الأردن بالمرتبة 62 عالميا في ازدهار الأطفال

احتل الأردن المرتبة 62 من بين 180 دولة في ترتيب ازدهار الطفل (مؤشر الازدهار 0.75) والمرتبة 87 من 180 في ترتيب الاستدامة الخاص بالأطفال، بحسب تقرير أصدرته منظمتا الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف”، والصحة العالمية أمس.
وخلص التقرير إلى أن الأردن من الدول القليلة التي تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق الغايات المتصلة بنصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول العام 2030، وفقا لما ذكرت يومية الغد.
ويشمل التقرير الذي حمل عنوان "توفير مستقبل لأطفال العالم؟” مؤشرا عالميا جديدا يضم 180 بلدا، يقارن الأداء فيما يتعلق بازدهار الأطفال، بما في ذلك قياسات متصلة ببقاء الطفل ورفاهه، مثل الصحة والتعليم والتغذية؛ والاستدامة.
وأشار التقرير الذي عمل على إعداده أكثر من 40 خبيرا في مجال صحة الأطفال والمراهقين من جميع أنحاء العالم، إلى أنه لا يوجد بلد واحد في العالم يحمي صحة الأطفال وبيئتهم ومستقبلهم بما فيه الكفاية.
وأفضى التقرير إلى أن صحة ومستقبل الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم معرضان لخطر محدق نتيجة التدهور البيئي وتغير المناخ والممارسات التجارية الاستغلالية التي تدفع بالأطفال نحو تناول الأغذية السريعة عالية التحضير، والمشروبات المحلاة بالسكر، والكحول والتبغ.
واستنادا إلى التقرير، فإنه يتعين على البلدان الأكثر فقرا أن تبذل المزيد من الجهود لدعم قدرة أطفالها على العيش في حالة صحية جيدة، مشيرا إلى أن "انبعاثات الكربون المفرطة – الناجمة عن البلدان الأكثر ثراء بشكل غير متناسب – تهدد مستقبل جميع الأطفال، وإذا تجاوز الاحترار العالمي 4 درجات مئوية بحلول العام 2100، حسب التوقعات الحالية، فإن ذلك سيؤدي إلى عواقب صحية مدمرة للأطفال نتيجة ارتفاع مستوى المحيطات وموجات الحر الشديد وانتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، فضلا عن سوء التغذية”.
ويبيّن المؤشر أن الأطفال في النرويج وجمهورية كوريا وهولندا لديهم أفضل فرص للبقاء والرفاهية، بينما يواجه الأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والصومال والنيجر ومالي أسوأ التوقعات.
لكن، عندما أُخذ في الاعتبار نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تَبين أن البلدان التي كانت في صدارة القائمة أصبحت تحتل المراكز الأخيرة، إذ احتلت النرويج المرتبة 156 وجمهورية كوريا المرتبة 166 وهولندا المرتبة 160، ويتجاوز كل بلد من هذه البلدان الثلاثة الغاية المحددة لعام 2030 من حيث نصيب الفرد من ثاني أكسيد الكربون بما نسبته 210 %، وتوجد الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا والمملكة العربية السعودية ضمن البلدان العشرة الأكثر إصدارا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال الوزير آوا كول-سيك من السنغال، الرئيس المشارك للجنة، "يعيش أكثر من ملياري شخص في بلدان تواجه فيها التنمية عقبات بسبب أزمات إنسانية وصراعات وكوارث طبيعية، وهي مشاكل مرتبطة بشكل متزايد بتغير المناخ. وفي حين أن بعض أشد البلدان فقرا لديها أضعف نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن العديد منها يتعرض لأقسى الآثار المترتبة على التغير السريع للمناخ. إن تحسين ظروف العيش اليوم لتمكين الأطفال من البقاء على قيد الحياة والازدهار على الصعيد الوطني لا يجب أن يتم على حساب مستقبل الأطفال على الصعيد العالمي”.
ويسلط التقرير الضوء أيضا على الخطر الواضح الذي يشكله التسويق الضار للأطفال، إذ تشير البيّنات إلى أن الأطفال في بعض البلدان يشاهدون سنويا ما يصل إلى 30 ألف إعلان على شاشات التلفزيون وحدها، في حين زاد تعرض الشباب لإعلانات السجائر الإلكترونية بأكثر من 250 % في الولايات المتحدة الأميركية خلال عامين، ليصل عددهم بذلك إلى أكثر من 24 مليون الشباب.
واعتبر التقرير أن تعرض الأطفال للتسويق التجاري للوجبات السريعة والمشروبات المحلاة بالسكر ينتج عنه شراء أغذية غير صحية وفرط الوزن والسمنة، حيث إن التسويق المجحف مرتبط بزيادة مفزعة في معدلات السمنة لدى الأطفال، وقد ارتفع عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة من 11 مليون في العام 1975 إلى 124 مليونا في العام 2016، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 11 مرة، مما يسفر عن تكاليف باهظة للأفراد والمجتمع على حد سواء.
وركزت توصيات التقرير على ضرورة وقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأقصى سرعة ممكنة لضمان مستقبل الأطفال على هذا الكوكب؛ ووضع الأطفال والمراهقين في صميم الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وسعي جميع القطاعات إلى وضع سياسات جديدة والاستثمار في صحة الطفل وحقوقه؛ ودمج أصوات الأطفال في القرارات السياسية وتشديد اللوائح الوطنية تجاه التسويق التجاري الضار، مع دعمها ببروتوكول اختياري جديد لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.