ما هي أسرار زيارة الأمير تميم الى الأردن ..؟؟

كتب زهير العزه

قبل اشهر عديدة كنا نتوقع ان أزمة قطر مع دول الخليج  تعيش أيامها الأخيرة ، خاصة بعد اللقاءات التي جمعت قادة من قطر مع نظراء لهم في سعودية .

لكن تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الاخيرة والتي اكد فيها  انه لا مؤشر لانفراج الأزمة الخليجية، اعادت المراقبين الى نقطة الصفر في  تحليل احتمال  الانفراج القريب ما يؤكد ان الشروط التي وضعتها دول الحصار ورفضتها قطر لازالت قائمة .واذا كانت قطر قد نجحت بفعل عوامل عديدة  التخفيف او استيعاب ضربة الحصار المائي والجوي والسياسي والاقتصادي ، فقد منعت وصول الحصار الى بيوت القطريين والمقيمين على اراضيها من خلال الانفتاح الفوري على دول العالم من اجل تعويض اي نقص يصيب الاسواق  وبالتالي يؤثر على حياة الناس اليومية ، وهذا ما اكدته التقارير الاقليمية والدولية .  

واليوم وامير قطر يزور الاردن يتسأل  العديد من المراقبين عن اسباب الزيارة فهل هي خطوة اختراق قطرية وخطوة تموضع اردنية ..؟

اعتقد انها خطوة ذكية كانت مطلوبة اردنيا  وقطريا للتخفيف من الضغوطات المفروضة عليها خاصة ان المباحثات بين الزعيمين ستشمل اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين ملفات صفقة القرن  والملف السوري والملف الليبي وسبل افشال الحصار المفروض على الدولتين او التخفيف من وطأته وكذلك ملفات عسكرية وأمنية .

والاردن الذي أحجمَت دولٌ عربيةٌ عن تقديمِ المساعدةِ  له ممنوعٌ عليه الاقترابُ مِن قطر ومن ايران ومن روسيا ومن الصين ليس لديه بدائل عن "الاخوة الاعداء" الا ان ينفتح على قطر وغيرها من الدول ولذلك فأن الزيارة التي يقوم بها امير قطر تعتبرهامة للاردنيين الذين رفضوا سابقا حصار قطر وعبر العديد من اصحاب الرأي والاعلاميين  وبعض النواب عن ذلك من خلال مطالبة الحكومة بضرورة  توثيق العلاقات الاخوية مع قطر التي لم تحاصر الشعب الاردني  كما فعل غيرها من "اولاد .." الذين  يمنعون العلاج  الاقتصادي والمعاشي عن وطن ينزف  اقتصاديا ويعاني  شعبه ما يعاني وهم يقفون ضد اي مبادرة يمكن لها ان تبلسم الجراح .

والاردن الذي يراد له ان يتجرع  كأسا مرة تجعله يوافق على ما طرحه ترامب من تنازل عن  حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الشعب الاردني ،وبالتالي فالوصفة المطروحة على طاولة اخراجه من الازمة لا يمكنه القبول بها ولذلك ستستمر المعاناة اذا لم يعيد صانع القرار التموضع في العلاقات والانفتاح على اطراف عربية ودولية كانت محرمة عليه في ظل التوازنات العربية والاقليمية والدولية السابقة ،وقطر ايضا  التي تعيش ازمة الحصار العربي هي ايضا تحتاج الى اعادة التموضع والتي بدأتها منذ اعلان  حرب  الحصار عليها .

وباعتقادي ان الحصار المفروض على الدولتين كان المراد منه عمليةِ إذلالٍ  يجب ان يدفعَ الشعبين الاردني والقطري ثمَنَه  باعتباره نتيجة حتمية لقرار القيادتين في مواجهة ما يفرض عليهما ، ما يؤلب الشعبين ضد قيادتيهما ولذلك من المهم للقيادتين العمل معا من اجل مواجهة الملفات الصعبة التي تواجه البلدين وعلى رأسها ملف الحصار والاجندات الخاصة به .

zazzah60@yahoo.com