رأس الدولة وبيت الأمة
د.حازم قشوع — انسجامًا مع مشروع جلالة الملك عبدالله الثاني في تطبيق قرارات الشرعية الدولية في المنطقة، وتشييد ذلك المنجز السلمي الاقليمي الذي تحفظه الاجيال، جاءت دعوة البرلمان الاردني للبرلمان العربي من اجل دعم القضية المركزية للامة لتكمل ذات المسار الملكي في التوجه وتؤكد انسجام الدبلوماسية البرلمانية الشعبية مع الدبلوماسية الرسمية في دعم المشروع الاممي للسلام الذي يقوم من على الارضية القانونية التي كفلتها المرجعية الدولية حيث يمكن ضمانة القبول الرسمي والاهلي كونها تعترف بالحقوق المشروعة وتقر في مسالة تقرير المصير وكما تعزز من مناخات السلام الذي يقوم علي السلم الاقليمي ويؤدي الي بلورة حالة تنموية تشاركية تفضي لتكوين تيار اقليمي يعبر عن الحضارة الانسانية بمكنونها الثقافي الاصيل.
ولقد سجل البرلمان الاردني نجاحا في الترتيب وحسن الاداء عندما استطاع تاطير كل الأصوات الشعبية العربية في اطار موحد بالنسق والتوجه مثله البرلمان العربي عند عقده، مما عاد ذلك بالنفع على محتوى رسالته التي جاءت موحدة فخدمت ذلك المعنى الذي جسده الاطار الموحد للصف العربي والذي اكد في مضمون بيانه على اهمية مواجهة هذه التحديات التي تهدد الامن والسلم الاقليمي بمزيد من التمسك بالشرعية الدولية ومرجعياتها القانونية الناظمة حيث مكنها من احداث تاثير كبير على الصعيد الشعبي وعلى مستويات دوائر صنع القرار الاقليمي والدولي.
الاردن الذي كان قد دعي الى عقد جلسة استثنائية للبرلمان العربي تتعامل مع ما تم تقديمه حول رؤية ترامب للسلام، برهن على ثبات الشعوب العربية مع قضيتها المركزية وعلى التفاف الامة حول القدس والقضية الفلسطينية وعلى احترام الدول العربية لقرارات الشرعية الدولية، حيث جاءت كل هذه الرسائل موحدة عندما حملت ماهية الحل المقبول تجاه المنطقة وقضاياها، فان الخضوع لا يعني القبول وان كان يفرض واقعا، والسياسة الاحادية لن تخلق مناخات تشاركية حتى وان تم رسملتها حيز الواقع، فان السلم الاقليمي لا يفرض بل يقبل، والقبول بحاجة الى درجة الرضى بالمطروح وليس الخضوع للامر الواقع.
صحيح ان البيت الابيض ونتنياهو قادر على استخدام وسائل ضاغطة من خلال مبادرات ترغيب وحملات ترهيب وبطرق ضاغطة واخرى رافعة وبوسائل سيبرانية ووجاهية لكن ما هو اصح ان السلام لا يصنع من خلال ادوات مفروضة بل يتاتى وفق مضامين مقبولة يكون فيها الجميع طرفا واحدا تجاه بناء المنجز المأمول الذي تحفظه الاجيال وتصونه وهو الانجاز الذي يعمل من اجله جلالة الملك للحفاظ على امن المنطقة وترسيخ مناخات السلم الاقليمي فيها وهي الرؤية التي تجسد فحوى الرسالة الاممية في بناء منزلة جديدة تجاه واقع المنطقة وتطلعات واشنطن وشعوب المنطقة كافة في بناء مرتكز حضاري جديد، فهل ستعيد تل ابيب حساباتها تجاه الحل بعد انحياز الغالبية الساحقة من اليهود دون العرب في استطلاع الراي الاخير في اسرائيل لصالح النهج الملكي للسلام وقرارات الشرعية، هذا ما ستجيب عنه نتائج الانتخابات الاسرائيلية في اذار مارس القادم.