انتصار هبة والتجمع

  حمادة فراعنة —  كما سبق ونالت حنين الزعبي حقها في التعبير عن إرادة شعبها الفلسطيني في مناطق 48، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وفي انتخابها وتمثيل شعبها، نالت رفيقتها هبة يزبك حقها المماثل، ليس لأن مؤسسات المستعمرة عادلة ومحقة، بل لعدم توفر أي دليل أو مستمسك يمكن أن يدينها في التحريض أو التورط في أي عمل إرهابي، فالنضال الفلسطيني يجب أن يبقى نظيفاً طاهراً من التورط في أي عمل ضد أي مدني إسرائيلي، والإرهاب لا يتجزأ وليس له لون أو دين أو جنسية ومثلما لا نقبل إرهاب تنظيمات الإسلام السياسي المتطرفة ضد المسلمين والمسيحيين، لا نقبل المساس بأي إسرائيلي أو يهودي إذا كان مسالماً وغير مؤذ للشعب الفلسطيني قولاً وعملاً. 
انتصار قضية هبة ابنة حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يناضل تحت شعار «دولة لكل مواطنيها» في مواجهة التمييز والعنصرية، وابنة الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل المساواة والحرية والعودة، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، انتصارها خطوة متواضعة بسيطة، ولكنها تراكمية من أجل انتخابات يوم 2/3/2020 ونجاح القائمة المشتركة العربية العبرية، الفلسطينية الإسرائيلية، من اجل تحقيق الانتصار الذي تستحقه كي تكون الكتلة الثالثة بين حزبي أبيض أزرق والليكود.
أطراف المثلث الفلسطيني: 1- في مناطق 48، 2- في مناطق 67، 3- أبناء اللاجئين لدى بلدان الشتات واللجوء، لكل منهم أدواته في النضال الذي يصب في مجرى واحد من أجل انتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني واستعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني المنهوبة.
انتصار هبة يزبك، وصفقة العصر، وخيار النائب السابق محمد حسن كنعان وتحالفه مع الصحفي محمد السيد اللذين عبرا عن التفاني ونكران الذات من خلال عدم الترشح للانتخابات خارج القائمة المشتركة، وبدون إدراج اسميهما ضمن المرشحين، أي أنهما لن يحرقا أصواتاً انتخابية وسيعملان لصالح المشتركة تطوعاً بدون أن يحققا أي مكاسب باستثناء احترام شعبهما لهما ويغيظان المؤسسة الرسمية الإسرائيلية على هذا التفاني الذي سيحفظ وحدة الشعب الفلسطيني وتماسك قواه السياسية باعتبارهم في خندق واحد ومسؤولية مشتركة ضد: 1- قانون يهودية الدولة، 2- ضد خطة ترامب نتنياهو وبرنامجهما الاستعماري.  
العوامل الثلاثة المستجدة: فوز هبة بالترشح، وصفقة العصر وما تضمنته من مساس بحقوق وحدة الفلسطينيين في مناطق 48، وموقف الثنائي كنعان والسيد، ستشكل عوامل التحفيز لفلسطينيي مناطق 48 نحو زيادة نسبة التصويت من قبل المجتمع العربي الفلسطيني، وزيادة نسبة التصويت لصالح القائمة المشتركة، فالصراع بين الأحزاب الإسرائيلية على المقعد نتيجة الاصطفاف الحاد، ومن هنا قيمة وأهمية التصويت الفلسطيني يوم 2/3/2020.