صاحب الوصاية المقدسية في أرمينيا
د.حازم قشوع — نجح صاحب الولاية المقدسية جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز دور الوصاية الهاشمية من خلال الدعم الذي تلقاه من الرئيس الارمني ارمين سركسيان ومن راعي الكنيسة الارمنية هناك، ولما تشكله ارمينيا من اهمية تاريخية مذهبية دينية واهمية مكانية في داخل القدس القديمة، حيث يشكل الحي الارمني الربع الرابع من احياء القدس القديمة بعد حي المسلمين وحي الانصار بالاضافة للحي اليهودي، وجلالة الملك انما بذلك ليؤكد علي ثابت منطلقات الدبلوماسية الملكية وسياساتها تجاه مسؤولية وصايتها على كل الاديان والمذاهب في القدس التاريخية.
وبهذه الزيارة الى يريفان يكون جلالة الملك قد اكتسب مربعا آخر وركنا اساسا و داعما للحق العربي في القدس حيث اكد عبره علي حجم التاييد الذي تلقاه الوصاية الهاشمية المقدسية من كل المذاهب كما من العالم اجمع، ويكون جلالة الملك بذلك قد اكتسب طيفا مذهبيا ومربعا مكانيا اخر في القدس كما كان قد اكتسب قبل ذلك الحق التاريخي والصيغة القانونية للوصاية المقدسية، فان التشبت بالحق العربي في القدس هي رسالة النصر التي اراد جلالة الملك ارسالها للقضية المركزية للامة وكما عنوان الاحترام المتبادل بين كل المذاهب وهو العنوان الذي يصون مكانة الحضارات التاريخية في المسيرة الانسانية وهي ارضية العمل التي شكلت متن هذه الزيارة حيث جاءت منسجمة مع النص بهدف الاستمرار بالنهج وليس لتغيير مسار اتجاه.
وان كانت هذه الزيارة قد حملت في جعبتها برنامجا متمما مرتبطا بتعزيز اواصر عمل الاتفاقات البينية على صعيد التبادل التجاري كما على المستوى السياحي والصناعي وغيرها من جسور التعاون المشترك والتي كان رئيس الوزراء الارمني نيكول ناشتيان قد اكد على اهمية تطويرها وتجذير محتواها على كافة مسارات التنمية وكما على المستويات الثقافية التي بها تنمو الشراكة الحقيقية وتتجذر المفاهيم القيمية التي اكدت عليها رسالة عمان.
من هنا تاتي اهمية هذه الزيارة المقدرة التي قام جلالة الملك بها الى ارمينيا والتي قد حملت بشائر خير لحالة وئام منشودة بين اذربيجان وارمينيا عبر المساعي المحمودة التي يقوم بها جلالته في انهاء مسالة الخلاف العميق حول ناكاغو كرباخ، وجلالة الملك انما بذلك ليؤكد عن مدى قدرة الدبلوماسية الاردنية من التاثير في مسرح الاحداث الاقليمية والدولية، وفي تجذير المفاهيم القيمية والانسانية التي يقف عليها صاحب الولاية المقدسية في المسار النير والسياسة الواثقة من تحقيق الانجاز للسلم الاقليمي والاضافة للسلام الدولي.* *الأمين العام لحزب الرسالة الأردني