د. محمد السميران .. سيبقى أسمك خالدآ في لوحة الشرفاء وسيذكرك طويلآ أهل الزرقاء ..

بالأمس تلقيت خبر اقالة الأخ والصديق د. محمد السميران محافظ الزرقاء بكثير من الأمتعاض والحزن ليس لأن القرار مشوبآ بتصفية حسابات أو جاء أعتباطيآ من وزير الداخلية سلامة حماد لا سمح الله فمعلوماتي الموثوقة بأن الرجلان كانا على وفاق تام داخل العمل وبرضى عال على اداء السميران الوظيفي وعلى المستوى الشخصي غلب عليه الاحترام بين الطرفين  ولكن هي هكذا الوظيفة الحكومية التي لا بد لها من نهاية ولا مناص فيها من الوصول الى المربع الأخير  بالأقالة أو الأستقالة.

ما أود قوله في هذا المقام واسجل شهادة حق للتاريخ وقادم الأيام بأن شخصية وكاريزمة د. محمد السميران كانت نادرة جدآ كحاكم اداري وموظف من الطراز الرفيع في وزارة الداخلية بتعامله الراقي وقوة حضوره وشجاعة مواقفه وصوابة قراره حيث قاد المحافظة المليونة لأكثر من ثلاث سنوات ممثلآ امينآ لجلالة الملك ووجهآ ناصعآ للحكومة الأردنية وخير والي لوزارة الداخلية وواجه فيها الكثير من الاشكالات والعقبات وتعامل مع اغلب مكوناتها السياسية والعشائرية وكان له الدور الأكبر في منظومة التنمية المجتمعية والحاكمية الأدارية مع الأبقاء على كينونة النظم الأمنية سليمة دون خدوش .

السميران كانت صولاته متعددة وجولاته كبيرة وعمد بخبرته العمل التكاملي في ادارة المهام الموكولة اليه فترك البصمات الطيبة وعالج الاختلالات المستعصية في المحافظات التي كان يتولى إدارتها من شمال المملكة إلى جنوبها فكان رجل دولة حقيقي لا يُشق له غبار واستقر به الحال في محافظة الزرقاء التي قاتل فيها من اجل ارساء قواعد عملية تؤسس للمراحل القادمة في الأمن والأمان وإعطاء الحقوق لأصحابه  وحفظ هيبة الدولة وكرامة  الأردنيين. 

السميران وعلى صعيد ترتيب البيت الداخلي تم الأيعاز بانشاء طابق معزز مضاف لمبنى المحافظة بعد التكدس الواضح للموظفين بحكم الزيادة الطبيعية في اعدادهم  وعند اطلاعه على فاتورة الكهرباء العالية قام بانجز مشروع الطاقة المتجددة للتوفير واختصار دفوعات الدولة على  صروفات الكهرباء كما وعمل البدء بتنفيذ إعادة تأهيل بيت المحافظ ليكون جاهزا لأستقبال الضيوف من الخارج ومبيتهم فيه بدل التكاليف الباهضة في الفنادق وعمل أيضا على ايلاء العامل الأنساني جل اهتمامه فقام بالتوجيه واشراك الموظفين في الدورات التثقيفية لأيجاد كادر بشري يحسن التعامل مع المواطنين فكان له ما اراد .

السميران عمل بصمت ولم يلجأ يومآ "للشوو" الأعلامي وكان يتابع كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة داخل حدود محافظته التي أحبها وبادلته الحب بالحب فشارك أهلها افراحههم واتراحههم وكان اول الواصلين للمواقع في مجمل الحوادث من انهيار مبنى الغويرية إلى حوادث السير في شارع الـ ١٠٠ وطريق الازرق والعمري كما تعامل مع الحراكات الشعبية بشفافية ونفس طويل وعلى جانب مختلف كان سيفه مُشهرآ بوجه الزعران والبلطجية واصحاب السجلات الجريمة في السطو والمخدرات والأتوات حتى بات يرهبه كل هؤلاء. 

السميران ستفقده الزرقاء وتفتقده وزارة الداخلية وستودعه المدينة بكل معاني الحب والأمتنان على ما قدمه من عمل سيشهد له بها الشرفاء وأبناء الوطن الحقيقيين وبذكر الغوغائيين المارقين المندسين فنهجهم على الدوام الكذب على الناس والأفتراء على خلق الله والاصطياد في الماء الضحل الآسن،
أما  انت يا دكتور محمد السميران فشكرا لك كثيرآ على ما قدمت من جهد وعرق وسهر ليالي على حساب جسدك ووقت آل بيتك وابنائك نستودعك وعلى أمل اللقاء بك في مواقع أخرى وفي مناصب أعلى تدافع بها عن الوطن وقيادته وأهله ولك مني كل الأحترام فقد كسبناك أخآ وصديقآ طول العمر.