاملين السلاح فالحرب مطحنة والبشر هم المادة الخام لهذه المطحنة محدثة الجروح اينما كان .
فهناك من الزعماء لدول عظمى يتخذون قرارات عابثين بالتاريخ وبالتالي في مصير البشر ، وهذه الشخصيات تكون السبب في احداث الشرارة ليحافظ المظلوم على وجوده في حرب فرضت عليه ولم يعد هناك مجال لسرد القصص لتغادر الساحة اية طروحات للسلام بصوت اسرته العضات بعد ان تغولت الذئاب وامسكت زمام الامور ليسود الهرج والمرج ولم يعد هناك من يحمي الديار .
وباتت شخصيات الدعوة للنضال تحط بالارض لطرح الفتاوي والسنن ، بعد ان عقد الاعداء صفقات قرن يبيعون ويشترون مصائر البشر كسرتهم تحالفات الشر بين لاجيء واسير وطاقات معطلة واجساد خاملة ولن تستطيع تلك الذئاب ان تأسر الاسود