كوشنر المسوق للبضاعة الفاسدة ...!


بقلم د. عبدالرحيم جاموس
تعقيباً على الحديث الذي أجراه السيد عمرو أديب مع جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام.
تعامل السيد جاريد كوشنر في حديثه بفوقية وإستعلاء مع الدول والشعوب العربية لدرجة الإستهبال .. في تصريحاته الخبيثه والتضليلية حين يقول أن الإغراءات الإقتصادية ستنفذ متواكبة مع عناصر الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 
مدعيا أن أفكاره العبقرية الجهنمية هذه قد لاقت القبول والرضى مع كل من تحدث معهم عنها .. وبلغة التحدي كأنه يقول أن الكل قابل بها وذلك بإستثناء القيادة الفلسطينية التي يتهمها أنها لا تعمل لمصلحة شعبها.
هذا منتهى عقدة الصفاقة والإستعلاء التي تحكم السيد كوشنر مثل رئيسه الفج ترامب في محاولة خبيثة منهم لتأليب الشعب الفلسطيني على قيادته .. وكذلك تأليب الرأي العام العربي والدولي عليها. 
مقدما السيد كوشنر نفسه ورئيسه والكيان الصهيوني كدعاة سلام .. ظانا أنه سيتمكن من تحقيق ما يريد في .. 
أولا : ضرب وحدة الموقف الفلسطيني الصلب والرافض لخطتة الخبيثة صفقة القرن.
ثانيا : ضرب وحدة الموقف العربي والإسلامي الذي يؤكد على دعمه للشعب الفلسطيني والذي لا يقبل ما يرفضه الشعب الفلسطيني وأنه ملتزم بما يقبل به الفسطينيون فقط وتأكيد التزامهم بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي بما يؤدي إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشأن إنهاء الإحتلال وتنفيذ القرار ١٩٤ بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس .. فيسعى كوشنير وخطته لإختراق هذا الموقف الثابت للدول العربية وأن يفرض عليها تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني قبل أن ينفذ ما يتوجب عليه من التزامات وفق مبادرة السلام العربية ووفق قرارات الشرعية الدولية.
ثالثا : يستهدف ضرب تماسك الموقف الدولي الداعم والمؤيد للحقوق الوطنية الفلسطينية والمتمثل بضرورة الإلتزام بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة من قرار التقسيم رقم ١٨١ والقرار ١٩٤ والقرار ٢٤٢ إلى سلسلة القرارات الأممية التي أكدت ويجري التأكيد عليها في كل دورة من دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نفس الوقت الذي ترفض فيه هذه الدول مجتمعة وفرادى المس بمبدأ عدم جواز ضم أراضي الغير بالقوة .. وفق القرار ٢٤٢ لعام ١٩٦٧م كما ترفض وتدين كافة الاجراءات التي أقدمت عليها سلطات الإحتلال بهدف تغيير معالم الأراضي العربية المحتله وممارسة الإستيطان فيها وضمها أو أجزاء منها.  
السيد كوشنر يتجاهل هذا الرفض الفلسطيني والعربي والدولي لخطته وخطة رئيسه الذي عبر عنه الفلسطينيين رسميا وشعبيا وكذلك الدول العربية عبر مؤتمرات وزراء خارجيتها مؤخراً ومؤتمرات القمم المتتالية سابقاً .. وكذلك مواقف بقية الدول الفاعلة والمؤثرة في صنع السياسة الدولية وفي مقدمتها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى مختلف المجموعات والمنظمات الدولية القارية والجهوية التي أكدت جميعها على إلتزامها بمبدأ الارض مقابل السلام ومبدأ حل الدولتين واحترام الحقوق الثابته والمشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية.
السيد كوشنر حاول أن يلعب دور المسوق الذكي لبضاعة فاسدة ومضرة ولا تعود على من يشتريها سوى بالخسارة والضرر البالغ.
هذا التذاكي بات مكشوفا للقاصي والداني ولا يستطيع تضليل أبسط الناس فيه فلسطينيا وعربيا ودوليا.
على السيد كوشنر أن يدرك حقائق المتغيرات الدولية الجارية على مستوى الإقليم والعالم سياسيا وإقتصاديا وعسكريا.
لم تعد الولايات المتحدة مع هذه المتغيرات تلك الدولة التي تقرر ما تشاء .. والآخرين ماعليهم سوى الطاعة العمياء والتنفيذ.
د. عبدالرحيم محمود جاموس
عضوالمجلس الوطني الفلسطيني 
05 / 02 / ٢٠20م